اقتصاد / صحيفة اليوم

«بايدو» الصينية تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بنموذج ينافس «ديب سيك»

تواصل شركة بايدو الصينية توسيع نفوذها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت عن إطلاق أول نموذج تفكير عميق متقدم، ينافس "ديب سيك"، النموذج الذي طورته الشركات الغربية الرائدة. يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، مما يعكس سعي بكين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي.

نموذج ذكاء اصطناعي غير مسبوق

أطلقت بايدو نموذجها الجديد تحت اسم "إيرني ديب ثينك" (Ernie DeepThink)، والذي يعتمد على تقنيات التفكير العميق لمحاكاة عمليات الاستدلال البشري وتحليل المعلومات بشكل أكثر تعقيدًا مقارنة بالنماذج التقليدية.
وبحسب بيان الشركة، يتميز النموذج بقدرته على تحليل المشكلات المعقدة بشكل مشابه للعقل البشري. والتنبؤ بالنتائج المستقبلية بناءً على تحليل كميات ضخمة من البيانات. وفهم المنطق والسببية بدلًا من الاعتماد فقط على الأنماط الإحصائية.
اقرأ أيضاً: الشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي تهدد عروش نظيرتها العملاقة
قال روبن لي، الرئيس التنفيذي لبايدو: "يُعد هذا النموذج قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنه فهم سياقات معقدة واتخاذ قرارات مستندة إلى منطق عميق، وهو ما يجعله منافسًا قويًا لأحدث النماذج المطورة في الغرب مثل "ديب سيك".

هل ينافس "ديب سيك" فعلًا؟

يُعد نموذج "ديب سيك" الذي طورته أيضاً أحد أكثر النماذج تطورًا في العالم، حيث يعتمد على تقنيات التفكير العميق لفهم العلاقات السببية بين الأحداث وتحليلها بأسلوب أكثر دقة من النماذج القائمة على التعلم العميق التقليدي.
اقرأ أيضاً: "ميتا" تطور محرك بحث باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ما القصة؟
وبينما نجح "ديب سيك" في تحقيق اختراقات علمية في مجالات مثل الطب، وتمويل الأسواق، وتحليل البيانات الضخمة، تؤكد بايدو أن نموذجها الجديد قادر على تحقيق مستوى مماثل من الأداء، وربما يتفوق عليه في بعض المهام المتعلقة بـاللغة الصينية والبيانات المحلية، بفضل وصوله إلى كميات هائلة من البيانات المخصصة للسوق الصينية. وفق منصة "ذا فيرج" التكنولوجية.

الصين تُسرّع خطوات الذكاء الاصطناعي

تُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الصين الطموحة لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الغربية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة والقيود الأمريكية المفروضة على تصدير الرقائق المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى بكين.
ويُذكر أن بايدو ليست الوحيدة في هذا السباق، إذ تعمل شركات صينية أخرى مثل وعلي بابا على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، ما يعزز مكانة الصين كمركز عالمي لتطوير التكنولوجيا الذكية.

تأثير المنافسة على مستقبل الذكاء الاصطناعي

يتوقع المحللون أن تُساهم المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في تسريع تطورات الذكاء الاصطناعي عالميًا، حيث سيؤدي دخول مزيد من الفاعلين في السوق إلى تحسين جودة النماذج الذكية بفضل تبادل المعرفة والتجارب، وتخفيض تكلفة التقنيات المتقدمة وجعلها متاحة لمزيد من الصناعات، مع دفع الابتكار في القطاعات المختلفة، مثل الصحة، والتمويل، والتصنيع، وتحليل البيانات.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن هذه المنافسة قد تُعزز التوجهات الحمائية وتُؤدي إلى انقسام العالم بين أنظمة ذكاء اصطناعي صينية وأخرى غربية، مما قد يُعقّد التعاون الدولي في هذا المجال.

هل تنجح بايدو في تحقيق ثورة جديدة؟

ختاماً، يبدو أن دخول بايدو إلى مجال التفكير العميق يعزز من دورها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي، لكنه يضعها أيضًا أمام تحديات كبرى، خاصة فيما يتعلق بجودة النماذج ودقتها مقارنة بالمنافسين الغربيين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا