أبدت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رغبتها في خفض أسعار النفط بشكل كبير، ولكن شكك العديد من الخبراء في مدى جدوى مثل هذه الأسعار بالنسبة لمنتجي النفط الصخري، فضلًا عن التأثير سلبًا على الخطط الرامية إلى تعزيز الإنتاج. الأسعار منخفضة بالفعل - يتم تداول سعر "خام برنت" في الوقت الحالي في نطاق ضيق حول 70 دولارًا للبرميل، بعدما لامست أدنى مستوياتها في 3 أعوام عند 68 دولارًا، وسط مخاوف من عودة تخمة المعروض وضعف النشاط الاقتصادي العالمي بسبب السياسات التجارية الحمائية للولايات المتحدة. للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام 50 دولارًا للبرميل - أشار "بيتر نافارو" كبير مستشاري البيت الأبيض الأسبوع الماضي إلى أن انخفاض أسعار النفط إلى 50 دولارًا للبرميل سيساعد في كبح التضخم بالولايات المتحدة، وهو ما أشعل جدلًا واسعًا حول جدوى مثل هذه المستويات بالنسبة لقطاع النفط الأمريكي. تعقيد خطط ترامب - يُحذر المحللون من أن انخفاض الأسعار لمثل هذه المستويات المتدنية قد يُصعب على الإدارة الأمريكية تحقيق هدف آخر من أهدافها، والمتمثل في زيادة إنتاج النفط بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2028. الخسائر أكبر - يقول "كلاوديو جاليمبيرتي" كبير الاقتصاديين لدى شركة "ريستاد إنرجي"، إن مستوى 50 دولارًا للبرميل سيضرّ بالولايات المتحدة أكثر مما ينفعها، وسيمثل عائقًا أمام زيادة إنتاج النفط، وهو أحد تعهدات الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية. تمسك أمريكي بالهدف - أكد "كريس رايت" وزير الطاقة الأمريكي، مطلع هذا الأسبوع، على زيادة شركات النفط الصخري إنتاجها، حتى لو انخفضت أسعار الخام إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل، مستشهدًا بتخفيف القيود التنظيمية التي ستسهم في خفض التكاليف. الابتعاد عن الربحية - لكن تُقدر "إس آند بي جلوبال" متوسط سعر التعادل لمنتجي النفط الصخري الأمريكيين هذا العام عند 45 دولارًا للبرميل، ويحذر العديد من المديرين التنفيذيين من أن شركات النفط الصخري لن تتمكن من تحقيق أرباح عند سعر 50 دولارًا. الرسوم الجمركية - يرى "مارتين راتس"، الخبير الاستراتيجي العالمي للنفط لدى "مورجان ستانلي"، أن الرسوم الجمركية التي فرضها "ترامب" على الألمنيوم والصلب أدت إلى ارتفاع تكاليف إنتاج النفط في الوقت نفسه الذي تسعى فيه الإدارة إلى زيادة الإنتاج. خسارة الحصة السوقية - وفقًا لـ "سكوت شيفيلد"، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بايونير ناتشورال ريسورسز"، فإن سعر 50 دولارًا للبرميل يدفع منتجي النفط الصخري الأمريكيين لخفض الإنتاج، ما يسمح لدول أخرى بزيادة حصتها السوقية والتحكم في الأسعار لاحقًا. ترامب يخنق نفسه - قد تؤدي خطط خفض أسعار النفط، إلى تقليص الإنتاج الذي وصل إلى مستوى قياسي في عهد "جو بايدن"، ما يتعارض مع أهداف "ترامب" الرامية إلى زيادة الإمدادات، كما ستضغط على أعمال شركات النفط التي لطالما أبدى الرئيس الأمريكي دعمه لها. المصدر: فاينانشال تايمز