الارتجاع الحنجري البلعومي هو شكل أقل شيوعًا من الارتجاع الحامضي، إذ ترتد أحماض المعدة وصولًا إلى البلعوم، ما يسبب أعراضًا هناك. وقد يكون هذا النوع من الارتجاع سببًا كامنًا وراء أعراض مختلفة ومتشابهة، مثل بحة الصوت والتهاب الحنجرة والتنحنح المزمن وغيرها. وقد لا يعاني المصابون من الأعراض التقليدية لارتجاع المريء مثل حرقة المعدة أو عسر الهضم.
ما هو الارتجاع الحنجري البلعومي؟لدى حدوث الارتجاع الحامضي ترتفع العصارة المعدية (والأحماض ضمنًا) من المعدة إلى المريء. وغالبًا ما تؤثر أعراض ارتجاع المريء في الجزء السفلي من المريء، لكن في حالة الارتجاع الحنجري البلعومي، يصل الارتجاع إلى مستوى أعلى، ليؤثر في الحنجرة والبلعوم.
يُعرف الارتجاع الحنجري البلعومي أيضًا باسم الارتجاع خارج المريء، لأنه يتجاوز المريء ليصل إلى مناطق أخرى، ما يسبب أعراضًا مختلفة عن الارتجاع المعدي المريئي التقليدي، ولهذا السبب قد لا يدرك المصابون أن الأعراض التي يعانون منها ناتجة عن الارتجاع. فبدلًا من الشعور بحرقة المعدة أو عسر الهضم، يؤدي الارتجاع الحنجري البلعومي إلى تهيج الصوت والحلق والجيوب الأنفية، ولذلك يُطلق عليه أحيانًا اسم الارتجاع الصامت.
الفرق بين الارتجاع الحنجري البلعومي والارتجاع المعدي المريئيالارتجاع المعدي المريئي هو شكل مزمن من الارتجاع الحامضي، إذ يتكرر ارتفاع العصارة المعدية إلى المريء. يؤثر الارتجاع المعدي المريئي عادةً في الجزء السفلي من المريء، بينما يصل بين الارتجاع الحنجري البلعومي إلى الحلق. بعض الأشخاص يعانون كلا الحالتين معًا، بينما قد يكون لدى آخرين أعراض الارتجاع الحنجري البلعومي فقط.
ما مدى شيوع الارتجاع الحنجري البلعومي؟يقدر الأطباء أن أكثر من 50% من الأشخاص الذين يعانون بحة مزمنة في الصوت مصابون بالارتجاع الحنجري البلعومي. ونحو 10% من المرضى الذين يزورون أطباء الأنف والأذن والحنجرة يُشخصون بالارتجاع الحنجري البلعومي.
أعراض الارتجاع الحنجري البلعومي- بحة الصوت أو تغير نبرته إلى طبقة أعمق.
- الإحساس بوجود كتلة أو شيء عالق في الحلق.
- التنحنح المتكرر (تنظيف الحلق).
- السعال المزمن.
- زيادة المخاط أو البلغم.
- صعوبة البلع.
- التهاب البلعوم المزمن.
- التهاب الحنجرة ما يسبب تورم الأحبال الصوتية أو فقدان الصوت.
- الأزيز عند التنفس.
- السيلان الأنفي الخلفي.
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي المتكررة.
- الربو، أو تفاقمه إذا كان موجودًا سابقًا.
لكي يحدث ارتجاع الأحماض من المعدة إلى الحلق، يجب أن تتجاوز العصارة المعدية حاجزين مهمين:
- المصرة المريئية السفلى، التي تفصل بين المريء والمعدة.
- المصرة المريئية العليا، التي تفصل بين المريء والبلعوم.
يحدث الارتجاع المعدي المريئي عندما تضعف المصرة المريئية السفلى، ما يسمح للعصارة المعدية بالصعود إلى المريء. أما في حالة الارتجاع الحنجري البلعومي، يحدث أيضًا ارتخاء غير طبيعي للمصرة المريئية العليا، ما يسمح للعصارة المعدية بالتسرب إلى الحلق. وتوجد عوامل متعددة قد تضعف هذه المصرات وتسبب الارتجاع الحنجري البلعومي.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى الارتجاع الحنجري البلعومي؟- ضعف المصرة المريئية السفلى.
