عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"بين الصواريخ والدبلوماسية".. أميركا تستأنف دعمها لأوكرانيا بعد موافقتها على وقف إطلاق النار مع روسيا

تم النشر في: 

12 مارس 2025, 7:43 صباحاً

في مفاجأة دبلوماسية، أعلنت الولايات المتحدة استئناف دعمها العسكري لكييف، مُنهيةً أشهراً من التوتر المتفاقم بين الحليفين، وجاء القرار بعد ساعات ماراثونية من المفاوضات في مدينة ، حيث وافقت أوكرانيا على خطة أمريكية لوقف إطلاق النار، تُعيد إشعال الأمل في إنهاء حربٍ دمّرت أوروبا الشرقية منذ 2016.

اتفاق تاريخي

وفي خطوةٍ عدَّها المراقبون انتصاراً للدبلوماسية الأمريكية، وقّعت واشنطن وكييف بياناً مشتركاً يُلزم الطرفَيْن بوقفٍ شاملٍ لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، مع إمكانية التمديد. الاتفاق، الذي أُعلن مساء أمس، يشمل حظر الهجمات الجوية والبحرية بعيدة المدى، ويغطي جبهات القتال كافةً، بما فيها المناطق الأكثر دمويةً مثل خاركيف ودونباس.

ووصف مايكل والتز؛ مستشار الأمن القومي ، اللحظة بأنها "نقطة تحوُّل"، مؤكداً أن أوكرانيا تبنّت رؤية ترامب لوقف "المجزرة الإنسانية". لكن الاتفاق لم يُمحَ تماماً ذكرى الخلاف العلني الذي اندلع بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض قبل أشهر، والذي أدّى إلى تجميد المساعدات العسكرية فجأة، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

جبهة الدبلوماسية

وأدار الخارجية الأمريكي ماركو روبيو؛ المفاوضات بصلابة، مُصرّاً على شمولية الهدنة. "التوقف عن القتل هو الشرط الأول لأيّ حوارٍ جاد"، قال روبيو؛ مُعلناً نيّة واشنطن نقل العرض إلى موسكو. لكن روسيا، التي لم تُدعَ إلى طاولة جدة، تبقى الحلقة الأضعف في المعادلة: فقبولها بالاتفاق يعني خسارة مكاسب عسكرية، ورفضها يُعرّضها لعقوبات أمريكية أقسى.

وتشير تحليلات مراكز الأبحاث إلى أن زيلينسكي؛ استغلّ الموقف بذكاء؛ فموافقته على الهدنة أعادت توحيد الجبهة الغربية، بعد أن كاد الخلاف الأمريكي-الأوروبي يُضعف الدعم الدولي لكييف. "الاتفاق يرمي الكرة في ملعب بوتين"، يقول الخبير سام شاراب؛ من مؤسسة راند.

تفاصيل الاتفاق

يتضمن البيان المشترك بنداً اقتصادياً طموحاً: تعهداً أمريكياً بمساعدة أوكرانيا في استغلال ثرواتها المعدنية، كخطوة لتعزيز اقتصادها المنهك. لكن الغياب الأبرز كان الضمانات الأمنية التي طالبت بها كييف لردع موسكو عن اجتياحٍ مُحتملٍ بعد الحرب.

ورفضت إدارة ترامب -مجدداً- فكرة انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"، واصفةً ذلك بـ"الخط الأحمر" الذي قد يُعقّد العلاقات مع الكرملين. هذا الموقف أثار انتقادات من حلفاء واشنطن الأوروبيين، الذين يرون في الاتفاق "خطوة أولى نحو سلام دائم"، وفق بيان صادر عن قادة الاتحاد الأوروبي.

اشتباكات متواصلة

ورغم التفاؤل الرسمي، لم تهدأ أصوات المدافع على الأرض. بعد ساعاتٍ من الإعلان، أبلغت كييف عن هجماتٍ روسية بطائرات مسيَّرة دمّرت منازل مدنية في دنيبروبتروفسك، بينما ادّعت موسكو إسقاط 343 طائرة أوكرانية فوق أراضيها. الهجمات المُتبادلة تُذكّر بأن الورقة العسكرية ما زالت أقوى من الدبلوماسية.

وأكّدت روسيا استعادة مناطق في كورسك، فيما وصفه محللون بمحاولةٍ لتحسين أوراقها التفاوضية. المشهد يعكس تناقضاً صارخاً: فبينما تُعلن القوى الكبرى انتصارات دبلوماسية، يستمر المدنيون في دفع الثمن.

تدفق الأسلحة

وأبرز مكاسب الاتفاق لأوكرانيا هو إعادة تدفق الأسلحة الأمريكية، التي تجاوزت قيمتها 3.85 مليار دولار. كانت واشنطن قد جمّدت شحناتٍ وافق عليها الرئيس جو سابقاً، لكن والتز أكّد أن "المساعدات ستصل خلال أيام".

وبينما تُعلن واشنطن وكييف انتهاء الجولة الأولى بنصرٍ دبلوماسي، يطلّ سؤالٌ مصيري برأسه: هل ستتحوّل الهدنة إلى سلامٍ دائمٍ؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا