التقليد الكوميدي فن حساس، يتطلب مهارة عالية للتوازن بين الإضحاك دون تجاوز الحدود الأخلاقية، والنقد دون الانزلاق إلى السخرية الجارحة. لكنه أيضاً سلاح ذو حدين، قد يتحول بسهولة من أداة ترفيهية إلى سلاح يطعن الكرامة الإنسانية، خاصة عندما يتعلق الأمر برموز فنية يحمل الجمهور لهم قدراً من الاحترام والاعتزاز. هذا ما حدث في حلقة حسن البلام، حين قرر تقليد جورج وسوف، ولم يكن مجرد محاكاة فكاهية برأي الكثير من المتابعين من نقاد وجماهير، بل سقوطاً في دائرة التنمر المقنّع بالفن.
إن تقليد فنان بحجم وسوف ليس مجرد عبور إلى مساحة الضحك، بل هو اختبار أخلاقي قبل أن يكون اختباراً كوميدياً.
فالرجل ليس فقط قامة غنائية فحسب، بل حالة إنسانية خاصة، عانى من المرض والألم، وما قدمه البلام لم يكن مجرد استحضار لصوته وأسلوبه، بل استغلالاً فجاً لمعاناته، وتصويره كأنه مادة للسخرية أكثر من كونه شخصية تستحق الاحتفاء أو حتى النقد الفني اللاذع.
أخبار ذات صلة
ما فعله البلام ليس تقليداً، بل محاكاة ساخرة خرجت عن حدود اللباقة، وتحولت إلى تجريح لا يليق بفنان يعاني صحياً، بل ويطرح سؤالاً جوهرياً عن مفهوم الكوميديا: هل الضحك مبرر إذا جاء على حساب كرامة إنسان؟ هل السخرية من المرض والعجز أصبحت مادة للترفيه؟
الهجوم الذي تعرض له البلام كان متوقعاً ومستحقاً، فالجمهور والنقاد لم يروا في المشهد مهارة كوميدية، بل افتقاراً للحس الإنساني. صحيح أن البلام سارع إلى تقديم اعتذار، لكن السؤال الأكبر: هل يكفي الاعتذار عندما يُرتكب خطأ بهذه القسوة؟ الاعتذار قد يهدئ العاصفة، لكنه لا يمحو أثرها، خاصة عندما يكون الجرح أخلاقياً أكثر منه فنياً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.