عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

علاقة كلماتنا بحياتنا ..!

الكون قائم على أن ما تفكر فيه وتتلفظ به، فإنه غالباً قد يتحقق ومن ذلك المصطلح الغربي ” قانون الجذب”، أو كما قالت العرب: “البلاء موكل بالمنطق”.

ويقول الرسول الكريم ﷺ: “أخذنا فألك من فيك”، أي أن واقعك مقسوم على توقعك، وحالك هو خيالك، وكلما توقع الإنسان الأسوأ انجذب إليه، وكلما توقع الخيّر والطيّب انجذب له.

لقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء).

لقد أرشدنا الإسلام إلى أن الإنسان إذا رأى في المنام ما يكره فليبصق عن شماله ولا يحدث به أحداً، بينما إذا رأى خيراً يحدث به من أَحَب، لأنه إذا تحدث به وفيه شر قد يتحقق، وقد جاء ذلك في قول الرسول ﷺ: (إذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحداً).

وحتى أوضح لكم الموضوع سأعطيكم مثالاً بسيطاً: شخصان يمارسان المشي، الأول يريد الصحة فجاءته الصحة، والثاني يقوم بالرياضة لأن لديه تخوّف من المرض فأصيب بالمرض بسبب خوفه وظنه.

إن لسان المرء حصانه (كما تقول العرب)، وهذا اللسان له شأن عظيم قد يؤدي بصاحبه إلى منطقة الأمان والسلام؛ وقد يأخذه إلى فضاءات الخطر مالم يتثبت من منطوقه، كما أن الحكمة تقتضي أن يستخدم الإنسان اللغة في الخير، وأن يمسك لسانه عن أي مقولة تنعكس على صاحبها عقاباً أو هلاكاً.

وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً).

وقال الرسول ﷺ: (أمسك عليك لسانك).

وجاء في المثل: (البلاء موكل بالمنطق)، وقيل: (البلاء موكل بالقول).

ومعناه: ألَّا يعجلَ المرءُ على نفسه بالكلام فيكونَ فيه هلاكُه، أو يوافق ساعةَ استجابة فيصادف قولُه قدَراً سبق في عِلم الله عز وجل؛ كما جاء في الحديث: (لا تدعوا على أنفسِكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا تُوافقوا من اللهِ تعالى ساعةَ نَيلٍ فيها عطاءٌ، فيستجيبَ لكم).

وقد وردت قصص كثيرة حول هذا المفهوم، سأذكر بعضها من خلال هذه اليوميات:

الأحد: جاء في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾

أي: طُردوا وأُبعدوا عن رحمة الله عز وجل؛ لأن “البلاء موكل بالمنطق”، فهُمْ لمَّا وصفوا اللهَ بالإمساك، طُردوا وأُبعدوا عن رحمته؛ قيل لهم: إذا كان الله عز وجل كما قلتم لا يُنفق، فليمنعْكم رحمتَه حتى لا يعطيكم من جُودِه، فعُوقبوا بأمرين:

1- تحويل الوصف الذي عابوا به الله سبحانه إليهم بقوله: ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ﴾

2- إلزامهم بمقتضى قولهم بإبعادهم عن رحمة الله؛ حتى لا يجدوا جُودَ الله وكرمه وفضله.

الاثنين: يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه في يوسف: ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ وبالفعل دبر أبناؤه المؤامرة، ثم رموه في البئر وجاؤوا إليه عِشاءً وقالوا: أكله الذئب، فابُتليَ من ناحية هذا القول.

ولمَّا قال لهم في أخيهم عند سفرهم إلى : ﴿لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ﴾ أُحيط بهم وغُلبوا عليه، ورجعوا إليه من غيره.

الثلاثاء: يوسف عليه السلام لما قال في محنة امرأة العزيز: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ وقد سُجِن ولبِث في حبسه بضع سنين.

(المنطق) قال: “رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه”.

(البلاء): “ودخل معه السجن فتيان”.

الأربعاء: مما يدل على خطورة الكلمة في قضاء الإنسان وقدره ما روي عن امرأة فرعون أنها لما وجدت موسى عليه السلام في التابوت قالت لفرعون: ﴿قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾.

فرد فرعون: قرّة عين لك, أما لي فلا.

قال محمد بن قيس: قال رسول الله ﷺ: (لَوْ قَالَ فِرْعَوْنُ: قُرّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكِ, لَكَانَ لَهُمَا جَمِيعًا)، أي لهدى الله فرعون وجعل موسى قرة عين له ،ولكنه اعترض فانطرد وأشقاه لسانه .

الخميس: في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ دخل على أعرابي يعوده، وكان النبي إذا دخل على مريض، قال: “لا بَأْسَ.. طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ”؛ فَقَالَ الرجل: قُلْتَ طَهُورٌ! كلا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ، أَوْ تَثُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فَنَعَمْ إِذن. فالأول ابتلي بما ذكر، وكان يسعه الصمت، والثاني لم يقبل رسول الله، فقال بلسانه ما وجده أمامه.

الجمعة: في جامع ابن وهب؛ أن رسول الله ﷺ أُتي بغلام طفل صغير فقال: “ما سميتم هذا؟” قالوا: (السائب)، ومعناه؛ ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ. فقال: “لا تسموه السائب؛ ولكن عبد الله”، قال: (فغلبوا على اسمه فلم يمت حتى ذهب عقله).

السبت: عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “رَحِمَ اللهُ عَبْدًا قَالَ خَيْرًا فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ عَنْ سُوءٍ فَسَلِمَ”.

الأحد: في عهد عمر، رضي الله عنه، عندما سأل رجلاً عن اسمه وعنوانه؟ فكان الجواب سيئاً، ولذلك كانت النتيجة سيئة، إذ روى عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِرَجُلٍ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: (جَمْرَةُ!)، فَقَالَ: «ابْنُ مَنْ؟!» فَقَالَ: (ابْنُ شِهَابٍ!)، قَالَ: «مِمَّنْ؟!» أي من أي القبائل أنت؟ قَالَ: (مِنَ الْحُرَقَةِ!)، قَالَ: «أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟» قَالَ: (بِحَرَّةِ النَّارِ!)، قَالَ: «بِأَيِّهَا؟!» في أي مكان بالضبط، قَالَ: (بِذَاتِ لَظًى!)، قَالَ عُمَرُ: «أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احْتَرَقُوا»، قَالَ: (فَكَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ).

الاثنين: لا تتوقعوا الخراب، السقوط، الجوع، فقد قال علي بن أبي طالب: (كل متوقع آت)، فقط توقعوا من الله الكريم سعة الرزق، توقعوا الوفرة في كل شيء، في الصحة والأهل والولد، أحسنوا الظن بالله وثقوا به فخزائنه مليئة، وهو رب كريم رحيم.

الثلاثاء: عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، أن ابنة الجَوْن لما أُدخلت على رسول الله ﷺ ودنا منها، قالت: أعوذُ بالله منك، فقال لها: (لقد عُذت بعظيم، الحقي بأهلك).

يقول العلامة محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله: هذه المرأة لم يُقدِّر الله لها ما هو خير، فإنها لو بقيت من زوجات الرسول ﷺ لكانت معه في الجنة، لكن فضل الله يؤتيه من يشاء، فالإنسان قد يحرم الخير بمقالةٍ يقولها.

الأربعاء: عندما وقفت حليمةُ السعدية على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله ﷺ

قال لها: (من أنت؟)

قالت: (امرأة من بني سعد)

قال: (فما اسمك؟)

قالت: (حليمة)، فقال: (بَخٍ بَخٍ؛ سَعْدٌ وحِلْمُ، هاتان خلتان فيهما غناء الدهر).

