صلاة التسابيح معروفة عند أهل العلم، وقد اختلف العلماء في صحتها؛ فمنهم من صحح حديثها وعمل بها لما فيها من الأجر العظيم الذي ذكره النبي ﷺ، ولما يترتب عليها من مغفرة الذنوب، ومنهم من ضعف الرواية ولم يرَ ثبوتها.
وتُعتبر من الصلوات المستحبّة التي يُنصح بأدائها بين الحين والآخر طلبًا للأجر والثواب.
في هذا الدليل، نستعرض كيفية صلاة التسابيح بالتفصيل، فضلها، وحكمها الشرعي وفق المصادر المعتبرة.
كيفية صلاة التسابيح خطوة بخطوة
تتكون صلاة التسابيح من 4 ركعات، وتحتوي كل ركعة على 75 تسبيحة، ليصل مجموع التسبيحات في الصلاة كاملة إلى 300 تسبيحة.
وتُصلّى كما يلي:
النية والتكبير: تبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام مع استحضار النية.
قراءة الفاتحة وسورة قصيرة: بعد التكبير، يُقرأ الفاتحة ثم سورة قصيرة أو ما تيسّر من القرآن.
التسبيح قبل الركوع: بعد القراءة، يُقال: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" (15 مرة).
الركوع والتسبيح: أثناء الركوع، يُقال: "سبحان ربي العظيم" (3 مرات).
ثم تقال التسبيحات الأربع (10 مرات).
الرفع من الركوع والتسبيح: بعد قول "سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد"، تقال التسبيحات الأربع (10 مرات).
السجود الأول والتسبيح: أثناء السجود، يُقال: "سبحان ربي الأعلى" (3 مرات).
ثم التسبيحات الأربع (10 مرات).
الجلوس بين السجدتين والتسبيح: بعد قول "رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني"، تقال التسبيحات الأربع (10 مرات).
السجود الثاني والتسبيح: مثل السجود الأول، يُقال: "سبحان ربي الأعلى" (3 مرات).
ثم التسبيحات الأربع (10 مرات).
القيام للركعة الثانية: بعد السجود، تقال التسبيحات الأربع (10 مرات) قبل قراءة الفاتحة، ثم تُكرَّر نفس الخطوات في باقي الركعات.
ما هو فضل صلاة التسابيح وثوابها؟
ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال لعمه العباس بن عبدالمطلب: "يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته؟ أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة…" (الحديث رواه أبو داود والترمذي، وقال عنه بعض العلماء: حسن، بينما ضعّفه آخرون).
وتُعد صلاة التسابيح من أسباب مغفرة الذنوب، وقضاء الحوائج، وجلب الطمأنينة للقلب، وهي صلاة مستحبة تُصلّى بين الحين والآخر، لا سيما في الأوقات الفاضلة كالعشر الأواخر من رمضان.
حكم صلاة التسابيح سنة أم بدعة؟
اختلف العلماء في حكم صلاة التسابيح، حيث جاءت آراؤهم على النحو التالي: الجمهور من الفقهاء، مثل الشافعية والحنفية وبعض المالكية، قالوا إن صلاة التسابيح مستحبة، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الذي يحث عليها.
الحنابلة وبعض علماء الحديث، مثل الإمام ابن تيمية والإمام ابن الجوزي، رأوا أن الحديث ضعيف، وبالتالي لم يثبت استحبابها عندهم.
لكن وفقًا لما ذكرته كثير من الهيئات الشرعية المعتمدة، فإن الأمر فيه سعة، ومن صلّاها رجاءً للثواب فلا حرج عليه، ومن تركها لا إثم عليه.
متى تُصلّى صلاة التسابيح في رمضان؟
يمكن أداء صلاة التسابيح في أي وقت من الليل أو النهار، باستثناء أوقات الكراهة (مثل بعد صلاة الفجر وقبل صلاة الظهر). لكن يُستحب أداؤها في الأوقات الفاضلة، ومنها:
في الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، ويكون وقتًا مستجابًا للدعاء.
في العشر الأواخر من رمضان، حيث يُضاعف الأجر والثواب، وتكثر الطاعات والعبادات.
عدد مرات التسبيح في صلاة التسابيح
في كل ركعة، يتم تكرار التسبيحات الأربع (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) 75 مرة، موزعة كالتالي:
15 مرة بعد قراءة الفاتحة والسورة.
10 مرات بعد الركوع.
10 مرات بعد الرفع من الركوع.
10 مرات أثناء السجود الأول.
10 مرات أثناء الجلوس بين السجدتين.
10 مرات أثناء السجود الثاني.
10 مرات بعد الرفع من السجود قبل القيام للركعة التالية.
بذلك يكون مجموع التسبيحات في الركعة الواحدة 75، وفي الأربع ركعات 300 تسبيحة.
وقت أداء صلاة التسابيح
يُمكن للمسلم أداء صلاة التسابيح في أي وقت، باستثناء الأوقات المكروهة للصلاة، وهي:
بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.
وقت استواء الشمس في كبد السماء.
بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
فوائد صلاة التسابيح
إلى جانب فضلها في تكفير الذنوب، فإن لصلاة التسابيح فوائد روحية كثيرة، منها:
تعويد المسلم على كثرة الذكر والتسبيح، مما يرسّخ الإيمان في القلب.
زيادة الخشوع والتركيز في الصلاة بسبب التكرار المستمر للأذكار.
تقوية العلاقة بين العبد وربه، حيث إنها صلاة خاصة تُشعر المسلم بالقرب من الله.
راحة نفسية عميقة، إذ إن الذكر يبعث السكينة في القلب، ويزيل الهموم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.