يواجه الاحتياطي الفيدرالي موقفًا صعبًا، في ظل المزيج من تباطؤ النمو الاقتصادي واستمرار التضخم، وعدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التجارية التي قد تُثقل كاهل الاقتصاد، فهل يضطر إلى خفض الفائدة، أم سيحافظ على نهج الانتظار والترقب؟
اجتماع حاسم
سيناقش مسؤولو الفيدرالي خلال الاجتماع الذي سيعقد على مدار يومي 18-19 من مارس ما يمكن فعله للسيطرة على التضخم، ودعم الاقتصاد في ظل بيئة تشوبها حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي، قد تؤدي في النهاية إلى الركود الاقتصادي، وربما لن يكون الاحتياطي الفيدرالي قادرًا على فعل الكثير حيال ذلك.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
هل الاقتصاد في وضع جيد؟
خفض "جولدمان ساكس" توقعاته لنمو اقتصاد أمريكا إلى 1.7% هذا العام، كما قلص "باركليز" تقديراته بحوالي النصف إلى 0.7%، وذكر وزير الخزانة "سكوت بيسنت" أنه لا توجد ضمانات بعدم حدوث ركود.
هل يحافظ الفيدرالي على نهجه؟
لكن من المتوقع تثبيت الفائدة هذا الأسبوع دون تغيير عند النطاق 4.25% -4.5%، وهو بالفعل ما صرح به "باول" في وقت سابق هذا الشهر قائلاً: رغم تزايد عدم اليقين إلا أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في وضع جيد، نحن في وضع يسمح بانتظار المزيد من الوضوح.
توقعات | |
الشخصية | الرؤية |
"ماثو لوزيتي" كبير الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين لدى "دوتشيه بنك" |
نتوقع أن يبقي الفيدرالي على الفائدة ثابتة للاجتماع الثاني على التوالي، وفي ظل تزايد حالة عدم اليقين، لن يقدم سوى إرشادات محدودة بشأن مسار السياسة المستقبلية.
|
خبراء اقتصاديين استطلعت "بلومبرج" آراءهم |
من المقرر أن يُبقي الفيدرالي الفائدة ثابتة في النصف الأول من هذا العام، قبل خفضها مرتين اعتبارًا من سبتمبر.
|
"سكوت أندرسون" كبير الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين لدى "بي إم أو كابيتال ماركتس" |
الفيدرالي في وضع صعب للغاية في الوقت الحالي، إذ يواجه المزيد من آفاق الركود التضخمي حتى مع بقاء التضخم الأساسي أعلى بكثير من مستهدفه على المدى المتوسط.
وأن عدم اليقين بشأن مدى وأهداف التعريفات الجمركية المستقبلية يزيد من تعقيد آفاق السياسة النقدية، وقد يحدث اضطراب في توقعات السياسة النقدية والأسواق المالية.
|
"روجر هالام" الرئيس العالمي لأسعار الفائدة لدى "فانجارد" |
هناك مخاطر تلوح في الأفق، وهناك ما يكفي من عدم اليقين بشأن التوقعات الكلية، ما يجعل من المناسب للفيدرالي الانتظار الوقت الكافي لتقييم الآثار الاقتصادية لسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويرى أن العامل الحاسم سيكون ما إذا كان الفيدرالي يعتقد أن ارتفاع التضخم الناتج عن الحرب التجارية مؤقتًا أم لا.
لذا سيكون من الأفضل التحلي بالصبر واكتساب ثقة أكبر بشأن اتجاه الاقتصاد في النصف الثاني من هذا العام.
|
"دون ريسميلر" كبير الاقتصاديين لدى "ستراتيغاس" |
لا توجد حالة طوارئ في الوقت الحالي، ليس هناك أزمة مالية، لا توجد زيادة كبيرة في البطالة، لذا فإنه لحسن الحظ لدى الفيدرالي ميزة الانتظار والترقب.
|
"نايجل جرين" المحلل لدى الشركة الاستثمارية "ديفير" |
مزيج خطير من الضغوط التضخمية إلى جانب التباطؤ الاقتصادي، يضع الفيدرالي في موقف محرج.
لكنه يرى أن الوقت قد حان للقيادة لا للتأخر، لأن منع حدوث تباطؤ حاد يجب أن يكون الأولوية القصوى، قائلاً: يجب أن يتم خفض الفائدة عاجلاً وليس آجلاً لمنع أضرار أعمق.
|
التركيز لن ينصب على الفائدة فقط
يركز المستثمرون على رؤية البنك للاقتصاد لأنه سيحدث توقعات النمو والتضخم وسوق العمل في اجتماع هذا الأسبوع، فضلاً عن ترقب تصريحات رئيس البنك "جيروم باول" بشأن التحركات المقبلة للفائدة، مع سعي الشركات والمستهلكين لتقييم تداعيات السياسات التجارية التي يتبعها "ترامب".
مسار الفائدة هذا العام
تشير أغلب التوقعات لخفض الفائدة مرتين كل منها بمقدار ربع نقطة مئوية بداية من يونيو أو يوليو، مع احتمالية خفضها مرة ثالثة بنهاية العام، لكن يصر "باول" دائمًا على أن قرارات البنك بشأن السياسة النقدية تستند إلى البيانات وليس على أي مسار محدد مسبقًا.
استقلالية الفيدرالي
إلى جانب الضغوط الاقتصادية المتزايدة، يواجه الفيدرالي ضغوطًا سياسية أيضًا بعدما انتقده "ترامب" وطالبه مرارًا بخفض الفائدة، لكن البنك يلجأ دائمًا لاتخاذ قراراته بشكل مستقل عن السلطة التنفيذية، وحرص "باول" دائمًا على عدم توضيح كيفية رؤية البنك للتأثير المحتمل لتغييرات السياسة المالية والتجارية على سياسته النقدية.
الخلاصة
يأتي اجتماع الفيدرالي الذي سينتهي الأربعاء بعد موجة بيع شهدتها سوق الأسهم وفي ظل أخبار اقتصادية قاتمة وحرب تجارية متصاعدة، لذا فمن المتوقع أن يسفر عن تثبيت الفائدة دون تغيير، وترقب المزيد من الوضوح بشأن سياسات "ترامب" حتى يتمكن البنك من رسم مسار الفائدة المتوقع هذا العام.
المصادر: فاينانشال تايمز – الجارديان – إنفستوبيديا – بلومبرج - مورنينج ستار
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.