لعل من حُسن السير، وجميل الأثر، ما تركه لنا أولئك الأعلام والأدباء والكتّاب الأجلاء، الذين عملوا بصحيفة «اليوم» الغراء، أمثال الشاعر محمد القيسي، والروائي عبد الكريم السبعاوي، والناقد رجاء النقاش، وغيرهم، وهذا الأخير، لم التقيه يوماً، لكني أحمل له بالذات تقديراً خاصاً، فالأستاذ رجاء النقاش هو الذي ساهم بشكل كبير في تقديم وتعريف، الأديب العبقري الطيب صالح، للجمهور العربي.
ولقد كان للطيب صالح، عظيم الأثر، في تشكيل وجداني كقارئ، فهو الذي جعلني أتذوق الأدب وأحبه، ثم لما بدأت أكتب، وجدت نفسي أبحر بشراعه، في فضاءاته الفنية والفكرية اللامتناهية، لحد الغرق، ولا تكاد تخلو كتاباتي من بعض المفردات التي أحسن استخدامها هو، أو جمل أعجبتني بعينها، من رواياته، لا سيما «موسم الهجرة إلى الشمال»، فهو بالنسبة لي ولجيلي - غالباً، ما كان النموذج الذي أردنا الاحتذاء به.
على أن أجمل ما كتبه الأستاذ رجاء النقاش، في نقد رواية موسم الهجرة إلى الشمال، ما أورده لكم الآن اختصاراً «لم أصدق عيني وأنا ألتهم سطور هذه الرواية وأتنقل بين شخصياتها النارية العنيفة النابضة بالحياة، وأتابع مواقفها الحارة المتفجرة، وبناءها الفني الأصيل الجديد على الرواية العربية» .
لم أتصور أنني أقرأ رواية كتبها فنان عربي شاب، ولم أتصور أن هذه الرواية الناضجة الفذة – فكراً وفناً – هي عمله الأول، لقد أخذتني الرواية بين سطورها في دوامة من السحر الفني والفكري، وصعدت بي إلى مرتفعات عالية من الخيال الفني الروائي العظيم، وأطربتني طرباً حقيقياً بما فيها من غزارة شعرية رائعة.
ولم أكد أنتهي من قراءة الرواية، حتى تيقنت أنني - بلا أدنى مبالغة – أمام عبقرية جديدة في ميدان الرواية العربية .. تولد كما يولد الفجر الجديد المشرق، وكما تولد الشمس الإفريقية الصريحة الناصعة».
رحم الله الأديبين الكبيرين، الطيب صالح الروائي، ورجاء النقاش الناقد، على ما قدموه، وأشكرهم عليه، والشكر موصول أيضا لصحيفة «اليوم»، لكل ما تقدمه لجمهورها الراقي والواعي، بجانب أخواتها عمالقة الصحافة الأخر، في داخل المملكة وخارجها، من أجل الاستمرار والاستقرار والارتقاء بالعمل الصحفي والأدبي عموماً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.