سياسة / اليوم السابع

فى حضرة التلاوة برمضان.. صديق المنشاوي صوتٌ من سوهاج أسس مدرسة قرآنية للأجيال

كتب محمود عبد الراضي

الجمعة، 07 مارس 2025 05:30 م

في ليالي المضيئة، يحرص المصريون على سماع أصوات قراء القرآن التي تملأ الأرجاء قبل آذان ، تلك الأصوات التي تملك قدرة عجيبة على تهدئة النفوس وإضاءة الروح، حيث يظل قراء القرآن المصريون جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر الفضيل.

إن تلاواتهم المرتلة ترتبط بالوجدان المصري، وتغذي قلوب الصائمين، حيث تصبح لحظات الاستماع إلى القرآن قبل الفطور بمثابة رحلة روحانية نحو الطمأنينة والإيمان.

في قلب بلدة المنشأة بمحافظة سوهاج، عام 1895، وُلد الشيخ صديق بن السيد تايب المنشاوي، أحد أعلام القرآن في والعالم العربي، نشأ في عائلة ارتبط اسمها بالقراءة والتلاوة، فكان والده وجده من كبار القراء، فكان الجيل الرابع الذي يحمل مشعل القرآن بين يديه، كأنما كان من قدره أن يحمل هذا اللقب ويستمر في هذا المسار.

في سنٍ مبكرة، ومع كل خطوة كان يخطيها، كان صوته ينمو ويزداد قوة وعمقًا، حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، ثم انتقل إلى القاهرة ليكمل مسيرته القرآنية على يد كبار العلماء، مثل الشيخ المسعودي. شغفه بالقراءات جعل منه واحدًا من أبرز القراء الذين حفظوا القراءات العشر الكبرى، ما جعله يُعد القارئ الوحيد في صعيد مصر في زمانه.

ظل الشيخ صديق يقرأ القرآن في العديد من المحافظات المصرية، من أسوان إلى قنا، لعدة شهور متتالية. ورغم أنه لم يغادر حدود مصر إلا لأداء فريضة الحج عام 1924، إلا أن صوته لا يزال يطوف الآفاق في تسجيلات لا تتجاوز ثمانية تسجيلات، لكنها أثرت في النفوس وخلدت ذكراه.

كانت حياة الشيخ صديق مليئة بالعطاء والصدق، وفيما لم يحظَ بتكريم يوازي ما قدمه من جهد في خدمة القرآن، فإن اسمه ارتبط بتاريخ عظيم، ليس فقط عبر تلاوته، ولكن من خلال أبنائه الذين ساروا على خطاه، ليكونوا من كبار القراء، مثل ابنه محمد صديق المنشاوي. توفي الشيخ صديق في 1984، ولكن بقاءه بيننا كان صوتًا خاشعًا يصدح بالقرآن ويعيش في قلوبنا.

شهر رمضان في مصر ليس مجرد فترة صيام، بل هو رحلة روحانية تتجسد فيها الطقوس المتجددة، ومن أبرزها استماع المصريين لتلاوات قرآن مشايخهم المفضّلين، مع دقات أذان المغرب، تملأ أجواء المنازل والشوارع أصوات القراء الكبار ليصبحوا جزءًا من الروح الرمضانية، هذه الأصوات العذبة التي تلامس القلوب قبل الفطور، أصبحت جزءًا من هوية الشهر الكريم، حيث تمزج بين الهدوء والسكينة، وتعيد للأذهان ذكرى إيمانية طيبة تمس الأعماق، فتجعل كل لحظة من رمضان أكثر تقديسًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا