برفقة المبدع الروائي الموريتاني الكبير أحمد حافظ التقيت في مبنى الجمعية الوطنية( البرلمان الموريتاني ) بالكاتب و الإعلامي الكبير محمد الأمين محمودي مستشار رئيس الوزراء ، لم يكن اللقاء مرتبا له ولم تكن هناك أحاديث إلا ما كان تعليقا على بيان الحكومة الذي ألقاه رئيس الوزراء ، لكن الأديب المحمودي جرني إلى حديث آخر حول نجوى ابراهيم (ماما نجوى) التي أوحي لي كلامه بأن أسميها نجمة الأخلاق في مصر، تحدث المحمودي كثيرا عن الفضائل التي حملتها أعمال نجوى إبراهيم فتعلمناها صغارا ، أقول إننا ما أحوجنا اليوم – في ظل الهجمة الشرسة من الإعلامي الإنحلالي والشذوذ الأخلاقي والفكري الذي تحمله إلينا شاشات الهواتف الذكية من خلال مواقع عديدة للتواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت – إلى فضائل ماما نجوى …أفضل أن أنقل هنا الرسالة التي أرسلها لي صديقي المحمودي إلى السيدة العظيمة نجوى إبراهيم . يقول محمد الأمين المحمودي:
عزيزتي نجوى ابراهيم (ماما نجوى)
أنا رجل من افريقيا..أب لأطفال رائعين أبحث لهم منذ أعوام في الشاشات عن انتاج تلفزيوني يرضي شغفهم ويزرع فيهم بعض القيم التي ستفيدهم لاحقا..بحثت كثيرا عن منتج مقنع، فلم أجده الى الآن، لذا عدت بهم الى اليوتيوب حيث حلقات من برنامج أجمل الزهور الذي عشت به وعليه وله كل طفولتي.
ماما نجوى
سأظل أناديك بهذا النداء لأنني حين كنت أجلس متسمرا أمام شاشة الجيران ذات اللونين،كنت ساعتها أحس فعلا بأنني أمام أم جميلة مرحة تتحرك بأناقة وتمنعنا من قطف الزهور بابتسامة، وتزرع فينا القيم العظيمة بذكاء:الصدق،الشجاعة،الحلم،التعلم،بر الوالدين..كنت رائعة، والقالب كان ذكيا،اختبار سريع عن اسم الصفة التي بحثنا عنها منذ البارحة، ثم دردشة لطيفة مع عقولنا،كنت أشارك فيها بعقلي الصغير وحين أعرف الصفة أفرح ويفرح لي الجيران ثم ننتظر القصة التي ستقنعنا بتقبل الخصلة الحميدة وتبنيها كخيار في الحياة.
عزيزتي ماما نجوى
لم أقطف زهرة طيلة حياتي لأنها “زيي حلوة” كما تعلمت منك،وأتحرك الآن في هذا العالم بمجموعة قيم أعتقد أن تسعين في المائة منها أخذتها من برنامجك الرائع أجمل الزهور.
لذا أردت اليوم ان أقول لك إنهم لم يبدعوا بعدك وانما صار همهم -دون قصد طبعا- هو تكنلجة الصبي والتركيز على جعله روبوتا يمكنه ان ينافس، تاركين زرع القيم الروحية والأخلاقية للشارع والبيت،البيت الذي لم يعد كما كان فالوالد مشغول مع هاتفه والأم تتجول عبر هاتفها هي الأخرى في أسواق ومطابخ العالم..
“بالعلم والمعرفة قدمنا أجمل صفة” صدقيني لو انهم عاشوا معك في ذلك البستان الجميل لكانوا أفضل وأصلب وأقدر على اتخاذ القرارات الصائبة حتى لو كانت مؤلمة أحيانا.
عرفت أبنائي عليك فأحبوك مثلي ونهلوا من حلقات البرنامج وأسأل الله لهم التوازن والعقل والنجاح في الحياة واستحضار الصفات الجميلة التي تعلموها وتعلمها والدهم منك ذات أيام.
عزيزتي
بعد عقود من الزمن اقول لك إن اختيارهم للبرنامج كان موفقا وجعلك أنت بالذات من يقدمه كان ملهما لنا،وجهك،تسريحة شعرك،نظراتك،ابتسامتك،طريقة تحدثك..باختصار كنت جميلة جدا ورائعة جدا وملهمة جدا ولهذا أود أن أبلغك كم أحببناك في طفولتنا وكم نما هذا الحب حتى رافقنا الى اليوم لننقله الى أطفالنا.
تحياتي
و”معادنا الجاي، نسمع ونشوف،نتقابل كلنا ونفتح قلبنا ونقول:
نحبك جميعنا
محمودي محمد الأمين
كاتب واعلامي
قبل افطار اليوم أرسلت لها الرسالة واستأذنتها في إرسال رقمها للزميل الكاتب الكبير المحمودي فرحبت بكرمها المعتاد وسماحتها التي تعلمناها منها صغارا ، فحادثها ،وعاد ليكتب لي قائلا : اوووووو….ربنا يخليك استاذنا الكبير والفاضل..اسمعتني للتو طفولتي،اسمعتني ذلك الصوت الجميل الحنون الرائع،أعدتني لسنوات لم اكن اعتقد بامكانية استعادتها… ألسنا بالفعل في احتياج إلى ماما نجوى ونموذجها الأخلاقي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الوسلية نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الوسلية نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.