الخميس: رُوي أن رجلًا من النصارى – وكان بالمدينة – إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: “حُرِق الكاذب”، فسقطت في بيته شرارةٌ من نار وهو نائم، فتعلَّقت النارُ بالبيت فأحرقته، وأحرقت ذلك الكافرَ معه؛ فكانت عبرة للخلق، “والبلاء موكل بالمنطق”.!

الجمعة: يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن تشرف لها)، وقال أيضاً: (البلاء موكل بالقول، فلو أن رجلاً عير رجلاً برضاع كلبة لرضعها)..!

السبت: قال ابن مسعود: “إِنَّا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً، فَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ قَتلَ قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ، وَاللَّهِ لأَسْأَلَنَّ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً فَتَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، أَوْ قَتلَ قَتَلْتُمُوهُ، أَوْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ، قَالَ: “اللَّهُمَّ افْتَحْ”، وَجَعَلَ يَدْعُو، فَنَزَلَتْ آيَّةُ اللِّعَانِ؛ فَابْتُلِيَ بِهِ الرَّجُلُ بَيْنَ النَّاسِ، فَجَاءَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَلاعَنَا”.

الأحد: وفي حديث أبي سعيد المتفق على صحته، قال: “كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا، فَنَزَلْنَا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَقَالَتْ: “إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ”، وَكان قد لُدغ، فجاءت تطلب من يرقيه، وسمته سليماً رجاءَ سلامته”.

الاثنين: يقول المناوي: “إن العبدَ في سلامةٍ من أمره ما سكت، فإذا نطق عُرف ما عنده بمحنة النطق، فيتطرَّق للخطر أو الظرف”.

الثلاثاء: ولَّى ابن حفصون – أحد أشهر معارضي سلطة الدولة الأموية في الأندلس – قائدَه (عيشون) المُلقَّب بالخير على مدينة “رية”، فسار إليه الأمير المنذر بن محمد ليقاتله، فقال عيشون لأصحابه: “إذا المنذرُ ظفر بي، فليصلبْني بين خِنزيرٍ وكلب”؛ دلالةً على استهانته به، ويقينه من الانتصار عليه، فحاصره المنذر حتى عجز أهل “رية” مما حلَّ بهم، فسلموا إلى الأمير المنذر “عيشون”، فوجه به إلى قرطبة، وصلبه وعن يمينه خنزير وعن يساره كلب كما قال.

الأربعاء: ذكر الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه: سير أعلام النبلاء “أن الوزير ابن الزيات، قال: ما رحمت أحداً قط، الرحمة خور في الطبع، ثم إن الحال تغير، فسجن في قفص جهاته بمسامير كالمسال، فكان يصيح: ارحموني، فيقولون: الرحمة خور في الطبع.

الخميس: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة ، فتقدم الكسائي فصلى فارتج عليه في سورة (الكافرون)، فلما سلم قال اليزيدي قارئ الكوفة يرتج عليه في سورة (الكافرون)، فحضرت صلاة العشاء فتقدم اليزيدي فارتج عليه في سورة الفاتحة فلما سلم قال له:

احفظ لسانك أن تقول فتبتلى

إن البلاء موكّل بالمنطق

الجمعة: روى الديلمي من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء مرفوعاً: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء: واللَّه لا أفعله، إلا ترك الشيطان كل شيء، وولع به حتى يؤثمه.!

السبت: في حديث إبراهيم النخعي، قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أُبتلى به.!

الأحد: إن حسن المنطق وتخير الألفاظ من توفيق وهداية الله للإنسان، قال الله تعالى: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾، ومن ذلك الأمنية المتفائلة يُحصّل بها العبد خيراً وبركة، وبضدها التشاؤم والحسرة، إذ يقول القاضي ابن بهلول:

لا تنطقن بما كرهت فربما

نطق اللسان بحادث فيكون

الاثنين: من يتأمل التاريخ جيداً يجد كثيراً من المواقف تدلل على أن البلاء موكل بالكلام، ومن ذلك ما قاله المؤمل الشاعر، في امرأة من “الحِيرة” كان قد تعلق بها:

شفَّ المُؤمِّلَ يومَ الحِيرةِ النَّظرُ

ليتَ المؤمِّلَ لم يُخلقْ لهُ بصرُ

ومجنون ليلى يقول:

فلو كنتُ أعمى أخبِطُ الأرضَ بالعصا

أصمَّ فنادتْني أجبتُ المنادِيا

فعُمي الشاعر المؤمل بالعمى، أما مجنون ليلى فقد أصيب بصمم، فكلاهما وقع له ما تفوه به، ومن هنا يتضح أن الشاعرين أصيبا بما نطقا به.

الثلاثاء: يقال إن أمين آنذاك الأمير فهد الفيصل، عندما أراد احضار الماء من الحاير إلى شارع الخزان، تحداه الملك فيصل -رحمه الله- وقال: إذا أتيت بالماء كلمني في أي وقت حتى لو كنت نائماً!

فجاء الماء في منتصف الليل وكلّم..

فقال الملك فيصل: لماذا كلمتني في هذا الوقت؟!

قال الأمير: أنت قلت لي إذا جاء الماء كلمني حتى لو كان الوقت منتصف الليل.!

الأربعاء: يقول الأمير سعود بن بندر في والدته حين اشتد بها المرض:

يا ليتني بينك وبين المضرة

من غزة الشوكة إلى سكرة الموت

وشاء الله أن يتوفى هو قبلها.

الخميس: قام الفنان طلال مداح رحمه الله بتمثيل قبل 42 عامًا، وكان في أحد المشاهد يموت على المسرح، وبعد 42 سنة مات على خشبة المسرح.!

الجمعة: يروي الكاتب (مصطفى أمين) أن الممثل المصري (أنور وجدي) قال يومًا للممثلة (زينب صدقي) في إحدى الحفلات – وكان ساعتها ممثلًا صغيرًا لم يشتهر بعد -: “كم أتمنى أن يكونَ معي مليون جنيه! وإن أُصبت بأي مرض”

فقالت له زينب صدقي: “وماذا يفيدك المال وأنت حينها تكون مريضًا؟”

فأجابها: “سأنفق بعضَ هذا المال على المرض، ثم أتمتع بباقي المال”

تقول زوجته في مذكراتها: (فكان معه المليون جنيه وأكثر؛ ولكن الله ابتلاه بمرض السرطان في الكبد، فأنفق كل ماله، ولم يذهب المرض؛ بل بقي في تعاسة).

السبت: يقول الأستاذ عبدالله مناع في بداية عمله في مستشفى باب شريف، اتصل به المدير الدكتور هاني التميمي، وقال: “إن الدكتور الباكستاني “سيد غوث” يريد الذهاب مع المجموعة التي ستذهب للانتداب في الحج، وقد جاءني الدكتور غوث وقال لي ذلك”

فقلت له: “إن الأسماء قد رُفعت، وأنت في السفر، لكن سأرفع اسمك في العام القادم”

فقال: “أرجوك طلعني معاهم، ما يدريني سأعيش العام القادم أم لا؟!”

وحين جاءت الأوراق، ولم يجد اسمه ضمن القائمة، كاد الدمع أن يهل من عينيه، وقال بحرقة: “سأشكوك إلى الله”

فماذا أفعل؟! قلت له: “الأفضل أن تتصل بمدير عام الشؤون الإدارية بالوزارة لوضع اسمه بين قائمة المنتدبين، فلا أنا ولا أنت بقادرين على الوقوف أمام هذه الشكوى”

وقام الدكتور هاني باتصالات عديدة، وتم إلحاق الدكتور “سيد” بالقائمة. وكانت المفاجأة عندما توفي الدكتور سيد بنوبة قلبية قبل أن يأتي حج العام التالي.

