فن / اليوم السابع

أحمد أبو اليزيد يكتب: تسابيح عبده الحامولى فى شهر

وصف الأديب الكبير الشاعر خليل مطران في مقال له في كتاب من تأليف قسطندى رزق بعنوان "الموسيقى الشرقية والغناء العربى" فرحة وبهجة الناس بلقاء شهر ، وقال: "اجتمع عبده الحامولى بعدة نفر من كرماء إخوانه في رمضان فأفطروا وتسامروا، ثم أشار بعضهم بنقلة لقضاء جانب من الليل في نوع آخر من أنواع الصفاء.. فاستقر الرأي على الذهاب إلى سيدنا الحسين للجلوس هناك فى المقاهى البلدية، غير أنه بدا لآخر من الرفقاء أن يقترح على عبده عملا مبرورا يرضى به الله والنبي".

كان طلب ذلك المقترح أن يصعد عبده مئذنة سيدنا الحسين وينشد بعض التسابيح على أثر أذان العشاء.. وهذه التسابيح جرت العادة أن تُنشد من أعلى المآذن في أواخر رمضان.. فلم يتردد عبده في الموافقة.

ولم يتردد عبده الحامولى في الموافقة على هذا الاقتراح لأنه اعتاد على أن يصعد منارة الحسين من حين إلى حين، ليؤذن وينشد التسابيح، فقد كان متينا لا تفوته الصلاة ولا الزكاة، بل كان كما يصفه خليل مطران.. يؤدى الفروض والنوافل ويستغفر ربه عما يقع فيه من المغريات التي تتيحها له اتصالاته بالطبقات الثرية التي تتسع حفلات قصورها الباذخة لكل شيء، فإذا جاء رمضان اتخذه عبد الحامولى "لا" شهرا للصوم فقط، بل كان موسما للعبادات كلها.

ثم يقول خليل مطران: "مضى الرفقة إلى سيدنا الحسين، وأخبر بعضهم من بالجامع أن عبده سينشد تسابيح بعد أذان العشاء، ففرحوا.. وما لبثت الإشاعة أن جالت جولة البرق بين الجماهير في الحي كله، فلم يأزف وقت الأذان حتى كانت المقاهى وشرفات المنازل المجاورة والساحة الممتدة أمام المسجد تحتوى من الخلق ما لا يدرك البصر آخره".

وازدحمت القاهرة حول مسجد الحسين، وفى داخله تستمع إلى عبده الحامولى.. وبلا ميكروفون غطى صوته هذا الحشد الهائل، ووقف الكثيرون فوق سطوح المنازل العالية في الأحياء المجاورة لحي الحسين يرهفون اسمع إلى صوت "سى عبده" وهو يكاد يغطى نصف القاهرة القديمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا