- في أروقة إحدى المختبرات المتطورة بسنغافورة، تتعاون خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع الأطباء لتسريع اكتشاف السرطان بدقة وسرعة غير مسبوقة.
- وفي مزرعة كينية، تحلل مستشعرات ذكية خصائص التربة لتوجيه المزارعين نحو الري الأمثل، مما يزيد من إنتاجية المحاصيل ويحافظ على الموارد المائية.
- وفي القطب الشمالي، تعالج نماذج التعلم الآلي صور الأقمار الصناعية لتتبع ذوبان الجليد القطبي، موفرة بذلك نظام إنذار مبكر لارتفاع منسوب البحار.
- هذه التطبيقات ليست مجرد أمثلة عابرة، بل هي شهادة حية على القدرات الثورية للذكاء الاصطناعي، والتي تتجاوز بكثير مجرد المساعدين الافتراضيين وبرامج الدردشة.
- فهو يحمل في طياته مفاتيح حل التحديات الكبرى التي تواجه عالمنا، من تغير المناخ إلى الرعاية الصحية.
- ومع ذلك، لا يزال تركيزنا الجماعي ضيقًا، منحصرًا في التسهيلات الفورية للذكاء الاصطناعي التوليدي، بدلاً من إطلاق العنان لإمكاناته العميقة لإعادة تشكيل الصناعات والمجتمعات بأكملها؛ فهل نستغل هذه الإمكانات على النحو الأمثل؟
- في قمة الذكاء الاصطناعي التي انعقدت في باريس، شهدنا قادة العالم يتنافسون على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوالت الاستثمارات الضخمة.
- لكن ما يغيب وسط ضجيج وسائل الإعلام هو التحليل العميق للإجراءات الملموسة التي تضمن توظيف الذكاء الاصطناعي في المجالات الأكثر حيوية، كحل التحديات العالمية التي تتجاوز القدرات البشرية وحدها.
- فبينما تتوفر التقنيات اللازمة لمعالجة هذه التحديات، فإن إمكاناتها لا تزال في طور الاستكشاف. وبدلاً من إطلاق العنان للذكاء الاصطناعي لإحداث تغييرات جذرية، تتركز الجهود الحالية على حلول محدودة النطاق.
لذا، نحن بحاجة إلى تعلم كيفية تبنّي الذكاء الاصطناعي، وإضفاء الطابع الديمقراطي عليه، وتوظيفه بفاعلية.
رؤية قاصرة: لماذا نُقيد الذكاء الاصطناعي بنظرة قصيرة المدى؟
دائمًا ما نميل كمجتمع إلى المبالغة في تقدير تأثير التكنولوجيا على المدى القريب، بينما نقلل من شأن تحولاتها العميقة على المدى البعيد. وهذا ما نشهده اليوم مع الذكاء الاصطناعي:
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- تواجه 74% من الشركات عقباتٍ جوهرية تعيقُ توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي.
- ترى 16% فقط من الشركات أنها مستعدة لإعادة ابتكار ذاتها بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
بينما تركز الشركات على التحسينات التدريجية، تظل الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي غير مستغلة. فبدلاً من مجرد أتمتة بعض المهام، يجب أن نفكر في إعادة تصميم الأنظمة بالكامل، بحيث يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات واتخاذ القرارات لدفع عجلة الابتكار.
إعادةُ تصوُّر الذكاء الاصطناعي: من تحسين العمليات إلى تغيير الأنظمة
لكي يصبح الذكاء الاصطناعي قوة تحول حقيقية، يجب تبنِّي نهج شامل لإعادة بناء الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، ويشمل ذلك:
- توفير الرعاية الصحية المتقدمة: أتمتة المهام الإدارية لتوفير وقت الأطباء، وتحسين دقة التشخيصات من خلال اتخاذ القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتسريع وتيرة تطوير الأدوية، وتخصيص العلاج للأفراد.
- إعادة تعريف القوى العاملة: لا يُعد الذكاء الاصطناعي بديلاً للعمالة البشرية؛ بل يمكنه تحرير المهنيين من المهام المتكررة ليتمكنوا من التركيز على الابتكار والإبداع.
- إدارة الموارد والاستدامة: مراقبة التغيرات البيئية من خلالِ تحليل الصور الجوية، وتعزيزُ كفاءة الطاقة من خلال التنبؤ بأنماطِ الاستهلاكِ.
يتطلب تحقيق هذه الغاية عوامل تمكين قوية، مثل إثبات العائدات لضمان الاستثمار طويل الأجل، وإعادة تنظيم السياسات، وإعطاء الأولوية للبنية التحتية المشتركة ومجموعات البيانات، وتزويد القادة بالمهارات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكنولوجيا والأمن السيبراني وبناءِ الثقة لكشف المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي: تجاوز مكاسب التكلفة والكفاءة
- أولاً، يجب تبنِّي الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي من خلال إجراءات متعددة الأطراف، ووضع أفضل النتائج للمجتمع كأولوية.
- ثانيًا، لا بدَّ من إضفاءِ الطابعِ الديمقراطي على الذكاءِ الاصطناعيِّ. فلا يجوز أن تكون هذهِ التكنولوجيا القوية حكرًا على البلدان والمناطق التي لديها القدرة على الوصول إلى موارد الذكاءِ الاصطناعيِّ.
- ثالثًا، الثقة في استخدام الذكاءِ الاصطناعيِ من خلال تطوير ونشر التقنيات بطريقة مسؤولة ومستدامة؛ وسوف ينشأُ هذا جزئيًا من تحقيقِ إمكاناته وجعله ذا صلةٍ بحياةِ الناسِ.
- في نهاية المطاف، لا يمكنُ للتكنولوجيا أن تساعدَ في حلِّ المشكلات البشرية إذا لم يسمحْ لها البشرُ بذلكَ. وإذا فعلنا ذلكَ، فإنَّ التحولَ الحقيقيَّ ممكنٌ.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.