لطالما كانت الدراما المصرية جزءاً أساسياً من الثقافة المصرية، حيث قدمت على مدار تاريخها قدرا كبيرا من القضايا الملحة وجسدت شخصيات أيقونية بل (وإيفيهات ولزمات) لا تغيب عن تعاملاتنا اليومية، كما أضافت لمصر رصيدا ثقافيا لدى الدول العربية التي تربت على تلك الأعمال وجعلت اللهجة المصرية متعارفا عليها وكأنها عامل مشترك بين كل اللهجات العربية، ولا شك أنها لم تكن خيرا خالصا؛ وذلك بحكم أنها أعمال إبداعية، تخضع للإنتاج من جانب جهات متعددة وصناع للدراما بتوجهات وتفضيلات متباينة، ومن الصعب توجيهها في اتجاه واحد، بل كان الرهان على الاستجابة لذائقة الجمهور المتباين بطبعه.
ظهرت مؤخرا ظاهرة (التليفزيون الاجتماعي) أي مناقشة مجريات الأحداث والموضوعات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب مشاهدة الحلقات الدرامية، مما يخلق زخما ورأيا عاما وتفكيرا نقديا تجاه تلك الموضوعات ومدى نجاحها في التأثير وقياسها بمسطرة (كود العائلة داخل المجتمع المصري) وأيضا يوسع من قاعدة جمهور كل عمل درامي، وبالتالي يستفيد المعلن ويضخ مزيدا من الأموال في هذا الاتجاه.
وتأتي الدراما الرمضانية حاملة معها توقعات كبيرة من جانب الجمهور بإنتاج ضخم كما وكيفا، وتنعش اقتصاديات الجهات المنتجة والقنوات التي تقوم ببث تلك الأعمال خلال الشهر الكريم،.
وعلى مدار عدة أعوام مضت كانت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومنصتها الرقمية (Watch it) هي المنتج الأكبر للدراما التلفزيونية بشكل عام، والرمضانية على وجه الخصوص، وأخذت على عاتقها تضمين بعض الموضوعات المهمة ( سياسية : مثل الاختيار) ( اجتماعية : مثل لعبة نيوتن) ( تاريخية :مثل الحشاشين) وتصعيد وجوه جديدة وإعادة بعض قدامى النجوم في ثوب جديد يتوافق مع مراحلهم العمرية ويدمج الأجيال بطبيعة الحال، ويزكي عمل ورش الكتابة (مثل ورش تامر محسن ومها الوزير ومريم نعوم وغيرها).
عدة أعمال لعدة كتاب ومخرجين وممثلين وفرق عمل متميزة ترجمت القضايا والموضوعات بشكل فني رفيع المستوى، سواء في الكوميديا أو التراجيديا ( لام شمسية – ولاد الشمس) أو رومانسية (قلبي ومفتاحه) وذلك على سبيل المثال لا الحصر، بينما ظلت بعض الأطقم الفنية تستخدم تيمة الأعمال الشعبية التي تعكس صورة ( بلطجة) وليس ( جدعنة) سواء بالصوت العالي، والعنف والروح الانتقامية التي تمجد البطل، والانفعالات المبالغ فيها، وهنا تأتى طريقة المعالجة والإخراج وتوجيه الأداء التمثيلي ( الذي هو أهم وظيفة للمخرج) وحدها التي تحدد مدى تقبل ومدى جاذبية الأعمال الدرامية التي تقع في نفوس وعقول المشاهد المصري.
ومن المتوقع أنه مع النجاح الكبير للنسبة الأكبر المعروضة في دراما رمضان هذا العام، على مستوى مباريات تمثيل قوية وانفعالات صادقة لدرجة كبيرة ومخرجين يهمهم بالفعل إيصال رسالتهم بأكبر قدر من الصدق لتصل إلى القلب ( كريم الشناوى نموذجا) أن تضخ شركات الإنتاج وعلى رأسها المتحدة؛ مزيدا من الأعمال الدرامية التي تحمل رسالة إيجابية تتعلق بالقضايا المهمة وبأسلوب التعلم والتنشئة من خلال الترفيه وبأسلوب يرتقي بنا، ولا يرفع شعار (الجمهور عايز كدة!!) لأن الجمهور يرغب في مشاهدة النسخة الأفضل للمجتمع المصري وليس جمع مثالبه، بل هي نتيجة تفاعل صانع العمل مع معطيات مجتمعه والخروج برؤية فنية لها أبعاد أخلاقية.
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.