فيديو / صحيفة اليوم

إدارة أفعالنا وتصرفاتنا لصالح استدامة الماء


عن مقولة: «لا تضع البيض في سلة واحدة». سمعتها مرارا مع اللقاءات الاجتماعية أثناء الحديث عن وضع المياه، حيث يثار الحديث مع كل حضور لشخصي. هذه المقولة حكمة تغني عن كثير الشروحات العلمية المعقدة لعامة الناس. السؤال هل البيض هنا هو الماء؟ كيف يكون ذلك والماء هو محور يحرك الحياة؟ نعمل بهدف تحقيق استدامته مع جميع الأجيال. البيض في هذه المقولة قد يكون منافع، قد يكون إجراءات، قد يكون سياسات، قد يكون استراتيجيات، وقد يكون أي شيء يمكن أن ينهار فجأة لأي سبب كان.
لماذا يحضر هذا المثل أو المقولة؟ هل حضوره يحرك المياه الراكدة كما تقول العرب؟ البيض هنا رمز لشيء ما. تستشهد به العرب لإعطاء فلسفة حسن التصرف مكانة عالية بينهم. حسن تصرف لتحفيز تجنب حدوث توقعات صادمة وسلبية.
تلجأ العرب إليه ليصبح كبسولة علاجية نافعة لاختزال الحديث عن عدم فقد كل شيء دفعة واحدة. كبسولة ملهمة لتسهيل تمرير الغاية التي توجه إلينا جهودنا. الغاية في ثمرة أي هدف. استدامة الحديث عن الماء غاية سامية وظاهرة صحية، خاصة في وضعنا مع ندرته. لأهمية الماء في بيئتنا الجافة يصبح الحديث عنه ضرورة حياة. أن نجعل الماء دائم الحضور ليصبح جزء من الذاكرة الشعبية المستدامة والمتوارثة.
مع الماء تذكروا ما أردده لكم دوما، بأن الحقائق ليست رأيا لأحد. الحقائق تفرض نفسها وشروطها، مكانتها وتأثيرها، وطريقة التعايش والتعامل معها. لنجعلها دائمة الحضور مع كل شيء في حياتنا. لو جعلنا حقائق الماء رأيا فهذا يعني ظهور علامات ومؤشرات خيبة الجهل الذي يقود إلى عواقب سلبية وإن طال الزمن.
الجهل أحد أعداء الإنسان بجانب المرض والفقر. ونحن فقراء في الماء. يقول الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: لو كان الفقر رجلا لقتلته. علينا استيعاب أبعاد هذا المبدأ والعمل على حضوره مع الماء. نتائج هذا الفقر المائي هو التصحر، آلة الجفاف والعطش والهجرات والتشرد.
تقول الحقائق في بلادنا -حفظها الله-: لا مياه سطحية يعول عليها في مساحة المملكة التي تزيد عن مليوني كيلو متر مربع. هذه المعلومة ترسم خيوط فاجعة مستدامة التأثير، رغم كونها حقيقة. السؤال: ماذا بقي أمامنا من مصادر مياه طبيعية متاحة؟
ذلك سؤال يؤكد مدى حاجتنا إلى توفير المياه لتلبية الزيادة في الطلب عليه جيلا بعد آخر. وقبل الإجابة هناك لطمة حقيقة من تصرفاتنا التي تؤكد بأننا جعلنا المتاح من مصادر المياه في سلة واحدة من الإهمال، نستنزفه بشكل جائر. أيضا جعلنا مياه الأمطار كمصدر استراتيجي جزء من حمولة سلة الإهمال هذه. أيضا نعمل على إهدار مياه هذه الأمطار وتبخيرها عنوة. وبعد.. هل يعني هذا تكسير متعمد للبيض الذهبي الذي في سلة الأرض وبأيدينا؟
هل تنوع مصادر المياه في بلدنا هو البيض الحقيقي الذي تحمله سلة الواقع؟ حاليا نحن أمام خمسة مصادر للمياه في بلدنا سقاها الله: مياه الأمطار؛ المياه الجوفية؛ أعذبة المياه المالحة «التحلية»؛ مياه الصرف الصحي المعالج؛ والمياه الرمادية المعالجة. أي المصادر يحظى بنصيب الأسد من الاهتمام والجهد والعناية والحماية والمال؟ السؤال: ولماذا؟ ويستمر الحديث.
@DrAlghamdiMH

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا