كتب محمود عبد الراضي
الأحد، 02 مارس 2025 02:30 مفي رمضان زمان، كان الليل له طعم خاص، يختلف عن أي وقت آخر في السنة، ففي تلك الأوقات المباركة كان التلفاز هو نافذة العائلة على عالم من الحكايات العجيبة والمغامرات الغريبة، حيث كان مسلسل"ألف ليلة وليلة" يأخذنا في رحلة عبر الزمان والمكان، ليُغرقنا في بحر من الفانتازيا والحكمة.
كان "ألف ليلة وليلة" في رمضان بمثابة الصندوق السحري الذي يفتح أبوابه على أسرار من القصص التي تشد القلب وتثير الخيال.
وفي كل مساء، كانت الأسرة تتجمع حول التلفاز، ينتظرون بشغف أولى لحظات العرض، وكأنها بداية لمغامرة جديدة، حيث يتنقل البطل بين قصص من الحب والخيانة، الفروسية والحيلة، والدهاء والمكر، ليصطحبنا في رحلة لا تُنسى عبر العالم العربي والأساطير التي تُزخِر بها ثقافتنا.
في تلك الأيام، كان صوت الراوي المشبع بالحكمة والتشويق ينقض على الآذان، بينما كانت العيون تُتابع بشغف كل مشهد، وكل حركة، وكل ابتسامة أو نظرة تمر بين الشخصيات، كأن "ألف ليلة وليلة" كانت أكثر من مجرد برنامج؛ كانت حدثًا يُحيي ليالي رمضان ويُغذي أرواح الصغار والكبار على حد سواء.
وبرغم التطورات التكنولوجية التي حملتها السنوات، تبقى ألف ليلة وليلة شاهداً على زمن كانت فيه الألفة والتجمع العائلي هما اللبنة الأساسية لاحتفالات رمضان، كان المطبخ يمتلئ بروائح الطعام الشهي، بينما تلتف العائلة حول التلفاز، ويمتلئ البيت بأصوات ضحك الأطفال، والنقاشات الحية حول أحداث الحلقة، وبينما كانت شاشة التلفاز تنير غرفة المعيشة، كانت قلوب الجميع تشع بالفرحة والبهجة التي لا تنتهي.
أما في كل حلقة، فكان هناك أبطالٌ لا ينسون، مثل شهرزاد التي كانت تنسج من حكاياتها خيوطاً من الأمل، والمكر، والفطنة، تروي حكاياتٍ تؤثر في النفس وتعلّمنا أن في الحياة أكثر من مجرد العيش اليومي، هناك عوالم أخرى مليئة بالحكمة والأمل والمغامرة.
واليوم، ومع مرور السنوات، تظل تلك الذكريات محفورة في وجدان الأجيال، ورغم تغير التكنولوجيا وظهور منصات العرض الحديثة، يظل "ألف ليلة وليلة" رمزاً للبهجة التي كانت تُزين ليالي رمضان في كل بيت، لا يمكننا أن ننسى تلك اللحظات السحرية التي كانت تجمعنا في لمة عائلية حقيقية حول التلفاز، نتشارك في خيوط الحكاية وننسج منها ذكريات تدوم مدى الحياة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.