قد تبدو النية حسنة، قائمة على التعاون على البرّ، لكن المقاصد لا تبرر الوسائل المخالفة. فالمسجد بيت الله، ومقاعده ليست ملكاً لأحد، ولا ينبغي أن يُستأثر بها على حساب الآخرين، لا سيما كبار السن، أو من قطعوا المسافات طلباً للركعة والطمأنينة.
ولعل القاعدة الفقهية «ما وُضع بغير حق، فرفعه حق»، تُعبّر عن هذا المعنى بدقة. فمن جلس أو بسط سجادة في موضع ليس من حقه، ثم جاء غيره فرفعه عنها ليجلس، فلا حرج عليه شرعاً، بل هو الأحق بالمكان. وهذا ما تؤيده السنة النبوية، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن توطين المكان في المسجد، كما في الحديث: «أن يُوَطِّن الرجل المكان في المسجد كما يُوَطِّن البعير». أي أن يتخذ له موضعاً ثابتاً يُقصى به غيره، وكأنه حكر له.
العبادة في الإسلام لا تُبنى على مزاحمة ولا إيذاء. والحرص على الخير لا يكون بالظلم غير المقصود، أو بسلب حق غيرك في الصف الأول. كم من شخص حُرم مكاناً في الصفوف المتقدمة لأنه تأخر دقائق، بينما حُجزت الأماكن لأشخاص لم يصلوا بعد، أليس في ذلك اعتداء على مبدأ «السبق إلى الخير»؟.
لنجعل من ليالي العشر مدرسة في تهذيب النفس، لا فقط في كثرة الركعات. ولنتذكر دائماً: أن عدل السلوك في المسجد عبادةٌ لا تقل عن طول القيام فيه.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.