الأحد: من تجاربي.. أغلب الأصحاب الذين يذهبون لمصر يتوقعون إنه إذا أكل هناك سيصاب بالتسمم، وبالفعل يتسمم.

أما أنا فأتردد على مصر منذ ثلاثين عاماً، وأُحسن الظن بالله ثم بمعدتي، وبالطهاة ولا أتحدث عن حالات التسمم في المطاعم المصرية، لذلك لم يحدث لي أي حالة تسمم طوال تلك المدة ولم يأتني من الطعام المصري إلا الصحة والعافية والفيتامينات والبروتينات. ولله الحمد والشكر.

الاثنين: مسرحية الفنان حسين عبد الرضا ( باي باي لندن)، هي قصة رجل سافر إلى لندن بعد أن كذب على أسرته بأنه مريض ويريد العلاج، وفي ما كان تمثيلاً صار حقيقة، حيث مرض الفنان ومات هناك في لندن.

الثلاثاء: ذات مرة كان أحد أصدقائي معزوماً، وأراد أن يعتذر، وقال: لا أستطيع المجيء، لأن ابني سقط من الدرج وتضرر من ذلك، وسأذهب به للمستشفى، وهو كاذب فيما قال، وبعد يوم حصل لابنه ما ذكر.!

الأربعاء: الفنان جورج وسوف غنى عبارة (أطباء الكون ما تشفيني)، والآن مات ملحن الأغنية وشاعرها، أما المغني فقد أصيب بمرض نادر وغريب.

الخميس: قرأت في سيرة إحدى الفنانات العالميات في أمريكا، أنها كانت على المسرح أغنية يقول مطلعها: “أريد أن أعيش في الظلام”، ولم تمر أيام إلا وقد أصيبت بالعمى لتعيش في الظلام الذي كانت تتمناه.

الجمعة: الأخت “نظمية دوس” التي تعمل معي منذ فترة، روت لي رغبتها هي ووالدتها في السفر إلى اليمن قبل شهر المبارك، ولكن والدتهم رفضت وقالت:

“نسافر بعد شهر رمضان، علني أموت قبلها، فأنا ولدت هنا، وأريد أن أموت هنا، وأدفن مع أمي وأبي”

وقد تحقق لها ما تمنت وتوفيت -رحمها الله- يوم عرفة في جُدة، ودفنت في نفس المقبرة التي دفن فيها والداها، مع العلم بأنهم كانوا يبحثون أي عن مقبرة متوفرة بسبب يوم ولم تتوفر إلا هذه المقبرة.

السبت: في يوم من الأيام قال شيخنا أبو سفيان العاصي:

“اعتنِ بكلماتك لأنها ترسم خطة حياتك”.

حسناً ماذا بقي:

بقي القول: إن البلاء محاط باللفظ والقدر موكل بالمنطق، وقد تتكلم بكلمة فيكتبها قلم القضاء في صحيفة قدرك.

فلنمسك ألسنتنا عن قول السوء حتى نسلم، ولا نتكلمْ إلا بخير حتى نغنم، ومن هنا جاء التوجيه النبوي واضحاً حيث يقول: "قل خيراً أو أصمت".

يقول الشاعر فواز اللعبون :

املأ كؤوسك في الحياة تفاؤلاً

واسقِ الذي السعادة واستقي

نصف التعاسةِ في انتظارِ تعاسةٍ

والنصف في فقدانِ فألٍ مشرقِ

إياك لا تتوخَّ بؤساً قادماً

“إن البلاء موكل بالمنطق”

وأخيراً يا قوم:

سأختصر لكم الموضوع بهذه الناصية فأقول:

إذا توجستَ من الشر ستتخيله في كل مكان

وإذا توقعتَ الخير ستجده في كل إنسان

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا