يشهد العالم اليوم تحولات كبيرة في مختلف المجالات بفضل التطور الرقمي السريع، مما أثر بشكل عميق على العديد من المهن والمجالات، من بين هذه المجالات تبرز مهنة الخدمة الاجتماعية التي أصبحت تشهد تحولًا ملحوظًا في ممارساتها المهنية المختلفة مع أفراد المجتمع نظرًا لتوظيفها للأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة.
أهمية التقنية في العصر الحالي تكمن في كونها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما يفرض على مهنة الخدمة الاجتماعية تبني أساليب مبتكرة تتماشى مع هذا التحول الرقمي، فلم يعد الأمر يقتصر على استخدام الأدوات التقنية لتحسين الكفاءة، بل أصبح يشمل تطوير منصات إلكترونية لتقديم الاستشارات الاجتماعية، استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الاجتماعية والتنبؤ بالمشكلات المحتملة، وتوظيف التطبيقات الذكية لتسهيل الوصول إلى الخدمات الاجتماعية.
هذا التحول يسهم في تحسين سرعة وجودة الاستجابة لاحتياجات الأفراد، ويتيح للأخصائيين الاجتماعيين توسيع نطاق عملهم ليشمل تقديم خدمات عبر الإنترنت، مثل الاستشارات الأسرية الافتراضية، جلسات الدعم النفسي، وإطلاق حملات توعوية رقمية.
ويلعب الأخصائيون الاجتماعيون دورًا متزايدًا في استخدام التقنية ضمن مختلف جوانب حياتهم المهنية، حيث تتيح لهم العديد من الفرص لتطوير ممارساتهم وتحقيق أهدافهم، فعلى سبيل المثال، يمكن للأخصائيين الاجتماعيين الحصول على فرص التعليم من خلال البرامج المتوفرة عبر الإنترنت، والتي تمكّنهم من متابعة تعليمهم الجامعي أو إكمال الدراسات العليا في تخصص الخدمة الاجتماعية من مؤسسات التعليم العالي المعتمدة، وإضافةً إلى ذلك، تُوفر هذه البرامج شهادات احترافية تُعدّ ضرورية لمواكبة متطلبات سوق العمل السعودي.
علاوةً على ذلك، أصبح اليوم البحث عن الوظائف يبدأ غالبًا عبر الإنترنت، مما يُسهّل الوصول إلى الفرص المتاحة بشكل أسرع وأكثر شمولية، وأيضًا فيما يتعلق بتوثيق العمل المهني، فإن الأخصائيين الاجتماعيين يمكنهم استبدال الملاحظات المكتوبة يدويًا بتدوينها إلكترونيًا، مما يتيح لهم تخزين البيانات والبحث عنها عند الحاجة بسهولة وسرعة.
كذلك تسهم التقنية في تسهيل إجراء جلسات الاستشارة بفضل تقنيات الإنترنت وأنظمة الدردشة المباشرة، مما يجعل الاجتماعات مع العملاء أكثر كفاءة ومرونة، إلى جانب ذلك، تساعد أدوات الاتصال المبتكرة على نشر المعلومات على نطاق أوسع، حيث تُبسط عملية توزيع البيانات بين مقدمي الرعاية ووكالات الخدمة الاجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل.
ولمواكبة التطورات والمستجدات في تخصص الخدمة الاجتماعية، يُمكن للأخصائيين الاجتماعيين متابعة آخر الأبحاث المنشورة في مجلات معتمدة وموثوقة، إلى جانب الاطلاع المستمر على أبرز القضايا الاجتماعية المعاصرة والنشاطات المهنية للأخصائيين الاجتماعيين الآخرين.
ويستطيع أيضًا مدراء الخدمة الاجتماعية توظيف التقنية بفعالية في إدارة العمليات الإدارية والتنظيمية، مثل مراقبة أداء الموظفين، وتصميم البرامج، وإعداد الميزانيات، وإدارة التمويل، بالإضافة إلى أن التقنية تتيح لهم التواصل مع المنظمات المهنية الأخرى، والهيئات الحكومية، وأصحاب المصلحة، مما يعزز من قدرتهم على تحقيق أهدافهم المؤسسية بكفاءة واحترافية.
وفي هذا الإطار يستوجب علينا أن نؤكد على أهمية استخدام الوسائل التقنية في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، وذلك يرتكز على العديد من المتطلبات التي تتناسب مع التحول الرقمي في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، والتي تستوجب استيفاؤها، أولًا: تدريب الأخصائيين الاجتماعيين على استخدام وتوظيف الأساليب التقنية في ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية، ثانيًا: توظيف أساليب التعلم النشط في مقررات الخدمة الاجتماعية الرقمية، كالتعلم التعاوني، التعلم القائم على المشاهدة والتفاعل، المناقشة والحوار وغيرها من الأساليب التي تعزز من الفهم العميق لكيفية توظيف الأساليب التقنية في مهنة الخدمة الاجتماعية، ثالثًا، توضيح أهمية التحول الرقمي لمواكبة متطلبات العصر، والقدرة على مواجهة القضايا الاجتماعية المعاصرة.
أما المتطلب الرابع فهو تنمية معارف الأخصائيين الاجتماعيين حول تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تمكنهم من التواصل مع عملائهم، خامسًا: توضيح علاقة المقررات في الخطة الدراسية ببعضها البعض، مع توضيح التسلسل المنطقي لها في كل مستوى من المستويات الدراسية، ومواءمتها مع أهداف البرنامج الأكاديمي وخصائص الخريجين، سادسًا: تطوير مهارات أعضاء هيئة تدريس تخصص الخدمة الاجتماعية فيما يخص التعامل مع المشكلات التقنية أو استخدام الحاسب الآلي ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، سابعًا: تعليم طلاب وطالبات الخدمة الاجتماعية والأخصائيين الاجتماعيين طرق الحصول على المعرفة، واستراتيجيات توظيفها، وكيفية الاستفادة منها، ثامنًا: تعليم وتدريب طلاب وطالبات الخدمة الاجتماعية على توظيف التقنية في اكتساب المهارات اللازمة لممارساتهم المهنية، تاسعًا وأخيرًا: توسعة استخدام التقنية في المؤسسات الاجتماعية.
@HayaAlGhamdii
وفي هذا الإطار يستوجب علينا أن نؤكد على أهمية استخدام الوسائل التقنية في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.