عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"ترامب" يعمق توترات التجارة العالمية.. ويفرض جمارك جديدة على

تم النشر في: 

03 مارس 2025, 2:26 مساءً

منذ زمن بعيد، وأحداث السياسة الدولية تعيد تشكيل معالم الاقتصاد العالمي، إلا أن تحركات الرئيس السابق تعد من أبرز الوقائع التي أثارت الجدل والتساؤل. فقد قرر الرئيس ترامب زيادة الضغط التجاري على بعد أن شعر بأن خطواتها لم تكن سريعة كفاية في مواجهة التحديات التي فرضتها السياسات الأمريكية.

وفي لقاءات إعلامية بارزة، أعلن ترامب عن نيته فرض تعريفات جمركية إضافية على الواردات الصينية، في خطوة هدفت إلى إعادة الموازين في العلاقات التجارية بين البلدين. وفي هذه الخطوة، لم يقتصر ترامب على التصريحات اللفظية فحسب، بل ظهر وهو يرتدي بدلة زرقاء داكنة وقميصاً أبيض وربطة عنق حمراء، مصحوباً بقبعة حمراء تحمل شعار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، ما أضفى على تصرفاته بعداً رمزياً ومعنوياً.

استراتيجية الضغط

وفي زيارة ملفتة إلى ويست بالم بيتش بفلوريدا، يوم الجمعة الماضي، أعلن الرئيس ترامب عن إضافة 10 بالمائة أخرى على جميع التعريفات الجمركية الصينية القائمة منذ يوم الثلاثاء. وقد تزامنت هذه التصريحات مع تحديثات إعلامية دقيقة، حيث تم تسجيل الحدث في الساعات الأولى من صباح 3 مارس 2025 بتوقيت شرق الولايات المتحدة. إن هذه الخطوة تعكس استراتيجية جديدة للضغط التجاري، تهدف إلى إعادة صياغة قواعد اللعبة في العلاقات الاقتصادية الدولية، واستغلال قدرات النفوذ الأمريكي للتأثير على التجارة العالمية بشكل يفرض تحديات جمة على الصين، التي بدورها تسعى لتحديد ملامح الرد والتكيف مع هذه السياسات الجديدة.

وشهدت العلاقات مع جيران أمريكا في أمريكا الشمالية تغييرات دراماتيكية بعد أن هدد ترامب في يناير بفرض تعريفات جمركية على كندا والمكسيك، بالإضافة إلى الصين. وقد دعا ترامب المسؤولين الكنديين والمكسيكيين إلى بذل المزيد من الجهد لمنع تدفق المخدرات والمهاجرين إلى الأراضي الأمريكية. وقد استجاب الجيران بتحريك آليات وسياسات داخلية جديدة؛ حيث قامت كندا بتعيين "قيصر الفنتانيل" وتخصيص موارد إضافية لمكافحة الجريمة المنظمة، فيما أرسلت المكسيك قواتها الحدودية وسلّمت عناصر من الكارتيل إلى السلطات الأمريكية. ً لهذه الجهود المشتركة، علق ترامب التعريفات الجمركية المفروضة على هؤلاء الجيران لمدة 30 يومًا، مما أتاح فرصة لمراجعة الاستراتيجية والإجراءات المتبعة.

منعطف محوري

وفي المقابل، اتخذت الصين موقفاً حذراً مختلفاً؛ إذ لم تقدم أي إيماءات مماثلة لتلك التي أبدتها كندا والمكسيك. فقد اعتبر الرئيس ترامب أن الصين لم تبذل خطوات كافية لإيقاف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وهو ما دفعه في 4 فبراير إلى فرض تعريفة جمركية بنسبة 10 بالمائة على كافة الواردات الصينية. وعلى إثر ذلك، أعلن في الأسبوع الماضي عن نيته إضافة 10 بالمائة أخرى على التعريفات الجمركية القائمة اعتباراً من 4 مارس، في خطوة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى إعادة ترتيب موازين القوى الاقتصادية والتجارية على المستوى الدولي.

ويمثل قرار ترامب الأخير منعطفاً محورياً في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ يسعى الرئيس الأمريكي إلى تحويل نموذج التعامل الاقتصادي إلى نظام أكثر صرامة. فقد تمّت خلال الفترة الأخيرة سلسلة من المكالمات الهاتفية بين كبار مستشاري ترامب، من بينهم الخزانة سكوت بيسنت ووزير الخارجية ماركو روبيو، ونظرائهم الصينيين؛ إلا أن الاتصال المباشر بين ترامب وزعيم الصين، شي جين بينغ، لم يتحقق، ما زاد من حدة الغموض حول نوايا الطرفين. وفي ظل هذه التوترات، تتأرجح السياسات والتكتيكات من خطوة إلى أخرى، مما يضع معالم جديدة لعلاقات معقدة في ساحة التجارة الدولية.

تحدٍ كبير

إن هذه التحركات تعكس تحدياً كبيراً يواجه القادة الأجانب في التفاعل مع رئيس يتميز بأسلوب غير تقليدي وغير متوقع في طرح سياساته. فبينما يُنظر إلى قرارات ترامب على أنها إعادة صياغة جذرية لشروط التجارة العالمية، يبقى موقف المسؤولين الصينيين متحفظاً، إذ يتجنبون الدخول في مناقشات علنية تخضع لظروف قد تُفسَّر على أنها تنازل عن مواقفهم. بدلاً من ذلك، جرت اجتماعات سرية بين الأكاديميين ومسؤولين حكوميين لتحديد دوافع ترامب وتقييم جوانب محتملة لصفقة تجارية جديدة تجمع بين الطرفين، مع مراعاة ردود الفعل الأمريكية المحتملة.

وتبقى التساؤلات مطروحة حول مدى قدرة السياسات الأمريكية على دفع الصين إلى إعادة النظر في استراتيجياتها التجارية، وما إذا كان هذا الصدام التجاري سيسهم في تحقيق التوازن المطلوب أو يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المشهد الدولي؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا