مصر اليوم / الحكاية

حكاية "مواجهة انتقامية".. هل تردع الضربات الأمريكية جماعة الحوثي اليمنية؟

من المستبعد أن تردع الضربات واسعة النطاق، التي نفذتها القوات الأمريكية في اليمن، مساء أمس السبت، جماعة الحوثى، ومن المتوقع أن تنفذ ضربات انتقامية ضد الأهداف الأمريكية في المنطقة، ما يرجح المواجهة الطويلة بين الطرفين، وفق مجموعة من الخبراء بالمجلس الأطلسي. 

وبدأت الولايات المتحدة، مساء أمس السبت، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، ما أودى بحياة 31 شخصًا على الأقل، وأصيب 101 آخرون.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلًا عن مسؤول دفاعي، أن سفنًا حربية وطائرات مقاتلة أمريكية شنّت هجمات في أنحاء اليمن، استهدفت رادارات ومواقع دفاع جوي ونقاط إطلاق طائرات مسيّرة.

وأضاف المسؤول أن هذه العملية تُمثّل بداية حملة متجددة لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الهجمات الأمريكية على اليمن لها 3 أهداف، هي ضرب منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين، واستهداف قادة الجماعة، وتوجيه رسالة إلى إيران.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الضربات الجوية والبحرية التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب، استهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، إن الغارات الجوية ضد ترسانة الحوثيين، المدفون جزء كبير منها عميقًا تحت الأرض، قد تستمر لعدة أيام، وتزداد شدتها ونطاقها تبعًا لرد فعل الجماعة اليمنية.

وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية واجهت صعوبات في الماضي في تحديد مواقع أنظمة الأسلحة، التي ينتجها الحوثيون في مصانع تحت الأرض، ويهربونها من إيران.

وأضافت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، قالوا، إن بعض مساعدي الأمن القومي يرغبون في شن حملة أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الحوثيين السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال البلاد، لكن ترامب لم يُقر هذه الاستراتيجية بعد، خشية توريط الولايات المتحدة في صراع بالشرق الأوسط تعهد بتجنبه خلال حملته الانتخابية.

وصرّح مسؤولون أمريكيون بأن الضربات التي نفذت، مساء السبت، جاءت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع، بين ترامب وكبار مساعديه للأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومايكل والتز، مستشار الرئيس للأمن القومي، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، والجنرال مايكل إي. كوريلا، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، ووافق ترامب على الخطة، أمس الأول الجمعة.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الضربات نفذتها طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" الموجودة الآن في شمال البحر الأحمر، فضلًا عن طائرات هجومية تابعة للقوات الجوية، وطائرات مسيّرة مسلحة أطلقت من قواعد في المنطقة.

وذكرت "نيويورك تايمز" أنه من غير الواضح كيف يمكن لحملة القصف المتجددة ضد الحوثيين أن تنجح في حين فشلت إلى حد كبير الجهود العسكرية السابقة التي قادتها الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين بنوا أيديولوجيتهم حول معارضة إسرائيل والولايات المتحدة، واستشهدت بتصريح المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، على مواقع التواصل الاجتماعي، 22 يناير، بأن دعم القضية الفلسطينية سيظل على رأس أولوياتهم حتى بعد وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد الحوثيون أنهم سيتوقفون عن استهداف جميع السفن "عند التنفيذ الكامل لجميع مراحل" اتفاق وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالرد المحتمل من قبل الحوثيين على الضربات الأمريكية الأخيرة، لفتت "نيويورك تايمز" إلى التحذير الصادر من الجماعة اليمنية، من أنه حال شنت الولايات المتحدة أو هجومًا مباشرًا على اليمن، فسيستأنفون هجماتهم على السفن المرتبطة بهاتين الدولتين.

وقالت الصحيفة، إن الأدلة التي فحصها باحثون في مجال الأسلحة مؤخرًا، تظهر أن الحوثيين ربما اكتسبوا تقنيات متطورة جديدة تصعب اكتشاف طائراتهم المسيّرة، وتساعدهم على التحليق لمسافات أبعد.

ورجحت إميلي ميليكين، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، أن يشن الحوثيون ضربة انتقامية، ربما تستهدف مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" في البحر الأحمر، أو القواعد الأمريكية بالمنطقة.

واستبعد دانيال إي. موتون، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، أن يكون للضربات الأمريكية الأخيرة تأثير ردع على الحوثيين، مشيرًا إلى الدعم الذي تتلقاه الجماعة اليمنية ليس فقط من إيران، بل أيضًا من شبكات توريد في وروسيا، وقال إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى توظيف موارد أكبر من غارات السبت.

وأضاف دانيال أن "هذه الموارد الإضافية ستشمل التواصل الدبلوماسي مع روسيا والصين، وموارد بحرية إضافية لمنع إعادة إمداد الحوثيين، وممارسة ضغط فعّال على إيران. وستكون هذه الموارد كبيرة من حيث الأصول العسكرية والتنسيق الدولي".

وقال داني سيترينوفيتش، زميل غير مقيم في الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي: "لكي تكون الحملة فعّالة، يجب أن تكون مستمرة ومتواصلة، مع إلحاق الضرر بمواقع القيادة والسيطرة التابعة للحوثيين وقدرتهم على إنتاج وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة".

وأضاف: "نظرًا للتوترات الشديدة القائمة، فإن هذه الهجمات، خاصة إذا شكت الولايات المتحدة في استمرار إيران في مساعدة الحوثيين، تقرب طهران وواشنطن من المواجهة".

وتوقع أسامة الروحاني، زميل أول غير مقيم في برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، أن تترك الضربات الأمريكية الأخيرة تأثيرًا بالغًا على المدنيين، إذ تمثل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون أكثر من 60% من سكان اليمن، ومن المؤكد أن الدمار الواسع النطاق والإصابات المدنية ستثير غضبًا عارمًا، وهو ما يمكن للحوثيين استغلاله لحشد المزيد من الدعم.

وقال الروحاني: "دون نهج شامل يعطل تهريب الأسلحة من إيران، ويعالج العوامل السياسية والاقتصادية التي تُمكن الحوثيين، فإن الضربات الأمريكية الأخيرة تهدد بإطالة معاناة اليمنيين".

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا