مرصد مينا

رفضت الولايات المتحدة اقتراحاً مصرياً تم تبنيه في قمة جامعة الدول العربية بشأن إعادة إعمار قطاع، مؤكدةً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال متمسكاً بخطته لإجلاء سكان القطاع.

وفي هذا السياق، صرح برايان يوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، الأربعاء، بأن “سكان قطاع غزة لا يمكنهم العيش بشكل إنساني في منطقة مدمرة ومليئة بالذخائر غير المنفجرة”.

وأضاف يوز أن ترامب لا يزال ملتزماً بإعادة إعمار غزة بشكل يضمن غياب حركة حماس عن المنطقة، وذلك على الرغم من المعارضة الواسعة لهذه الخطة على المستوى الدولي.

جاءت التصريحات الأميركية بعد أن أقرت قمة جامعة الدول العربية، التي انعقدت يوم أمس الثلاثاء في القاهرة، الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وفي نفس السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيراً إلى أن “السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دونها”.

من جهته، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي تُعتبر بلاده أيضاً وجهة محتملة لهجرة الفلسطينيين في إطار خطة ترامب، دعم بلاده للخطة المصرية، رافضاً بشدة أي مخطط لترحيل الفلسطينيين قسراً، ومؤكداً على دعم الأردن لإعادة إعمار غزة.

من جانبها، رفضت إسرائيل أيضاً الخطة المصرية، إذ أصدرت وزارة خارجيتها بياناً زعمت فيه أن “البيان الصادر عن قمة جامعة الدول العربية لا يعكس الواقع بعد 7 أكتوبر 2023”.

وأضافت الخارجية الإسرائيلية: “الهجوم الذي شنته حركة حماس، والذي أسفر عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين واختطاف المئات، لم يتم ذكره في البيان كما لم يتم إدانة الحركة”.

الخطة المصرية

وتتضمن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة جدولًا زمنياً مفصلاً، حيث يُتوقع أن يستغرق “التعافي المبكر” نحو 6 أشهر، يشمل رفع الأنقاض وتركيب مساكن مؤقتة، بينما تمتد عملية إعادة الإعمار بالكامل على مدار 5 سنوات.

الخطة، التي تمتد على 112 صفحة، تتضمن خرائط توضح طرق إعادة تطوير الأراضي في غزة، إلى جانب عشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي لعرض مشاريع الإسكان، الحدائق، والمراكز المجتمعية. كما تشمل الخطة تطوير ميناء تجاري، مركزًا للتكنولوجيا، وفنادق على الشاطئ.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن المرحلة الأولى من الخطة تتطلب تمويلًا يصل إلى 20 مليار دولار، بينما تتطلب المرحلة الثانية 30 مليار دولار.

المرحلة الأولى، التي ستستمر لمدة عامين، تشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية، في حين ستستغرق المرحلة الثانية عامين ونصف، وتتضمن بناء 200 ألف وحدة سكنية أخرى إلى جانب إنشاء مطار في غزة. وبذلك، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار قطاع غزة وفقًا للخطة المصرية إلى 53 مليار دولار.