«إيه بي سي» نيوز

قبل 3 مليارات سنة، كان سطح المريخ يحتوي على مياه سائلة بشكل متقطع. لكن بعد أن فقد الكوكب جزءاً كبيراً من غلافه الجوي، لم تبق مياه على سطحه.
لا يزال مصير مياه المريخ سواءً كانت مدفونة كجليد، أو محصورة في طبقات المياه الجوفية العميقة، أو مدمجة في المعادن، أو متبددة في الفضاء مجالاً بحثياً مستمراً.
ولا يزال البحث جارياً وينبع شغف العلماء بذلك بتاريخ مياه المريخ من فضولهم العميق تجاه ماضي الكوكب وإمكانية احتضانه للحياة. وزودتهم خبرتهم الواسعة، برؤى قيّمة حول التفاعل المعقد بين غلاف المريخ الجوي وعناصره المتطايرة.
ومن خلال المراقبة الدقيقة وتحليل البيانات، انطلق باحثون في مختبر علوم وتكنولوجيا الفضاء في رحلةٍ لكشف مصير احتياطيات المياه على المريخ. وقادتهم أبحاثهم إلى استكشاف فرضياتٍ مختلفة، تراوح بين احتمال وجود رواسب جليدية جوفية واحتمال وجود طبقات مياه جوفية مخفية في أعماق سطح المريخ.
ومن خلال الاستفادة من التقنيات المتطورة ومنهجيات البحث المبتكرة، مهد العمل الذي قام به الباحثون الطريق لفهم أعمق للتاريخ المائي للمريخ والآثار التي يحملها على قابلية الكوكب للسكن في الماضي.
شكّلت البيانات القيّمة التي جُمعت خلال مهمة «مافن» حجر الأساس لجهود الباحثين المستمرة. فمن خلال تحليل تركيبات الغلاف الجوي ودراسة التفاعلات بين المركبات المتطايرة والإشعاع الشمسي، تمكنوا من كشف أدلة حاسمة حول مصير مياه المريخ على مدى مليارات السنين.
ومن خلال نهج متعدد التخصصات يجمع بين علم الكواكب والجيولوجيا والفيزياء الجوية، حقق الباحثون خطوات كبيرة في توضيح الآليات المعقدة التي تحكم ديناميكيات المياه في المريخ في الماضي البعيد.
مع استمرار السعي لكشف لغز مياه المريخ، يبقى بروس جاكوسكي في طليعة الاستكشاف العلمي، مدفوعاً بشغف لا ينضب للمعرفة والتزام راسخ بكشف أسرار جارنا السماوي الغامضة. مع كل اكتشاف وإنجاز جديد، يقترب الأمل المشوق في كشف أسرار ماضي المريخ المائي العريق من التحقق.