الأدوية، ومنها:
- البنزوديازيبينات (المهدئات).
- حاصرات قنوات الكالسيوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
- الثيوفيلين الذي يستخدم للربو.
- العلاج بالهرمونات البديلة لسن اليأس.
- الأطعمة والمشروبات التي قد تؤثر سلبًا على المصرة المريئية السفلى:
- القهوة.
- الشوكولا.
- الكحول.
- النعناع.
- الثوم والبصل.
العادات الحياتية مثل:
- الاستلقاء بعد الأكل مباشرة.
- تناول وجبات كبيرة.
- ارتداء ملابس ضيقة حول البطن.
- ضعف المصرة المريئية العليا.
- الاستلقاء أو النوم على الظهر.
- التجشؤ، إذ يؤدي إلى ارتخاء المصرتين معًا.
- زيادة الضغط على المصرة المريئية العلوية بسبب: الانحناء أو ممارسة الرياضة أو الغناء بصوت عالٍ.
- التدخين وشرب الكحول.
- زيادة المخاط والتهابات متكررة بسبب تداخل الحمض مع آليات تنظيف الحلق والجيوب الأنفية.
- تهيج مزمن في الصوت والحلق ما قد يؤدي إلى ظهور عقيدات أو آفات على الأحبال الصوتية.
- مضاعفات تنفسية مثل التهاب القصبات أو الالتهاب الرئوي التنفسي نتيجة استنشاق جزيئات الحمض.
يحدد طبيب الأنف والأذن والحنجرة عادة تشخيص الارتجاع الحنجري البلعومي، وذلك بالوسائل التالية:
- تنظير الحنجرة المرن: تُدخل كاميرا صغيرة عبر الأنف لمشاهدة الحلق.
- التنظير العلوي: فحص المريء والمعدة باستخدام منظار يمر عبر الفم.
- اختبار درجة الحموضة المريئية: بقياس مستوى الحمض في الحلق والمريء خلال 24 ساعة.
- قياس ضغط المريء: تحليل قوة عضلات المريء والصمامين.
يعتمد علاج الارتجاع الحنجري البلعومي على شدته والأسباب الكامنة وراءه. في معظم الحالات، قد يُسيطر عليه بتعديلات في نمط الحياة والنظام الغذائي، مع استخدام الأدوية مؤقتًا لتسريع الشفاء.
- العلاج الدوائي
- مثبطات مضخة البروتون لتقليل إفراز الحمض والمساعدة على شفاء الأنسجة.
- حاصرات الهيستامين لتقليل الحموضة.
- الألجينات لحماية الحلق من التأثيرات المهيجة الأخرى في العصارة المعدية.
الجراحة:
نادرًا ما يلجأ الأطباء إلى الجراحة في هذه الحالة، وقد يستعان بها إذا كان هناك سبب هيكلي واضح، مثل الفتق الحجابي، الذي يمكن تصحيحه بجراحة تثنية القاع لينيسن.
- تغييرات نمط الحياة
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة.
- تجنب الأطعمة الحارة والدهنية والحمضية.
- تجنب الاستلقاء بعد الأكل مدة 3 ساعات.
- تناول العشاء مبكرًا.
- تجنب التجشؤ المفرط.
- تقليل الضغط على البطن.
- النوم على الجانب الأيسر.
- التوقف عن التدخين وتقليل الكحول والكافيين.
- التحدث باعتدال وتجنب الصراخ والهمس المتكرر.
- الترطيب وتناول مشروبات مهدئة مثل العسل وشاي البابونج.
- تجنب التعرض للدخان والمهيجات الهوائية.
باتباع هذه الإجراءات، يمكن تحسين الأعراض واستعادة صحة الحلق والصوت تدريجيًا.
اقرأ أيضًا:
بحة الصوت: الأسباب والأعراض والعلاج
تعرف على أهم الأطعمة التي تكافح الارتجاع المعدي المريئي
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: تمام طعمة
مراجعة: محمد حسان عجك
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.