أبوظبي: «الخليج»
وقّعت وزارة الاستثمار ثلاث مذكرات تفاهم مع جمهورية إيطاليا لدعم الاستثمارات المشتركة وتعزيز التعاون في قطاعات الأدوية والمعادن، إضافة إلى مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. بهدف وضع إطار للتعاون الاستثماري يُحفز الابتكار وتبادل المعرفة ودمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لدفع عجلة التقدم في سلاسل القيمة لعلوم الحياة والمعادن والتكنولوجيا في كلا البلدين.
تسهم هذه الشراكات الجديدة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مستندة إلى الاتفاقية الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية والمالية لعام 1984، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار لعام 1995 بين حكومتي البلدين.
وتم توقيع مذكرات التفاهم رسمياً من قبل محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وأدولفو أورسو، وزير الأعمال والمصنوعات الإيطالية.
وقال السويدي: «يعكس تعاوننا مع إيطاليا قوة علاقتنا الثنائية والتزامنا المشترك بتحقيق نمو اقتصادي مستدام. ويمثل توقيع هذه المذكرات اليوم خطوة مهمة لتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية والانتقال إلى الطاقة الرقمية، كما يعكس التزام دولة الإمارات بإقامة شراكات مؤثرة تستشرف المستقبل وتعزز الازدهار المشترك مع مواجهة التحديات العالمية. ومع استمرار تطور علاقاتنا الراسخة عبر العقود، نؤكد التزامنا بتوسيع آفاق التعاون في القطاعات الاستراتيجية والابتكارية، ونتطلع إلى ما ستجلبه هذه الاتفاقيات من فوائد طويلة الأمد لكلا البلدين».
فيما قال أورسو: «يمثل توقيع هذه المذكرات الثلاث تقدماً كبيراً في الشراكة القوية بين إيطاليا والإمارات. ومن خلال تعزيز التعاون في مجالات الأدوية والمعادن والبنية التحتية الرقمية، نفتح آفاقاً جديدة للفرص، ونعكس التزام بلدينا بتعزيز التعاون الدولي والاستفادة من الخبرات المشتركة في الصناعات المتطورة لدفع عجلة التقدم الاقتصادي. نحن متحمسون لرؤية الفوائد العملية التي ستثمر عن هذه الشراكات، ليس فقط لإيطاليا والإمارات، ولكن أيضاً للمجتمع العالمي ككل».
قطاع الأدوية
وقّعت وزارة الاستثمار ووزارة الأعمال والمصنوعات الإيطالية مذكرة تفاهم تؤكد التزام البلدين بتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الحيوية، وصناعة الأدوية، حيث سيعمل الطرفان على استكشاف فرص نقل التكنولوجيا، وإنتاج اللقاحات، وتطوير السياسات التنظيمية لدعم صحة الإنسان والحيوان.
كما سيركز التعاون على البحث والتطوير في العلاجات الجديدة، وتنمية القدرات من خلال التدريب المتخصص، وتأسيس تحالفات استراتيجية مع مؤسسات وشركات الأدوية الرائدة، وستشمل مجالات الابتكار الرئيسية علم الأورام، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض الأيضية، وأمراض المناعة، والأمراض النادرة، مع التركيز على تلبية الاحتياجات الطبية غير المُلباة. وسيمتد التعاون أيضاً إلى تسويق الأدوية المبتكرة داخل الإمارات وخارجها، والاستفادة من البنية التحتية الحالية، وتطوير قنوات جديدة للوصول إلى الأسواق. كما ستُجرى شراكات مع شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتحسين عمليات البحث والتطوير، وأتمتة التصنيع، وتطوير نماذج تسويقية مبتكرة.
قطاع المعادن
وقّعت وزارة الاستثمار في وزارة الأعمال والمصنوعات الإيطالية، ووزارة البيئة وأمن الطاقة الإيطالية مذكرة تفاهم لمدة خمس سنوات لتعزيز التعاون في مجال التعدين المستدام، واستكشاف المعادن، واستخراجها، وتطويرها، ومعالجتها، وتسويقها، وإعادة تدويرها، وتنمية الكفاءات العاملة في هذا القطاع.
ومن خلال هذا التعاون، ستعمل الإمارات وإيطاليا على استكشاف فرص الاستثمار والشراكات الاقتصادية، مستفيدتين من الجهود الحكومية لربط الأعمال وتشجيع الاستثمارات عبر سلسلة القيمة المعدنية.
كما تركز الاتفاقية على تعزيز الحوكمة المسؤولة والمستدامة لقطاع المعادن، وتنمية القدرات من خلال التدريب والتعليم المتخصص، وإنشاء أنظمة مراقبة وتقييم لضمان التقدم المستمر.
مراكز البيانات
وقّعت وزارة الاستثمار ووزارة الأعمال والمصنوعات الإيطالية، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والاستثمارات المتبادلة في قطاع البنية التحتية الرقمية، مع التركيز على مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. وتركّز الشراكة على دعم الاقتصاد الحيوي والتحوّل في قطاع الطاقة، إلى جانب تبادل المعرفة التقنية، وتنمية المهارات، وتعزيز الخبرات.
وبالاستفادة من ريادة الإمارات في التطوير التكنولوجي، وخبرات شركتي «إم جي إكس» و«جي 42» في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية وتشغيلها، إضافة إلى «مصنع الذكاء الاصطناعي» المستقبلي في إيطاليا، سيتعاون البلدان في جذب الاستثمارات لإنشاء مراكز بيانات جديدة، بما في ذلك مراكز البيانات الخضراء، مع خطة لزيادة السعة المستقبلية إلى 2 جيجا وات. كما سيبحث الطرفان إنشاء «سفارات بيانات افتراضية» على أراضي كل منهما لضمان استمرارية البيانات الرقمية وتعزيز أمنها عبر الحدود.
وستلعب الشركات الرائدة في كلا البلدين مثل «إم جي إكس»، و«جي 42»، و«خزنة»، و«إيني» دوراً محورياً في تطوير وتشغيل سعة مراكز البيانات.
وتشمل المبادرات الإضافية استقطاب مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية الرئيسيين، وتوسيع نطاق الخدمات السحابية في الأسواق المحلية والإقليمية، وتأهيل الكفاءات المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء، والتعليم الرقمي، وهي مجالات تستثمر فيها شركتا «إم جي إكس» و«جي 42» بنشاط.
إضافة إلى ذلك، ستعمل الإمارات وإيطاليا على تعزيز تبادل المعرفة من خلال برامج المنح الدراسية، وتبادل الخبراء، وورش العمل التعليمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتقنيات مراكز البيانات.
علاقات قوية
تتمتع الإمارات وإيطاليا بعلاقات اقتصادية قوية تشهد نمواً مستمراً، فقد شهد التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نمواً ملحوظاً على مدار العقد الماضي، حيث بلغت الصادرات الإيطالية إلى الإمارات نحو 7.22 مليار دولار عام 2023، وسجلت زيادة بنسبة 22 % في أوائل عام 2024.
فيما بلغت صادرات الإمارات إلى إيطاليا 1.57 مليار دولار أمريكي في عام 2023. كما يعمل أكثر من 600 شركة إيطالية في الإمارات، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والتزام البلدين بتعزيز التجارة الثنائية.
ومع استمرار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ستسهم هذه الاتفاقيات في دفع عجلة الابتكار، والتنويع الاقتصادي، والريادة العالمية في مجالات الرعاية الصحية، وتطوير الموارد، والتحول الرقمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.