متابعات-«الخليج»:وقع مسؤولون أمريكيون في خطأ أدى إلى فضيحة عسكرية كبرى، لا تزال عواقبها غير معلومة.ووجد جيفري جودلدبرج رئيس مجلة «ذا أتلانتيك» نفسه داخل مجموعة دردشة على تطبيق «سيغنال»، تم إضافته إليها عن طريق الخطأ، تضم 18 مسؤولاً في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من بينهم جي دي فانس نائب الرئيس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، إلى جانب مايكل والتز مستشار الأمن القومي الأمريكي، والذي يُعتقد أنه من أضاف الصحفي للمحادثة بالخطأ، ما مكّنه من الاطلاع على خطط عسكرية ومناقشات حول هجوم على الحوثيين في اليمن.الفضيحة العسكرية الأمريكية.. كيف ارتبط اسم «سيغنال» بالتسريبات؟نشرت مجلة «ذا أتلانتيك» سلسلة من الرسائل التي تضمنت محادثات بين مسؤولين في إدارة ترامب عبر تطبيق «سيغنال»، حول هجوم مخطط ضد الحوثيين في اليمن. وتضمنت الرسائل، التي أرسلها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، تفاصيل توقيت الضربات الجوية وإطلاق صواريخ توماهوك من البحر.من جانبه، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أهمية الأمر، قائلاً: «لم تكن هناك تفاصيل حساسة، ولم يكن هناك أي تأثير في الهجوم الذي كان ناجحاً للغاية»، وفي المقابل، دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إلى استقالة هيغسيث فوراً.ما هو تطبيق «سيغنال»؟ نظرة عامة على أقوى تطبيقات التراسل المُشفر«سيغنال» هو تطبيق أمريكي مفتوح المصدر للتواصل الفوري، يتيح إرسال الرسائل النصية والصوتية والصور والفيديوهات، إضافة إلى المكالمات الصوتية والمرئية المشفرة.وتم إطلاق التطبيق في 29 يوليو 2014، وهو متاح على أنظمة أندرويد وiOS، إضافة إلى أنظمة التشغيل المكتبية مثل ويندوز، وماك، ولينكس.حصل التطبيق على تمويل أولي بقيمة 50 مليون دولار من بريان أكتون، المؤسس المشارك لـ «واتساب»، الذي أعلن بالاشتراك مع موكسي مارلينسبايك إطلاق مؤسسة سيغنال في عام 2018.في عام 2023، أزال مطورو تطبيق «سيغنال» دعم رسائل SMS على أندرويد، وأصبح يركز بالكامل على الاتصالات المشفرة. وفي مارس 2024، أضاف ميزة أسماء المستخدمين، ما يتيح للمستخدمين إخفاء أرقام هواتفهم.مقارنة بين «سيغنال» وواتساب.. أيهما أكثر أماناً؟وتُقدر منصة «سيغنال» عدد مستخدميها الشهريين بين 40 و70 مليوناً، ما يجعلها صغيرة نسبياً مقارنةً بتطبيقات المراسلة الكبرى مثل واتساب وماسنجر، التي تضم مليارات المستخدمين.لكن ما يميز «سيغنال» هو مستوى الأمان الذي يوفره، حيث يعتمد التطبيق بشكل أساسي على تقنية التشفير التام بين الطرفين (E2EE)، والتي تعني ببساطة أن الرسائل لا يمكن قراءتها إلا من قبل المرسل والمستلم، حتى «سيغنال» نفسه لا يستطيع الوصول إليها، وهي التقنية التي نقلها واتساب لاحقاً.كلا التطبيقين يوفر تشفيراً شاملاً للرسائل، لكن واتساب يجمع بيانات المستخدم مثل عناوين IP وسجلات الاستخدام، ما قد يثير مخاوف تتعلق بالخصوصية، في المقابل، يعتمد «سيغنال» سياسة جمع بيانات محدودة للغاية، ما يجعله أكثر أماناً ولكنه أقل تكاملاً مع الأنظمة الأخرى.ويحمي «سيغنال» البيانات الوصفية بميزة «المرسل المختوم / Sealed Sender»، في حين لا يوفر واتساب نفس المستوى من الحماية. كما يقدم «سيغنال» خيارات أكثر مرونة لحذف الرسائل مقارنةً بواتساب.