تسلط نتائج دراسة حديثة نشرت في مجلة «رسائل البحوث البيئية» الضوء على المعدل المثير للقلق للتدمير الناجم عن التعدين في جنوب الأمازون في بيرو. وتشير الدراسة إلى أنه على مدى العامين الماضيين، تم إلحاق المزيد من الضرر بالأراضي الغنية بالكربون مقارنة بالعقود الثلاثة السابقة مجتمعة، مما يثير المخاوف بشأن الآثار البيئية والمناخية طويلة الأجل لهذه الأنشطة.وكان تعدين الذهب، الذي يتميز بعمليات صغيرة النطاق باستخدام تقنيات بدائية، ممارسة شائعة في منطقة الأمازون بالبيرو لعقود من الزمن. ومع ذلك، فإن مدى تأثيره في النظام البيئي الدقيق بالمنطقة لم يظهر إلا مؤخراً. وأدى استخراج الذهب من مجاري الأنهار والغابات إلى إزالة الغابات على نطاق واسع وتآكل التربة وتلوث مصادر المياه، مما يعرض التنوع البيولوجي والتوازن البيئي في المنطقة للخطر.وتلعب الأراضي الرطبة، التي تعدّ بمثابة مستودعات حيوية للكربون، دوراً حاسماً في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تخزين كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. إن تدمير هذه النظم البيئية الغنية بالكربون بسبب التعدين الحرفي للذهب لا يؤدي فقط إلى إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي، بل يؤدي أيضاً إلى تعطيل الدورات الهيدرولوجية الطبيعية، مما يؤدي إلى المزيد من التدهور البيئي. وتسلط نتائج الدراسة الضوء على اتجاه مثير للقلق؛ حيث تسارع معدل تدمير أراضي الغابات بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وأدى الجمع بين زيادة أنشطة التعدين وإزالة الغابات وتدهور الأراضي إلى أضرار لا رجعة فيها لهذه الموائل الحساسة، مع عواقب بعيدة المدى على كل من المجتمعات المحلية والمناخ العالمي.إن تدهور أراضي الغابات في الأمازون البيروفي لا يهدد التنوع البيولوجي الغني في المنطقة فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تفاقم تغير المناخ من خلال إطلاق الكربون المخزن والحد من قدرة هذه النظم البيئية على عزل الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. إن فقدان الأراضي يزيد من ضعف غابات الأمازون المطيرة في مواجهة الجفاف والحرائق وغيرها من الأحداث الجوية المتطرفة، مما يشكل خطراً كبيراً على استقرار النظام البيئي بأكمله.إن الجهود الرامية إلى التخفيف من تأثير تعدين الذهب في الغابات تتطلب نهجاً متعدد الأوجه يتضمن التعاون بين الوكالات الحكومية والمجتمعات المحلية والمنظمات البيئية. إن تنفيذ ممارسات التعدين المستدامة، والالتزام باللوائح لمنع أنشطة التعدين غير القانونية، هي خطوات أساسية نحو حماية النظم البيئية الهشة في منطقة الأمازون بالبيرو.