هو وهى / انا اصدق العلم

هل نحن على مشارف جائحة إنفلونزا الطيور؟

تتسارع إنفلونزا الطيور في الانتشار، ويقلق اليوم كثير من خبراء الأمراض المعدية القلقين بشأنها أكثر من أي وقت مضى. فقد قتل فيروس H5N1 عشرات الملايين من الطيور حول العالم وأكثر من 40,000 من أسود البحر والفقمات، ليصبح وباءً بين الحيوانات.

لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تؤكد أن الخطر على البشر ما يزال منخفضًا، إذ يبدو أن احتمال إصابة معظم الناس بفيروس H5N1 في الوقت الراهن ضئيل جدًا إن وُجد.

فمنذ انتقاله المفاجئ إلى الماشية، لم يُسجَّل في الولايات المتحدة سوى ثلاث إصابات بشرية، جميعها لأشخاص كانوا على اتصال مباشر بأبقار مصابة.

لكن قلق خبراء الأمراض المعدية يتزايد من احتمال أن يتمكن الفيروس من القفز إلى البشر بصورة مستدامة ويبدأ بالانتشار بينهم. ومع إن هذا ليس أمرًا حتميًا، فإن تطورات عدة حديثة تشير إلى تصاعد التهديد.

وبحسب تصريح الدكتورة مونيكا غاندي لصحيفة بيزنس إنسايدر بوصفها أستاذة الطب ونائبة رئيس قسم فيروس نقص المناعة البشري والأمراض المعدية والطب العالمي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «توجد الكثير من المستجدات، وأصبح قلقي يتزايد».

لا داعي للهلع، لكن لا بد من متابعة التطورات. فهذا الفيروس يُعدّ أحد أبرز المرشحين ليكون وباءً عالميًا قادمًا، وقد أثارت أربعة تطورات خلال الشهر الماضي قلق الخبراء.

أول حالة بشرية في أستراليا

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن طفلًا بعمر سنتين أصيب بفيروس H5N1 في أستراليا في مارس 2024، ليصبح أول حالة بشرية مؤكدة هناك. وكان الطفل قد عاد من رحلته من كولكاتا الهند قبل أن تظهر عليه أعراض فقدان الشهية والحمى والسعال والقيء والانزعاج، ما استدعى إدخاله المستشفى مدة أسبوعين ونصف تضمنت إبقاءه في وحدة العناية المركزة.

ومع تزايد الحالات البشرية في مناطق متفرقة حول العالم، يعرب علماء الأوبئة عن قلقهم المتزايد، ومنهم كريستوفر داي من جامعة أكسفورد الذي يقول: «توجد كميات هائلة من الفيروس حاليًا، ومن الواضح أنه يمر بتغيرات ويقوم بأشياء جديدة وغير متوقعة».

وقد شارك داي مؤخرًا في تأليف ورقة بحثية نُشرت في مجلة BMJ الطبية، حيث حذّر من أن خطر تفشي المرض بين البشر هو «كبير، ومعقول، ووشيك».

وأضاف: «لطالما كانت الإنفلونزا مصدر قلق طوال عقود، وهذا الشكل منها تحديدًا على مدار العشرين عامًا الماضية. لكن الآن، وصل مستوى القلق إلى درجة غير مسبوقة».

قد تنقل الفئران إنفلونزا الطيور إلى المنازل

ذكرت الأمريكية اكتشاف إصابة 47 فأرًا منزليًا بفيروس H5N1 في ولاية نيو مكسيكو. وقالت الدكتورة غاندي: «الفئران موجودة في كل مكان تقريبًا. فهي تعيش قرب الحيوانات الأخرى، وتحيط بالبشر أيضًا، وهذا مقلق إلى حد ما».

ووفقًا لصحيفة ذا تليغراف، يشتبه العلماء بأن الفئران وبعض القطط المنزلية أصيبت بالفيروس بشرب الحليب الخام من أبقار مصابة. ولذلك يؤكد خبراء الصحة العامة ضرورة تجنب شرب الحليب غير المبستر، المعروف أيضًا بالحليب الخام.

وقال ريك برايت بوصفه المدير السابق للهيئة الأمريكية للأبحاث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم: «هذا يجعل الفيروس أقرب إلى منازل البشر … الوضع خرج عن السيطرة».

فكلما توسعت دائرة الحيوانات المصابة، زادت فرص الفيروس في التحور والتكيف.

طفرة جديدة تشير إلى تكيف الفيروس

عند تحليل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لعينة من الفيروس مأخوذة من ثاني عامل مزرعة أمريكي مصاب، اكتشفوا طفرة في آلية تضاعف الفيروس، أي بالطريقة التي يستخدمها لدخول خلايا المضيف ونسخ نفسه.

وذكرت مراكز CDC في بيان صدر في مايو 2024 أن هذه الطفرة مرتبطة بتكيف الفيروس مع العوائل الثديية. ,أشار البيان أيضًا إلى أن الدراسات على الفئران أظهرت أن هذا النوع من الطفرات الجينية مرتبط بمرض أشد حدة وزيادة في قدرة الفيروس على التكاثر.

لكن هذا لا يعني أن الفيروس أصبح بشريًا بعد. فبحسب توضيح ريتشارد ويببي بوصفه عالم الفيروسات في مستشفى سانت جود ومدير مركز التعاون التابع لمنظمة الصحة العالمية لدراسات بيئة الإنفلونزا في الحيوانات والطيور، فيروس H5N1 ما يزال يتمتع بخصائص فيروس الطيور، وليس خصائص فيروس البشر.

تضمنت الحالة الأخيرة في الولايات المتحدة أعراضًا تنفسية مقلقة

كانت الأعراض التي ظهرت على أول عاملين في المزرعة أُصيبا بالفيروس في الولايات المتحدة مقتصرة على التهاب الملتحمة (العين الوردية). لكن الحالة الثالثة، التي أُبلِغ عنها في ميشيغان في مايو، ترافقت مع السعال والتهاب الحلق.

ما يشير إلى أن الفيروس كان موجودًا في الجهاز التنفسي لذلك العامل، وهو موضع أكثر إثارة للقلق مقارنة بالعين، لأن الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي يكون انتقالها بالسعال أو العطاس أسهل بكثير من انتقالها عبر العين.

الخبر الجيد هو أنه حتى الآن، لم يُثبت أن فيروس H5N1 قادر على الانتقال بين البشر. وأكدت مراكز CDC أنه لا يوجد دليل على أن العامل المصاب بالسعال نقل الفيروس إلى أي شخص آخر.

لكن هذا لا يستبعد إمكانية تحور الفيروس ليصبح قادرًا على الانتقال بين البشر، وهو ما يثير قلق العلماء.

اللقاحات قيد التطوير

الجانب الإيجابي في الأمر هو أن إنفلونزا الطيور ليست مثل كوفيد-19. إذ يتابع العلماء هذا الفيروس وعائلته الفيروسية منذ عقود، ويراقبون أي علامات على تصاعد تهديده للبشر.

يقول كريستوفر داي: «يوجد تهديد كافٍ يستوجب أن نكون في غاية اليقظة، وأن يكون لدينا نظام مراقبة يمكنه اكتشاف أي تغير فور حدوثه».

اقرأ أيضًا:

لمَ تعصف نزلات البرد والأنفلونزا في الشتاء؟

الإنفلونزا: كيف تتحول إلى قاتل صامت؟

ترجمة: أيهم صالح

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا