عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

التعاون الوثيق بين والاتحاد الأوروبي ضرورة أمنية ملحة

  • 1/2
  • 2/2

انتهى عهد السلام بعد الحرب الباردة تماماً، ومع بقاء أمننا على المحك، يجب على الأوروبيين الآن أن ينهضوا لتحمل مسؤولية أكبر للدفاع عن قارتنا، وتتطلب خطورة اللحظة الراهنة حقبة جديدة من التعاون الأمني والدفاعي بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

نقطة انطلاقنا هي حقيقة بسيطة «الأمن الأوروبي لا يتجزأ»، وقد لا تكون المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد الأوروبي بعد الآن، لكن عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن قارتنا، لا يمكن لأوروبا أن تكون مجزأة.

وأكدت الأسابيع القليلة الماضية هذه الحقيقة، فقد اجتمعت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في لحظة حرجة. ومع حكومة جديدة في «وستمنستر» ومفوضية أوروبية جديدة في بروكسل، تسارع تعاوننا.

وفي خريف العام الماضي، كان ديفيد لامي، أول خارجية بريطاني، يجري حواراً مخصصاً مع نظرائه الأوروبيين في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي منذ خروج من الاتحاد.

واليوم، تقوم كايا كالاس، في المقابل، بأول زيارة لممثل أوروبي رفيع المستوى إلى لندن، منذ خروج بريطانيا من الاتحاد.

لقد انخرطنا في حوار مكثف مع مجموعة الدول السبع، واجتمعنا في ميونيخ وكيبيك. وحضرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، اجتماع «لانكستر هاوس»، الذي استضافته لندن في وقت سابق من هذا الشهر، وستواصل مشاوراتنا بناء الزخم، بينما يستعد الجانبان لأول قمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في 19 مايو.

للاستجابة لهذه اللحظة، يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك، وهذا يعني الارتقاء بالسياسة الخارجية والعلاقات الأمنية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، حتى نتمكن من تعظيم تأثيرنا، في عالم يسوده عدم اليقين. وتجعلنا قيمنا ومصالحنا المشتركة شركاء استراتيجيين طبيعيين.

ويُعدّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) حجر الزاوية في الدفاع الجماعي في أوروبا، ويسهم الثقل المالي والقوة التنظيمية للاتحاد الأوروبي، وأدواته الأمنية والدفاعية، إضافة إلى القدرات الدفاعية لدوله الأعضاء، مساهمة حاسمة في الأمن الأوروبي، وتُعد المملكة المتحدة جهة فاعلة دفاعية أوروبية رائدة، تتمتع بخبرة وقدرات فريدة. ومعاً، لدينا دور حاسم نلعبه في حماية أمن قارتنا.

ويجب أن تكون أولويتنا القصوى هي ضمان سلام عادل ودائم في أوكرانيا، ونحن بحاجة لردع التهديد الذي تُشكله روسيا على أوروبا بأكملها، ولا يمكن مكافأة المعتدين أبداً، ولا ينبغي أبداً إغراء أي دولة بغزو جيرانها.

ونحن بحاجة إلى تسريع دعمنا لأوكرانيا، وزيادة الضغط عليها. لقد كان التعاون بين شركة «إنترفليكس»، بقيادة المملكة المتحدة والبعثة العسكرية للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا، فعالاً بالفعل، حيث تم تدريب أكثر من 120 ألف جندي أوكراني.

وبالتوازي مع ذلك، يجب علينا تعزيز إنفاقنا الدفاعي، وتعزيز صناعة الدفاع الأوروبية. وتهدف مبادرة الاتحاد الأوروبي، المتمثلة في إعادة تسليح أوروبا، إلى تخصيص نحو 800 مليار يورو للدفاع، بينما أعلنت المملكة المتحدة عن أكبر زيادة في الإنفاق الدفاعي، منذ نهاية الحرب الباردة، ليصل إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027.

والتهديدات التي نواجهها، تتجاوز الجانب العسكري البحت، فهذا عصر «التهديدات الهجينة»، مع الكثير من الأخبار الكاذبة في وسائل إعلامنا، وتصاعد أعمال التخريب والهجمات الهجينة الخبيثة. هنا أيضاً، يشترك الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في مصالح مشتركة، يمكن ترجمتها بسهولة إلى عمل مشترك أكثر تصميماً.

وعلى نطاق أوسع، يجب أن يستمر التعاون الوثيق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في دعم «التعددية» والنظام الدولي القائم على القواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.

ويجب أن نوحد جهودنا مع الشركاء الدوليين الآخرين، سعياً لتحقيق الأهداف العالمية، بما في ذلك مواجهة تحديات تغير المناخ، وتعزيز التنمية الدولية، وحماية حقوق الإنسان.

بينما تنخرط بروكسل ولندن في تحقيق الاستقرار والازدهار في أجزاء أخرى من العالم، لا يمكن تأجيل تحقيق سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط واستقرار سورية. إن الاستقرار في منطقة الساحل والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ليس حيوياً لتنمية القارة الإفريقية فحسب، بل هو مهم أيضاً لأمن أوروبا. وداخل أوروبا، نضطلع بعمل حيوي معاً يتجاوز أوكرانيا، لاسيما دعم الأمن والازدهار في غرب البلقان.

يجب أن يُدرك التعاون الوثيق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هذه الحقائق. وفي السياسة، يمكن للحظات الأزمة أن تفتح أيضاً فرصاً، وهناك الكثير على المحك، ولا يمكننا تجاهل الفرصة المتاحة لنا.

وفي عالم مشتعل، يعد بدء عهد جديد من التعاون الأمني والدفاعي بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أمراً ضرورياً للحفاظ على سلامة بلدينا وشعبينا.

* ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني

*كايا كالاس، مسؤولة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية الأوروبية

عن «بوليتيكو»

. الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لديهما مصالح مشتركة يمكن ترجمتها بسهولة إلى عمل مشترك أكثر تصميماً.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا