تشكِّل الألعاب التقليدية جُزءًا أصيلًا من التراث الثقافي للمجتمع، متجاوزةً أبعادها بصفتها وسائل ترفيهية عابرة، لتُعدّ نافذةً تعكس قِيَم الشعوب وهوياتها وعاداتها عبر العصور. وتمتاز هذه الألعاب بتنوعها وارتباطها الوثيق بالبيئة الجغرافية والاجتماعية، وتنتقل من جيلٍ إلى جيل، محافظةً على روح الجماعة، ومُعزِّزةً الروابط الإنسانية. وفي العاصمة الرياض، تظل الألعاب التقليدية خلال شهر رمضان المبارك رمزًا حيًّا للهوية الثقافية، تُحمل في طياتها إرث الأجداد، وقيم المجتمع التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن. ألعاب شعبيةوكانت هذه الألعاب تُمارَس في أزقة الأحياء القديمة وساحاتها، جمعت الأطفال والشباب في أجواء مفعمة بالمرح والبساطة، معززةً قيم التعاون والمنافسة الشريفة، ومُرسخةً ذكريات تُوثق الروابط بين الأجيال. وعلى الرغم من الحداثة والتطور، بقيت هذه الألعاب الشعبية محفورة في ذاكرة المجتمع السعودي، ويستحضرها الكثير في رمضان، سواءً بممارستها أو من خلال استرجاع ذكرياتها التي كانت جزءًا من التقاليد الأصيلة. وتُعدّ ألعاب مثل "المصاقيل"، واللعب بالحجر، والكرة المصنوعة يدويًا "الصبّة"، انعكاسًا لقيم البساطة والألفة التي تميز المجتمع السعودي، وتُسهم في نقل العادات والتقاليد إلى الأجيال الجديدة؛ لتظل حاضرة في وجدانهم رغم التحولات الحديثة. وتمثّل هذه الألعاب تجربةً ثقافية وتربوية تُثري حياة الأطفال والشباب، وتحافظ على إرث الأجداد، ليبقى نابضًا بالحياة ومتجذرًا في ذاكرة المجتمع.