أشاد تقرير لصحيفة «فاينانشل تايمز» بحرص دولة الإمارات العربية على متابعة أحدث التطورات التقنية والاستثمار في الموارد غير النفطية والتنويع الاقتصادي، وهو ما تمثله برامج الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ويتجلى في نماذج من الشركات مثل «إم 42»، أكبر شركة في مجال الرعاية الصحية في أبوظبي.
وأشار التقرير إلى أن الشركة نفذت تسلسل 802,000 جينوم، بما في ذلك 702,000 مواطن إماراتي، وبما أن هذه البيانات تُمثل ثلاثة أرباع السكان تقريباً، فإنها تجعلها واحدة من أكثر مجموعات البيانات السكانية الجينية شمولاً في العالم.
وتسعى الشركة حالياً إلى الاستفادة من هذا الحمض النووي لاستغلال القوة المتنامية لقواعد البيانات الجينية لتحقيق اختراقات في مكافحة الأمراض، وفي نهاية المطاف جذب شركات الأدوية، وتعزيز صناعة علوم الحياة في أبوظبي.
صناعات متقدمة
وصف جورج هابر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي التابع للشركة، برنامج الجينوم الإماراتي بأنه منجم ذهب للبيانات.
يُعد هذا المشروع جزءاً من خطة أوسع نطاقاً لجذب الصناعات المتقدمة، وتنويع الاقتصاد. وقد استثمرت «إم 42» بكثافة في علم الوراثة.
وأثار النطاق الواسع لهذا الكنز الجيني الآمال في أن يساعد على معالجة المشكلات الصحية، مثل الأمراض الوراثية الناتجة عن الزواج المختلط، إضافة إلى التهديدات الصحية الدولية الأوسع نطاقاً.
وحققت مرافق أخرى، مثل البنك الحيوي البريطاني، الذي يبلغ عمره 19 عاماً، ويضم نحو 500 ألف شخص، تقدماً حاسماً في علاج أمراض تراوح بين السمنة ومرض باركنسون.
روابط قوية
وعلى الرغم من أن المسؤولين التنفيذيين في شركة «إم 42» يؤكدون أن جهود الشركة في مجال التسويق، والتي يبلغ عمرها ثلاث سنوات، لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن الروابط القوية مع عالم الأعمال تمنحها ميزة فريدة.
وقد تأسست الشركة عام 2022 من اندماج أصول الرعاية الصحية التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، ومجموعة «جي 42». في ذلك الوقت، استحوذت مبادلة على حصة 45% في المجموعة المندمجة، وفقاً لنشرة إصدار سنداتها.
تشمل أصول مجموعة الرعاية الصحية مستشفيات، مثل مستشفى كليفلاند كلينك في أبوظبي. كما تشمل عمليات جمع البيانات الضخمة التي تقوم بها نظام سجلات المرضى الموحد في أبوظبي، وبنكها الحيوي، والبيانات البيئية المستمدة من رصد مياه الصرف الصحي لتفشي الأمراض. وقال البراء الخاني، مدير العمليات في المستشفى: «نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات عبر مجموعات البيانات، حيث تطبق بروتوكولات صارمة لحماية بيانات المشاركين ومنع إساءة استخدامها».
قواعد ضخمة
أنشأت دول أخرى، مثل أيسلندا، قواعد بيانات جينية ضخمة، لكن قاعدة بيانات الإمارات العربية المتحدة تُعدّ من بين الأكثر شمولاً.
وقال بول جونز، الرئيس التنفيذي لمركز أوميكس التابع للشركة، إن رؤى دولة الإمارات العربية المتحدة حول هذه النسبة الكبيرة من السكان تُمكّن الباحثين من تتبع الطفرة الجينية عبر أجيال متعددة.
وأضاف: «يمكنك مراقبة الأمراض عبر الأجداد والآباء والأبناء، ويمكنك البدء في رسم مخطط لها من منظور بحثي، وهذا بمثابة كنز ثمين من حيث توفير النظرة البحثية على الطفرات ذات الصلة بأمراض محددة.
وتجري «إم 42» محادثات مع شركات أدوية وتكنولوجيا حيوية عالمية بشأن استخدام البيانات، وهناك سوابق لكيفية تتبع الوصول إليها.
على سبيل المثال، أبرم البنك الحيوي البريطاني اتفاقيات مع شركات علوم الحياة لتمويل أعمال تحليلية باستخدام بياناته، مثل مشروع يبحث في كيفية ارتباط التغيرات في مستويات البروتينات في الجسم بالأمراض. في المقابل، تحصل الشركات على وصول حصري إلى النتائج لمدة تسعة شهور قبل نشرها.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، إنها بدأت في تسلسل الجينومات من المقيمين في الإمارات العربية المتحدة لتوسيع نطاق المستودع الجيني، الأمر الذي قال إنّه قد يزيد من جاذبيتها للشركات التي ترغب في استخدامها لتطوير الأدوية.
وتُجري الشركة محادثات للعمل مع حكومات دول أخرى، وقد وقّعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع أوزبكستان للشراكة في برنامجها للجينوم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.