عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

تقرير عالمي: رؤية 2030 أحدثت تحوُّلاً استراتيجيًّا عزَّز الهوية الوطنية على المستويات كافة

تم النشر في: 

16 مارس 2025, 7:57 مساءً

منذ إطلاقها حظيت رؤية 2030 باهتمام كبير من مختلف المراقبين والمحللين حول العالم؛ خاصة لما تتضمنه من إصلاحات قوية، تُعزز مكانة المملكة العربية السعودية كلاعب أساسي على الخريطة الدولية.

ومؤخرًا أكد الكاتب الباكستاني جواد جبار في مقاله بمجلة "الجغرافيا السياسية" البريطانية أن السعودية تمرُّ حاليًا بتحوُّل ملحوظ، وهو تحوُّل يتجاوز الإصلاحات الاقتصادية إلى عالم الهوية الوطنية.

وأوضح المقال أنه في حين ركزت السعودية ذات يوم بشكل كبير على عائدات النفط فإنها تستفيد الآن من التراث الثقافي والشمول الاجتماعي كركائز أساسية للأمن والاستقرار، ويتجلى هذا التحول بشكل واضح في رؤية 2030، وهي خطة طموحة، أُطلقت في عام 2016 تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتابع "جبار" بأن رؤية 2030 تحدد إصلاحات اجتماعية واقتصادية وثقافية واسعة النطاق، تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتجديد الفخر الوطني.

وواصل: "تاريخيًّا، كان النهج الأمني يركز على التحالفات الخارجية، وجهاز شرطة داخلي قوي، لكن مع الوقت أدركت السعودية أن هناك حاجة إلى استراتيجية واسعة النطاق، تعالج أي إشكاليات ثقافية أو اجتماعية بعيدًا عن الأولويات العسكرية والاستخباراتية. وقد أدى هذا إلى إدراك المسؤولين السعوديين حقيقةً، مفادها أن الإدماج الثقافي يمكن أن يخدم كأصل استراتيجي للأمن الوطني".

وقال المقال: "قد يتساءل المنتقدون: كيف يمكن للمهرجانات الشعبية والمساجد التاريخية والعادات القبلية أن تعزز الدولة الحديثة؟ ومع ذلك، تبنت الحكومات في جميع أنحاء العالم فكرةً، مفادها أن التضامن الوطني يجعل المجتمعات أقل عرضة للأيديولوجيات المتطرفة؛ فالمواطنون الذين يشعرون بالتقدير والاحترام في هوياتهم الثقافية أقل عرضة للشعور بخيبة الأمل؛ وبالتالي أقل عرضة للتجنيد من قِبل الحركات المتطرفة".

واستطرد جواد جبار: "ومن ثم، فإن رؤية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل نهضة ثقافية؛ إذ تبذل السعودية جهودًا كبيرة لإحياء المواقع التاريخية، وعرض تراثها المتنوع، ودمج الخطاب الثقافي من خلال المتاحف والمهرجانات والمناهج التعليمية. وبالتوازي مع ذلك، تعمل الإصلاحات على تخفيف القيود على وسائل الإعلام والفنون والأدوار العامة للمرأة. وتشير هذه التحركات إلى استعداد الحكومة لتحديث عقدها الاجتماعي في مقابل قدر أعظم من التماسك الوطني".

وأكد أن "الأمر الحاسم هنا هو أن هذا التركيز الداخلي على الثقافة أصبح جزءًا من السرد الأمني للمملكة. ففي السابق كانت السياسة الخارجية والتحالفات الخارجية تعتبر الضامن الأساسي للسلامة الوطنية، واليوم تؤكد القيادة أن الهوية الوطنية والوئام الاجتماعي لا يقلان أهمية.

ومن منظور الأمن الثقافي، فإن هذا منطقي؛ فإذا كان المجتمع واثقًا من هويته، واستثمر في تقاليده فإنه يبني رأس المال الاجتماعي. وفي أوقات الأزمات يمكن لهذه الوحدة أن تردع الاضطرابات الداخلية، وتقلل من جاذبية الرسائل المتطرفة".

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا