عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"التنازلات الواقعية".. هل ستركز محادثة "ترامب" و"بوتين" على تحديد ما ستخسره أوكرانيا؟

تم النشر في: 

18 مارس 2025, 1:40 مساءً

في مشهدٍ يُذكِّر بمسرح الحرب الباردة، تستعد واشنطن وموسكو لكتابة فصل جديد من فصول الصراع الجيوسياسي، لكن هذه المرة على حساب أوكرانيا، المحادثة الهاتفية المقررة اليوم (الثلاثاء) بين الرئيسين دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين تُثير تساؤلاتٍ مُقلقة: هل تُقسَّم خريطة أوروبا مرة أخرى بين القوى العظمى؟ أم أن أوكرانيا ستدفع ثمن إنهاء حربٍ دمّرت أراضيها؟

تاريخ مُعاد

فقبل ثمانية عقود، اجتمع قادة الحلفاء في يالطا لترسيم حدود ما بعد الحرب العالمية الثانية. واليوم، يُعيد ترامب وبوتين إحياء هذا النهج، لكن بسيناريو مختلف: التفاوض على ما ستخسره أوكرانيا مقابل إيقاف آلة الحرب الروسية، ففي تصريحاته على متن "إير فورس وان"، كشف ترامب النقاب عن جوهر المحادثة: "تحديد المكاسب الروسية" من الأراضي الأوكرانية، بدءًا من القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وصولًا إلى المناطق الواسعة التي تسيطر عليها حالياً، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

مسؤولو البيت الأبيض لا يُخفون حقيقة أن القرم – مسرح مؤتمر يالطا التاريخي – ستظل تحت السيطرة الروسية، بل يشيرون إلى أن موسكو قد تحصل على 90% من الأراضي التي احتلتها خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذه التنازلات، التي يصفها ترامب بـ"الواقعية"، تُعتبر من وجهة نظر أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين إضفاءً للشرعية على سياسة الأمر الواقع، التي انتهجها بوتين.

لعبة القوى

مصادر دبلوماسية أوروبية عبرت عن قلقها من أن تُصبح أي اتفاقياتٍ بين ترامب وبوتين "فرماناً" جديداً لتقسيم النفوذ، تماماً كما حدث عام 1945 عندما قسَّم روزفلت وتشرشل وستالين الكعكة الأوروبية.

وتُعقِّد الصورةَ زيارةٌ سرية لستيف ويتكوف – المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط والمُقرَّب من ترامب – إلى موسكو الأسبوع الماضي. ويتكوف، الذي أمضى ساعاتٍ في مباحثات مع بوتين، يُعتبر الرجل الذي يُجهِّز المسرح للاتفاق المحتمل، لكن تفاصيل الصفقة تظل طيَّ الكتمان، مما يغذي تخوُّفاتٍ من أن تكون أوكرانيا الطرف الخاسر الوحيد.

البطاقة الأقوى

وفي كييف، يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كسب الوقت عبر الدعوة إلى "مفاوضات شاملة"، لكنه يدرك أن البطاقة الأقوى في يد ترامب وبوتين. بينما تبدو العواصم الأوروبية منقسمة: بعضها يؤيد "حلّاً واقعياً" يوقف نزيف الحرب، والبعض الآخر يخشى أن يشجِّع التنازل موسكو على توسيع نطاق عدوانها.

والسيناريو الأكثر إثارة للجدل هو اعتراف واشنطن بالضم الروسي للقرم رسمياً، وهو ما قد يحوِّلها من "احتلال" إلى "سيادة دائمة" في الخرائط الدولية، لكن السؤال الأكبر يظل قائماً: هل تُكرِّس هذه المفاوضات حقبةً جديدة من الهيمنة الثنائية على العالم، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة تسبق حرباً أوسع؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا