في شهر رمضان يجتهد كل مسلم في اغتنام ساعات النهار والليل في التقرب إلى الله بالطاعات وبذل الخير وهم يرجون أجره العظيم الذي ندعو الله أن نكون ممن قد كتب لهم الفوز به.
في المساء غالبا تنشط الحركة في الشوارع والأسواق والمجمعات التجارية، فبعد أن يكون الصائمون قد فرحوا بفطرهم وفرغوا من صلاة التراويح يتوجهون إلى تفاصيل مختلفة من الليل ومقاصده المتاحة في أجواء رمضانية تحرص مختلف الجهات والمواقع التجارية والسياحية على توفيرها بالصورة الجاذبة، بالإضافة للمجالس الرمضانية التي تنشط في هذه الليالي المباركة وتكون سبيلاً لصلة الرحم وتعزيز القيم التي أوصى بها الدين تجاه الجيران، وفي ذلك مجتمعاً نصيب معقول يمكن أن يوفر لنا الترفيه المباح قبل العودة إلى استكمال ما تبقى من فرصة قيام الليل والدعاء وقراءة القرآن، ولكن مع الحرص على عدم التفريط في هذه الساعات الثمين، ففي كل عام يكون هناك البعض ممن يمضون الساعات الطوال في متابعة المسلسلات والبرامج المتنوعة التي يتم انتاجها خصيصا لرمضان غافلين وربما متغافلين عن الوقت المهدر وعظيم أجره الذي يخشى أن يفوت.
التنظيم مفتاح القيمة.. ففي ليالي رمضان وبين واجبات الدين وما يسن من العبادات والاجتهاد في الطاعات يمكن أن يكون هناك وقت للراحة خاصة لمن أمضى ساعات النهار وهو في عمل شاق يرهقه في أيام الفطر فكيف حين الصيام مع ما يصاحبه من الجوع والعطش والحاجة لمضاعفة التركيز، لكل منا حق أن يتوجه إلى الراحة والقيام بما ينسيه عناء يوم شاق لكي يتقوى على ما تبقى من ساعات وأيام وليالي الشهر الكريم دون إفراط، لتكون جميع أوقاتنا ذات قيمة بعيداً عن التفريط.
@DrAL_Dossary18