الشارقة: هدى النقبي
مع حلول رمضان، يتجلى في الإمارات العديد من العادات والتقاليد التي تعكس قيم الكرم والتلاحم المجتمعي، ومن أبرزها «نُقصة رمضان»، وهي عادة إماراتية قديمة تقوم على تبادل النساء والعائلات الهدايا والأطعمة بين الأهل والجيران والأصدقاء.
«النُقصة»، تعني باللهجة المحلية «الهدية الرمضانية»، تكون توزيعها قبل رمضان بعدة أيام و يستمر منح الهدايا إلى أوائل أيام رمضان، فهي تحمل رسالة محبة وتواصل تُعزز روح الألفة بين الناس، وتتنوع محتويات النُقصة من هدايا المواد الغذائية التي ترمز لرمضان أو هدايا أخرى مثل العطور أو سجادة الصلاة أو القرآن الكريم، كما أصبحت بعض الأسر تضيف لمسات عصرية للنقصة، مثل تقديم الحلويات الفاخرة أو الهدايا الرمزية المغلفة بأسلوب أنيق.
«النقصة» أكثر من مجرد عادة رمضانية، فهي تعكس روح التكاتف والتراحم بين أفراد المجتمع، ويحرص الأهالي على تحضير وتقديم النقصة بأنفسهم، حيث يتم إعداد الأطعمة المنزلية بحب، وتُقدم في أوانٍ مزينة، تعبيراً عن الاهتمام والتقدير.
سعادة مع التجهيز
تقول أم سعيد، من دبي:«قبل رمضان أستعد بشراء الهدايا لأخواتي والجيران من المحلات التجارية، وأغلفها وأضعها في أكياس بطبعة رمضانية، فنقصة رمضان من العادات التي لا تنقطع ونشعر بالسعادة حين نجهز لها، فهي من المحبة والكرم الذي تربينا عليه من أهلنا، فتبادل الهدايا الرمضانية شيء جميل في مجتمعنا».
وأضافت أم حمدة من الشارقة: هدايا النقصة تطورت بأشكال جديدة، فقد أصبح بعض الأسر يقدم النقصة في صناديق فاخرة تحتوي على منتجات رمضانية منتقاة بعناية، كما لجأت بعض المتاجر إلى توفير خدمات توصيل النقصة الجاهزة إلى المنازل، ما يسهل على العائلات مشاركتها مع أقاربهم وأصدقائهم في حال الانشغال.
شراء «أون لاين»
أم ثاني من خورفكان تقول: قبل قدوم روائح رمضان أقوم بالتصفح على وسائل التواصل وأشاهد حساب التاجرات واستعداداتهن في تحضير الهدايا الجديدة لنُقصة رمضان، وأشتري منهن كميات حسب الميزانية والأنواع مثل السلة الرمضانية والتي تضم البهارات العربية مثل ( البزار) والقهوة والهيل والسمن العربي، وتحتوي سلات أخرى على البخور والعطور لأوزعها على الصديقات والأهل، وتغمرني السعادة حين أرى البسمة على وجوههم.
تعزيز التآخي
تقول أم عبدالعزيز: لا تزال «نُقصة رمضان» حاضرة في المجتمع الإماراتي، تعزز قيم التآخي والتلاحم الاجتماعي، وتُبقي على روح الكرم والتواصل بين الناس، ومع كل طبق يُقدم، وكل هدية تُهدى، تتجدد معاني الخير والمحبة، ليبقى رمضان شهر العطاء بامتياز في الإمارات، وأقوم بتحضير الهدايا الرمضانية بعناية ونجمعها في سلال مزينة ثم نوزعها على الجيران والأقارب، هذا التقليد يعزز روح العطاء ويقوي العلاقات الاجتماعية في الحي بين الجيران، ويضفي على رمضان أجواء عائلية مع الجميع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.