فيديو / صحيفة اليوم

عندما يصبح الخوف سيد القرارات


الخوف شعور قديم، قدم الإنسانية نفسها، عايشه الإنسان منذ لحظة وعيه الأولى..!
إنه ببساطة رد فعل طبيعي عند مواجهة خطر حقيقي أو متوقع، ويمثل جزءاً من آلية البقاء التي ساعدت أسلافنا على النجاة في بيئات مليئة بالمفترسات والأخطار الطبيعية، في العصور القديمة، كان الخوف دافعاً للهروب من الأسود أو العواصف، بينما في عصرنا الحديث قد يتجسد في التحديات اليومية كالخوف من الفشل، المرض، أو المجهو.
في كلا الحالتين، يشكل الخوف عاملاً حاسماً يؤثر على سلوك الإنسان وقراراته، من الناحية الفسيولوجية، عندما يتعرض الإنسان لحدث مثير للخوف، يقوم الجهاز العصبي بإطلاق سلسلة من التفاعلات. يبدأ ذلك بتنشيط اللوزة الدماغية التي تعتبر مركز معالجة العواطف، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات الأدرينالين والكورتيزول. هذا يهيئ الجسم للقيام بردة فعل فورية، كالقتال أو الهروب، تأتي هذه الاستجابة كتدبير دفاعي لإبعاد الخطر المحتمل أو مجابهته، ولكن تأثيرها لا ينتهي عند المستوى الجسدي، بل يتعداه إلى الحالة النفسية للفرد، حيث يمكن أن يؤدي إلى حالة من القلق المزمن أو الرهاب إذا ما استمر لفترة طويلة.
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون الخوف محركاً قوياً للتغيير، يضع الإنسان أمام قرارات حاسمة ويمنحه الحافز للتغلب على العقبات وفي هذا السياق، يتحول الخوف إلى طاقة دافعة تشحذ الذهن وتجعل الفرد أكثر تركيزاً، سواء في مجال الرياضة، العمل، أو حتى العلاقات الاجتماعية، حيث يعمل كمحفز للتحسن ليُضفي على الحياة ديناميكية من التحدي والمواجهة، مما يعزز من قوة الإرادة ويعمق التجربة الإنسانية. رغم ذلك، هناك جانب مظلم للخوف، حيث يمكن أن يصبح عائقاً يمنع الإنسان من التقدم، في بعض الأحيان يتضخم الخوف ليصبح أكثر من مجرد استجابة طبيعية، ويتحول إلى عقبة نفسية تحدّ من الإبداع والجرأة ويمكن أن يؤدي إلى حالة من الشلل الذهني.
الخوف يمكن أيضاً أن يُستخدم كأداة للسيطرة على الآخرين، في عالم السياسة والإعلام، يُستغل الخوف لترهيب الشعوب أو توجيه الرأي العام. من خلال التركيز على التهديدات والمخاطر، يتم التلاعب بالعقول، مما يجعل الأفراد أكثر تقبلاً للتضحية بحرياتهم أو تغيير مواقفهم السياسية، هذا الاستغلال يوضح كيف يمكن أن يصبح الخوف سلاحاً يُستخدم لغايات غير نبيلة، موجهاً نحو خلق حالة من القلق الجماعي لتمرير أجندات معينة.
في ، الخوف ليس عدواً ولا صديقاً، بل حالة من الوعي تتطلب فهماً عميقاً، ويمكن أن يكون إشارة للتوقف والتأمل، أو دعوة للتحرك والتحدي، ما يحدد تأثيره على حياتنا هو قدرتنا على التعامل معه، وفهم مصدره، وتحويله من عامل مُعطل إلى محفز للإبداع والتحسين. يكمن سر النجاح في الحياة في القدرة على مواجهة مخاوفنا والاعتراف بها، ثم اتخاذ الخطوة التالية نحو السيطرة عليها، حتى لا تبقى مجرد ظلال تلاحقنا في كل منعطف.
بهذا الفهم، يمكن أن يتحول الخوف من عبء يثقل كاهلنا إلى بوابة نعبر من خلالها نحو فرص لم نكن نجرؤ على التفكير فيها من قبل.
@malarab1

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا