كتبت ـ إسراء بدر
الثلاثاء، 11 مارس 2025 11:00 صأوضح الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أنه بمتابعته بدقة وتحليل إجمالي أداء إعلام الإخوان وملتحقيهم، التقليدي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يفضي إلى ملاحظات تتعلق بالحالة النفسية والعصبية التي تبدو واضحة على القائمين على هذا الإعلام من مقدمين ومذيعين ومعلقين وضيوف، وتنعكس مباشرة في كل الأدوات التليفزيونية والفنية التي تبث وتنشر من خلال هذا الإعلام، ويتعلق الأمر هذه المرة بما يمكن تسميته مشاعر وأداء الانهزام والانتقام.
وأكد "رشوان" خلال كتابه "الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط" أن كل المادة الإعلامية والأداء الشخصي لإعلام الإخوان يفصحون بجلاء عن مشاعر هزيمة قاسية تسيطر على هذا الإعلام وكل القائمين عليه، وتظهر متكررة في موضوعاته ومفرداته واستخلاصاته، فسقوط حكم الجماعة بثورة الشعب المصري العظيمة في 30 يونيو 2013، بعد عام واحد من الفشل الذريع وسعي وانتظار اقتربا من 85 عاماً من تأسيس الجماعة عام 1928 للقفزعلى حكم مصر، أصابها وقيادتها وأنصارها وحلفائها بصدمة غير مسبوقة في كل تاريخها انعكست على إعلامها خلال السنوات الماضية.
وقال: فالجماعة اعتادت تأريخ مسيرتها منذ تأسيسها بطريقتها ومصطلحاتها، التي "تبيض" تاريخها وتلوث تواريخ كل من وقف ضدها من أنظمة وحكومات وقوى سياسية وأفراد، ومنذ صدامها الأول مع الدولة المصرية بعد اغتيالها للقاضي أحمد الخازندار عام 1948؛ مما استوجب حلها والقبض على المسؤولين عن الاغتيال بقرار من حكومة محمود فهمي النقراشي، الذي اغتالته الجماعة بدوره بعد أسابيع قليلة، والجماعة تصك مصطلح "المحنة" لتختزل ما جرى في أن الجماعة كانت دوماً مجنياً عليها وضحية لحكومة أو نظام هو الذي وجه لها ضرباته دون أي ذنب منها. وتكرر استخدام مصطلح"المحنة من جانب الجماعة لوصف صداماتهم مع الدولة عام 1954 عندما حاولوا اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، وعام 1965 بعد محاولة الانقلاب المسلح التي قادها سيد قطب.
ولفت في كتابه : أما ما جرى للإخوان وحكمهم في مصر في يونيو 2013 فقد دمر روايتهم لتاريخهم ومعها مصطلح "المحنة" الذي لم يستخدم قط لوصف ما جرى لهم في ثورة شعب مصر العظيمة، وهنا يظهر الجذر الحقيقي لملامح الهزيمة القاسية في إعلام الإخوان، فهذه المرة الذي واجههم وأطاح بحكمهم وأنهي حلمهم ليس حكومة أو نظام سياسي، بل عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا في مشهد غير مسبوق في التاريخ المصري الحديث الإسقاط حكمهم وإخراج جماعتهم من الساحة المصرية إلى غير رجعة، ولم يجد الإخوان وإعلامهم للهروب من مشاعر الهزيمة الساحقة والعميقة بداخلهم سوى مصطلح "الانقلاب" لوصف ثورة شعب مصر وتبرير هزيمتهم وطردهم من واقع مصر ومستقبلها، إلا أنه لم يستطع إخفاء مظاهر هذه الهزيمة في كل أدائهم الإعلامي هم والملتحقة بهم.
وذكر أن الشعور الثاني العميق والمكمل لشعور الهزيمة الساحقة لدى إعلام الإخوان، فهو الرغبة العارمة والمرضية في الانتقام، الانتقام شعور طبيعي بداخل الجماعة منذ اغتيالها للقاضي الخازندار ورئيس الوزراء النقراشي، وكان يدفعها دوماً وعقب كل صدام مع الدولة لمحاولة الانتقام بعد شهور أو سنوات مما تظن أنه "المحنة" التي كانت الجماعة تقدم نفسها فيها باعتبارها "الضحية".
إلا أن عظم وجدة ثورة يونيو 2013 أربكا إعلام الإخوان إرباكاً شديداً، فتعاظمت به لديهم مشاعر الانتقام مما جرى لهم وخرج عن كل قاموسهم المعتاد وتفسيراتهم التقليدية، وجاوز هذا الشعور بالرغبة في الانتقام لدى هذا الإعلام الإخواني النظام السياسي القائم في مصر ورموزه، ليصل إلى المفترض أنه بلدهم كله وإلى شعبهم بشكل خاص، فلم يعد لديهم سوى مشاعر وقاموس الشماتة في كل ما يظنون أنه سلبياً أو مسيئاً للبلد والشعب، مترافقاً معه شعور عميق بالرغبة في الانتقام منهما عبر عن نفسه طوال الوقت بالمبالغة في وصف ما يحدث - حتى لو كان هزيلاً ولا يستحق الإشارة - وتقديمه باعتباره "الكارثة" المؤكدة التي ستطيح بمصر وشعبها فورياً أو بعد وقت قصير.
وتابع: الانهزام والانتقام مشاعر مؤكدة وظاهرة لكل ذي عين في إعلام الإخوان وملتحقيهم والقائمين به وعليه، ومن فرط سيطرتها عليهم طوال ما يزيد عن تسع سنوات، أصبحت على ما يبدو ليس فقط واحدة من أبرز خصائصهم، بل وأيضاً مكوناً ثابتاً في تركيباتهم النفسية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.