كتبت هبة السيد

حققت المصرية للاتصالات نتائج مالية وتشغيلية متميزة خلال عام 2024، حيث سجلت نمواً في الإيرادات بنسبة 45% مقارنة بالعام السابق، ونجحت في تجاوز العديد من التحديات الاقتصادية من خلال استراتيجيات مدروسة عززت من كفاءة التشغيل وزيادة الربحية.

وقد بلغ إجمالي إيرادات الشركة 82 مليار جنيه مصري، بينما سجل صافي الربح 14.3 مليار جنيه بعد تحييد أثر خسائر فروق العملة وتكاليف برنامج الخروج الاختياري من الخدمة، مما يمثل زيادة بنسبة 22% مقارنة بعام 2023.
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الأمر هو النمو القوي في إيرادات خدمات البيانات، والتي ارتفعت بنسبة 48%، والتوسع في قاعدة العملاء وزيادة الاعتماد على الإنترنت عالي السرعة، سواء من خلال خدمات الحوسبة السحابية، أو البث المباشر، أو الألعاب عبر الإنترنت، كما لعب انتشار الهواتف الذكية والتحول الرقمي المتزايد دورًا في تعزيز الطلب على هذه الخدمات، ما جعلها المحرك الرئيسي لنمو إيرادات وحدات أعمال التجزئة.

إلى جانب ذلك، شهدت الشركة زيادة كبيرة في إيرادات المكالمات الدولية الواردة، التي ارتفعت بنسبة 68%، بالإضافة إلى ارتفاع إيرادات خدمات البنية التحتية المقدمة للمشغلين بنسبة 21%، هذه العوامل عززت الإيرادات الإجمالية وساهمت في دعم الأداء المالي القوي للشركة، لا سيما في ظل زيادة الطلب على خدمات الاتصال محليًا ودوليًا.

لم يكن النمو في الإيرادات فقط نتيجة لزيادة الطلب على الخدمات، بل جاء أيضًا مدفوعًا بالتوسع في قاعدة العملاء، فقد زاد عدد مشتركي الهاتف المحمول بنسبة 13%، بينما ارتفع عدد مشتركي الإنترنت الثابت بنسبة 8%، كما شهدت خدمات الهاتف الثابت نموًا بنسبة 6%، هذا التوسع ساعد المصرية للاتصالات على تحقيق نمو مستدام في إيراداتها عبر مختلف الخدمات.

من بين العوامل التي لعبت دورًا محوريًا في دعم الأداء المالي للشركة كان الاستثمار الناجح في فودافون مصر، حيث ارتفعت إيراداتها من هذه الاستثمارات بنسبة 64%، هذا النمو ساعد في تخفيف أثر بعض الضغوط المالية الأخرى، مثل الزيادة في مصروفات الفوائد، التي تضاعفت نتيجة تغيرات أسعار صرف العملات الأجنبية.

رغم التحديات الاقتصادية، أظهرت المصرية للاتصالات مرونة كبيرة في إدارة التكاليف وتحسين كفاءة الإنفاق، فقد قامت الشركة بتطبيق زيادتين في أسعار الخدمات، الأولى في بداية العام والثانية في ديسمبر، مما ساعد في تعويض جزء من الضغوط التضخمية، كما استثمرت في تطوير بنيتها التحتية وتعزيز خدماتها، مما ساعدها على الحفاظ على هوامش ربحية جيدة.

في سياق توسعها الدولي، واصلت الشركة تعزيز مكانتها كمركز اتصال عالمي من خلال الاستثمار في الكوابل البحرية وزيادة السعات الدولية، وهو ما دعم إيراداتها من تأجير السعات وخدمات البنية التحتية، هذا التوسع الاستراتيجي جعل المصرية للاتصالات شريكًا رئيسيًا لمزودي خدمات الحوسبة السحابية ومنصات المحتوى العالمية، مما عزز من فرصها للنمو المستقبلي.

ورغم التحديات المتعلقة بتغيرات أسعار الصرف وزيادة التكاليف، تمكنت المصرية للاتصالات من تحقيق تدفقات نقدية قوية بلغت 4.4 مليار جنيه بعد استبعاد مصروفات الرخصة، مما يعكس قدرتها على الحفاظ على استقرارها المالي.