تستهوي رياضة المشي أهالي مكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك، نظرًا للأجواء المعتدلة، كما تُعد شكلًا من أشكال الترفيه، بالإضافة إلى فوائدها الهائلة على مستوى الفرد والمجتمع.

يمارس العديد من الشباب وكبار السن في العاصمة المقدسة هذه الرياضة في أوقات تبدأ من بعد المغرب إلى الفجر، بالسرعة المناسبة لكل شخص حسب العمر واللياقة. كما يهتم بهذه التجربة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، وكبار السن، أو الذين لم يمارسوا الرياضة لفترة طويلة.

هيأت أمانة العاصمة المقدسة عددًا من ممرات المشاة التي أصبحت أنموذجًا للمضمار الرياضي الأنيق، مما يساعد على الممارسة المستمرة للرياضة في أجواء صحية بعيدة عن المعوقات والرتابة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين أنماط الحياة، ورفع المستوى الصحي واللياقة البدنية، ومكافحة السمنة، والإسهام في بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي ومحيط اجتماعي تفاعلي إيجابي، يتيح العيش في بيئة حيوية جاذبة توفر مستوى عالٍ من جودة الحياة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وثقت عدة صور توجه العديد من ممارسي رياضة المشي إلى الأماكن المخصصة، ومنها ممشى النسيم، الذي يبلغ طوله حوالي 2 كم، ويحتوي على عدد من الأجهزة الرياضية المجانية، بالإضافة إلى ممشى زينب الهلالية بحي الشوقية، الذي يوفر أماكن ترفيهية وجلسات عائلية.

أوضح المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة، أسامة الزيتوني، أن الأمانة هيأت العديد من الحدائق العامة، التي يقارب عددها 290 حديقة بمساحات مختلفة، منتشرة في مختلف الأحياء، ومجهزة لاستقبال زوار مكة المكرمة.

وأضاف أن هذه الحدائق تضم عددًا كبيرًا من الممرات الآمنة للمشاة والأجهزة الرياضية المختلفة، وصُممت وفق أحدث الطرز الفنية والهندسية. كما تضم في معظمها العديد من الساحات الرئيسة، والجلسات المظللة، والمرافق الخدمية المتكاملة، والطرق المناسبة لممارسة رياضة المشي، إلى جانب ملاعب لكرة القدم والطائرة والتنس، ومسطحات خضراء بمساحة 9000 متر مربع، بالإضافة إلى دورات المياه واللوحات الجمالية التي تعزز جودة الحياة.

كما بين أن عدد الملاعب الرياضية في مكة المكرمة يبلغ 155 ملعبًا، منها 111 ملعب كرة قدم، و8 ملاعب كرة سلة، و33 ملعب كرة طائرة، و3 ملاعب تنس.

وأشار إلى أن عدد ممرات المشاة في مكة المكرمة يبلغ 11 ممشى، بأطوال إجمالية تصل إلى 16,410 أمتار طولية، مما يجعل ممارسي رياضة المشي أكثر نشاطًا وسعادة، إضافة إلى تمتعهم بصحة بدنية وعقلية جيدة.

تُعد رياضة المشي وسيلة رائعة لتحسين الصحة العامة أو الحفاظ عليها، إذ يمكن أن يؤدي المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا إلى زيادة اللياقة القلبية الوعائية، وتقوية العظام، وتقليل الدهون الزائدة في الجسم، وتعزيز قوة العضلات وقدرتها على التحمل، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض. وعلى عكس بعض أشكال التمارين الأخرى، فإن المشي مجاني ولا يتطلب أي معدات خاصة أو تدريب.