ترويها زينب عبداللاه
الأحد، 23 مارس 2025 09:00 صكان نجوم الزمن الجميل يتحملون الكثير من الصعاب في سبيل حبهم للفن وتعرض الكيثرين منهم لمواقف صعبة لا يتخيلها الجمهور، وصل بعضها إلى الضرب، بل كانت بعض الصفعات سببًا في فتح طريق الفن لبعض النجوم، ومنها ما حدث مع صاروخ الكوميديا الفنان الكبير عبدالفتاح القصرى الذى تلقى صفعة من رائد الفن جورج أبيض كانت سببًا في وضعه على أول طريق الكوميديا، كما تلقى الفنان محمد توفيق وهو في عمر 16 عامًا صفعة من الفنان الكبير عزيز عيد لتكون سبباً في بداية مشواره الفني.
عشق القصرى الفن منذ طفولته وتعرف فى صباه على عدد من فنانى المسرح، والتحق بفرقة جورج أبيض، كما ذكر المؤرخ الفنى ماهر زهدى، في تناوله لسيرة القصرى، حيث تحمس له جورج أبيض بعدما عرف إتقانه للغات وقدرته على ترجمة المسرحيات، وأعطاه دورًا فى مسرحية "أوديب ملكا".
فهل تتخيل أن يقف القصرى صاروخ الكوميديا أمام جورج أبيض فى مسرحية تراجيدية جادة، ليقوم أبيض بدور أوديب، والقصرى بدور العراف الأعمى، فيقول أدويب للعراف الذى وصفه بالقاتل "صه يابن الجحيم"، ويأتى الدور على القصرى الذى أراد التجويد فرد بصوته وطريقته المميزة "واحسرتااااه أنا تقوللى صه"، فانفجر الجمهور ضحكًا، وارتبك جورج أبيض وغضب بعدما خرج من حالة الاندماج مع الشخصية، فأمر بإغلاق الستار، وانفعل على القصرى فى الكواليس ووصفه بالفاشل وأنه لن يكون ممثلًا أبدًا.
تعجب القصرى لأنه ظن أن ضحك الجمهور معناه نجاحه، فازداد انفعال جورج أبيض وصفع القصرى على وجهه وطرده من المسرح، وصدرت الصحف فى اليوم التالى لتتحدث عن واقعة ضرب جورج أبيض لممثل مبتدئ أفسد العرض المسرحى، واعتقد القصرى أن هذه الصفعة كتبت نهاية مشواره الفنى القصير ولن تقبله أى فرقة مسرحية.
لم يكن القصرى يعلم أن هذه الواقعة ستكون سببًا فى انطلاقه الفني، فبمجرد أن سمع نجيب الريحانى بأن فنانًا مغمورًا طرده جورج أبيض لأنه أضحك الجمهور بدلًا من أن يبكيه، بحث الريحانى عنه ووقع معه عقدًا للعمل فى فرقته، ليتألق القصرى فى فرقة الريحانى ويبدأ مشواره مع النجومية والكوميديا.
أما الفنان الكبير محمد توفيق فقد حكى في مقال كتبه لمجلة الكواكب عام 1954 تحت عنوان " قلم علمنى التمثيل" كيف أن صفعة من الفنان الكبير عزيز عيد وضعته عل أول طريق الفن.
وقال توفيق: "في بدء حياتى الفنية كنت أتردد على جمعيات التمثيل، وخاصة دار التمثيل العربى، وكان بها في ذلك الوقت الأستاذ عزيز عيد، وذات يوم حدثت مشادة بين الأستاذ عبدالمجيد شكرى والأستاذ عزيز، واعتذر عبدالمجيد عن القيام بدور المهدى في رواية " مجنون ليلى"، فقبل الأستاذ عزيز اعتذاره، ثم طلبنى في مكتبه فذهبت إليه، وفوجئت به يقول أننى سأقوم بالدور، وكان سنى وقتها لا يتعد السادسة عشر ودور المهدى والد ليلى يتطلب رجلاً كبيراً".
وتابع الفنان الكبير: "لاحظ الأستاذ عزيز ترددى، فقال: متخافش، أنا هعلمك إزاى تمثل الدور"، وذهبنا سوياً إلى مقهى أمام مسرح رمسيس، وانتحى بى ركناً جانبياً ومضى مثل الدور أمامى، وطلب منى أن أقلده، وفشلت في تقليده المرة بعد الأخرى، وهو صابر ويكرر ما فعل، وأخيراً نجحت في تقليده، ولكنه قال : تنقصك الروح، الاندماج، انس نفسك".
وأشار محمد توفيق إلى أنه كرر تقليد أستاذه ولكنه لم ينجح في إقناعه بالأداء حتى فرغ صبر عزيز عيد فضربه قلماً أفقده صوابه، وهنا تأثر توفيق وثار قائلاً : بتضرب ليه، أنا أمثله أحسن منك ألف مرة"، فابتسم أستاذه وقال:" طيب ياللا ورينى"، فجفف توفيق دموعه، وبدأ يمثل بطريقته دون تقليد، وحين انتهى أخذه أستاذه بالحضن مهنئاً، وفى نهاية مقاله علق الفنان الكبير قائلاً : كان قلماً رائعاً خالداً لأنه كتب اسمى في قائمة الممثلين التي كنت أحلم بها".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.