ويقصد «حارة اليهود» بوسط القاهرة كل تجار الجملة، وبالتزامن مع شهر رمضان يقصد الكثير من المصريين الحارة لشراء أجمل أشكال الزينة والفوانيس، التي تزين بها الشوارع والمساجد، وسبب قصد الأسر تلك المنطقة لكونها تبيع بأسعار رخيصة، مقارنة بالأسواق الأخرى، ما جعل الحارة مقصداً للجميع، للغني والفقير، لشراء ما يحتاجون.
ونظراً إلى أهمية شارع «حارة اليهود» يصل سعر المتر في تلك المنطقة إلى أكثر من ربع مليون جنيه مصري، وإيجار المحلات ما بين 70 إلى 100 ألف جنيه شهرياً، وهناك الكثير من أصحاب تلك المحلات لديهم عقود تجارية قديمة، والحارة ليس بمعناها الضيق أنها صغيرة، بل تحتوى على أكثر من 360 حارة أخرى متفرعة منها، وهي حارات يقصدها يومياً المئات من المصريين، خصوصاً السيدات، لشراء احتياجاتهم، خصوصاً في شهر رمضان، وبعض الفتيات استعداداً للزواج بعد عيد الفطر.
يعود تاريخ إنشاء الحارة إلى عام 1848، وحسب آراء بعض المؤرخين فإن اليهود هم من جنحوا بأنفسهم إلى التجمع بمكان يضمهم ويحوي طقوسهم الدينية. ومارس اليهود عدداً من أنواع التجارة بالحارة، وبالتالي هم من أطلقوا على المكان اسم «حارة اليهود»، وكان يعيش بجوارهم أيضاً عدد من المسلمين والمسيحيين، وبعدما استمروا في الحارة بدأوا في الهجرة إلى فلسطين وأوروبا وعدد من دول الغرب.
وكان بها 13 معبداً يهودياً، والآن بها 3 معابد فقط (معبد موسى بن ميمون، أبو حاييم كابوسي، معبد بار يوحاي)، وعلى رغم كثرة الأزقة والحواري المتفرعة من حارة اليهود الرئيسية إلا أنها كلها تؤدي في النهاية إلى بعضها بعضاً. وخرج من حارة اليهود الكثير من المشاهير مثل «قطاوي باشا» وزير مالية مصر ووزير المواصلات، وبعدها عضو بمجلس النواب، كما خرج منها رائد المسرح المصري «يعقوب صنوع»، الذي عرف بلقب «أبو نظارة»، والذي أصدر صحيفة سخر فيها من الخديوي إسماعيل، الذي نفاه بسبب ذلك خارج البلاد.
ومن سكان حارة اليهود أيضاً المخرج «توجو مزراحي»، والممثلة «ليليان ليفي كوهين» التي اشتهرت باسم «كاميليا»، والفنانة «راشيل إبراهام ليفي» التي اشتهرت باسم «راقية إبراهيم»، والممثلة «نجمة إبراهيم» التي تبرعت بدخلها في المسرح لصالح الجيش المصري.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.