كتب محمود عبد الراضي
الأحد، 09 مارس 2025 02:30 مفي عالم رمضان، حيث تتناغم أضواء الشموع مع أصوات التراويح، يظل هناك نكهة خاصة تميز هذا الشهر الفضيل: الفوازير التي كانت تشرق على شاشات التلفزيون في أوقات السهَر، وبينما كان الجميع يترقبون لحظات الإفطار، كانت فوازير نيللي وشريهان تشرق كالألوان في لوحات الطفولة، تبعث الفرح في القلوب وتنثر البهجة في أرجاء المنازل.
في الثمانينات والتسعينات، كانت الفوازير تلك قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوس رمضان، وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بشخصيتين هما نيللي وشريهان، اللتين قدّمتا الفوازير بأداء مميز يجعل القلوب تنبض فرحاً. كانت شريهان تضيء الشاشة بحركاتها الرشيقة وأدائها المتقن، بينما كانت نيللي تتميز بروحها الخفيفة والفكاهة التي تنساب بسلاسة بين الألغاز، كانتا بمثابة الفتيتين اللتين تؤسسان للبهجة الرمضانية، وبكل حلقة كان يشعّ النور في البيوت.
كانت فوازير شريهان، بحركاتها البهلوانية وأزيائها المبهرة، تُعد عرضاً سحرياً يلتقط الأنفاس، ولم تكن الفوازير مجرد أسئلة وأجوبة؛ كانت عرضاً فنياً مليئاً بالرقص والموسيقى والحركة التي تترجمها شريهان بكل براعة، في حين كانت نيللي، بخفة ظلها وابتسامتها، تقدم أدواراً متنوعة تخلط بين الكوميديا والفن الراقي، لتجذب الأنظار وتثير الحيرة في العقول.
أما الأسئلة التي كانت تحملها الفوازير، فقد كانت دائمًا على قدرٍ عالٍ من الذكاء والتسلية، تحفز العقل وتشبع الفضول.
ومع مرور الوقت، أصبح الجميع يترقبون تلك اللحظات السحرية التي كان يقدمها نجم رمضان، وفي كل عام تتجدد الذكريات، كانت نيللي وشريهان، بعروضهما المدهشة، تجسدان أسلوباً فنياً راقياً، وكان الجمهور يتابع كل دقيقة بشغف.
واليوم، ورغم مرور السنوات، تبقى فوازير نيللي وشريهان في ذاكرة الأجيال كأيقونات للبهجة في رمضان، لا يزال لحن "فوازير شريهان" يرن في الآذان، وابتسامة نيللي تبعث على الفرح.
قد تغير الزمان، لكن تلك اللحظات التي كنا نعيشها أمام شاشة التلفزيون تبقى ثابتة في القلب، ذكرى لا تنسى، وأحد رموز رمضان التي لا يمحوها الزمن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.