كتب - محمود ترك

يحظى النجم آسر ياسين بثقة العديد من المخرجين الكبار، لما يتميز به من موهبة وأداء استثنائى لمختلف أدواره، تلك الموهبة التى اقتنع بها المخرج خيرى بشارة عام 2004، ليختاره لأداء دور أحد عمال الملاحة فى مسلسل «ملح الأرض»، بطولة محمد صبحى، وذلك بعد أن شاهده بأحد العروض فوق خشبة المسرح بالجامعة الأمريكية.

النجم الذى درس الهندسة، أثبت منذ خطواته الأولى فى عالم الفن، أنه فنان مختلف، لا يسير وفق القواعد التقليدية التى تجعل البعض أسرى لأنماط معينة من الأدوار، إذ سبق أن وصفه المخرج الكبير داود عبدالسيد بـ«الممثل المثقف القادر على التطور»، مشيدًا بحرصه على اختيار أدواره بدقة، وهى سمة جعلته يتجاوز التصنيفات المعتادة بين نجوم الأكشن أو الكوميديا أو الرومانسية.

موهبة آسر ياسين فرضت نفسها سريعًا فى بداية مشواره الفنى، ليجد نفسه بعد عامين فقط أمام أسماء كبيرة فى السينما المصرية، إذ شارك فى فيلم «حليم» مع أحمد زكى، و«عمارة يعقوبيان» مع عادل إمام عام 2006.

ثقة المخرجين فى أداء نجم مسلسل قلبى ومفتاحه، كانت واضحة للغاية منذ بداية مشواره الفنى، وذلك لأنه يملك حضورًا مختلفًا، وموهبة وذكاء فى اختيار الأدوار جعلته مميزًا بين أبناء جيله، إذ اختاره المخرج شريف عرفة ليقدم دور الصعيدى الشرير «محمود ناجح» فى فيلم «الجزيرة»، ويلفت إليه الأنظار بشدة، ليعد ذلك الدور بمثابة بطاقة التعارف الحقيقية الأولى بين النجم الشاب والجمهور، خصوصا مع النجاح الجماهيرى والنقدى الكبير للفيلم، الذى تولى بطولته أحمد السقا وهند صبرى وخالد الصاوى.

الممثل الذى أجاد تجسيد شخصية الشاب الصعيدى المتهور والشرير، تحول ليقدم دور ضابط المباحث فى فيلم «جنينة الأسماك» مع المخرج البارز يسرى نصرالله، ليذهب بعد ذلك إلى الأدوار الرومانسية بفيلم «إحنا اتقابلنا قبل كده» عام 2008، ويتنقل بين العديد من الأدوار، حتى يفاجئ الجمهور والنقاد بدور شاب يدعى «يحيى» يعانى من التلعثم فى الكلام بفيلم «رسائل البحر» عام 2010 مع المخرج داود عبدالسيد، الذى شكل نقطة تحول حقيقية فى مشواره الفنى.

بعد نحو 20 عامًا من انطلاقته الأولى مع المخرج خيرى بشارة، عاد آسر ياسين للعمل معه مرة أخرى من خلال الفيلم القصير «يوم الحداد الوطنى فى المكسيك»، الذى عرض ضمن سلسلة عن الحب والحياة، وشاركته البطولة بسمة. التجربة أعادت التعاون بينهما، لكنها أكدت أيضًا حرص آسر على خوض تجارب سينمائية متنوعة، سواء فى الأفلام الطويلة أو القصيرة.

تألق آسر ياسين فى رمضان الماضى من خلال مسلسل «بدون سابق إنذار» الحالى، الذى يعتمد على حبكة درامية مشوقة تتصاعد أحداثها مع كل حلقة، إذ جسد شخصية «مروان»، الأب الذى يواجه أزمة مع زوجته «ليلى» أو عائشة بن أحمد، بعد اكتشافهما أن ابنهما الحقيقى تم استبداله فى المستشفى منذ سنوات.

يواصل نجم مسلسل «بـ100 وش» التألق هذا العام بمسلسل قلبى ومفتاحه فى دور مغاير تماما، لرجل أربعينى يدعى «محمد عزت»، يواجه الإخفاق والفشل الذى صادفه فى مشروعه بسبب انتشار فيروس كورونا، ليبدأ رحلة جديدة مع الحياة باحثا عن تعويض خسائره، سواء فى العمل أو الحياة، إذ يرغب فى الزواج من أى فتاة مناسبة، ويضطر إلى العمل سائقا على سيارته مستخدما إحدى تطبيقات التوصيل، ويجد نفسه متورطًا فى علاقة معقدة مع «ميار» أو مى عزالدين، المطلقة 3 مرات التى تبحث عن محلل لتتمكن من استعادة حضانة ابنها.

منذ الحلقات الأولى، نجح آسر ياسين فى لفت الأنظار بأدائه المتقن لشخصية «محمد عزت»، ما جعله محط إشادة من النقاد والجمهور على حد سواء، معبرين عن إعجابهم بقدرته على التعبير عن مشاعر عزت ببراعة، تحت قيادة المخرج تامر محسن، الذى قال عنه آسر ياسين: كانت هناك رغبة متبادلة بينهما للعمل معا، حتى جاءت الفرصة فى «قلبى ومفتاحه».

ما يجعل آسر ياسين اختيارًا مفضلًا للمخرجين، اهتمامه بتفاصيل الشخصيات، بالإضافة إلى استعداده للتحدى وتجربة أدوار غير نمطية، إذ يمتلك رؤية واختيارًا دقيقًا لأدواره، ما يجعله واحدا من أبرز نجوم السينما والدراما التليفزيونية.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025