اقتصاد / صحيفة الخليج

فاليتا المالطية.. تلاقي الأناقة مع عمق التاريخ

إعداد: خنساء الزبير
تعد هذه العاصمة الأوروبية صموداً لعمارة القرن السادس عشر، حيث تطل المنازل الشاهقة على الشوارع الضيقة، وسميت على جان باريسو دي لا فاليت، الذي ذاع صيته في وقت بناء المدينة. 
وهي عاصمة لا مثيل لها وتقع منازلها ذات الشرفات الأمامية، التي يبلغ ارتفاعها ارتفاع المنحدرات البحرية، على شبه جزيرة سكيبراس وهي أرض تقع بين ميناءين طبيعيين رائعين.
وعندما أدرجت منظمة اليونسكو فاليتا، عاصمة مالطة، ضمن قائمة التراث العالمي وصفتها بأنها «واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة تاريخية» واليوم تبدو المدينة نابضة بالحياة والحيوية، ولكنها تحتفظ بطابعها المحلي. 
وبالتعرف إلى تجارب المدينة ونهضتها والمشاركة في الحياة والعادات المحلية يكون الزائر قد قام بأفضل الأنشطة في فاليتا.

المتحف الوطني للآثار

يحتوي المتحف الوطني للآثار في فاليتا على أغنى المقتنيات الأثرية في مالطا، والتي يتم عرضها في المقر السابق للغة بروفانس، والذي تم بناؤه في عام 1571.

ويضم المبنى، المتهالك قليلاً والمزين باللوحات الجدارية الجميلة، مجموعة رائعة من الآثار من عصر كهف غار دالام في العصر الحجري الحديث، بما في ذلك الأدوات الحجرية الدقيقة التي يعود تاريخها إلى عام 5200 قبل الميلاد. ومن أكثر ما يثير الاهتمام التماثيل الصغيرة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بما في ذلك تمثال «السيدة النائمة» والذي عُثر عليه في مقبرة هال سافليني، التي يبلغ عمرها نحو 5000 عام. ومن أبرز المعروضات أحجار من تاركسين مزخرفة، ونموذج لمعبد من تاهاجرات، ومعرض فينيقي يضم قطعاً من الفخار والتمائم.

بوابة المدينة

يتدفق زوار فاليتا إلى داخل المدينة وخارجها عبر بوابة ذات أبعاد أصلية تعود إلى عام 1633، ولكنها تغيرت إلى نسخة جديدة من الأبعاد في الستينات. ويبدو الأمر أشبه بعبور جسر متحرك أكثر من المرور عبر بوابة، وتم تقليص الهندسة المعمارية ووضوحها، وتأطير البوابة بزوج من الشفرات المعدنية، يبلغ ارتفاع كل منها 25 متراً، ومصممة لتبدو وكأنها سيوف الفرسان. وداخل البوابة يوجد زوج من الدرجات العريضة المنحدرة بلطف، مستوحاة من السلالم التي كانت تؤطر البوابة الأصلية، تربط بين حصني سانت جيمس كافاليير وسانت جون كافاليير وشارع ريبابليك في المستوى الأدنى. وعند النظر إلى شارع ريبابليك يلاحظ أن بوابة المدينة تشكل شكل حرف «V» الذي يشير إلى اسم فاليتا.

رينزو بيانو

يقع مبنى البرلمان الذي صممه رينزو بيانو خلف بوابة المدينة مباشرةً، وهو مشهد مذهل، حيث يتكون من كتلتين حجريتين ضخمتين تبدوان وكأنهما معلقتان في الهواء، لكنهما مدعومتان بأعمدة.

وقد تم قطع الكتل بواسطة الآلات لتخفيف مظهرها مع تقليل الإشعاع الشمسي والسماح بدخول ضوء النهار. والعنصر الثالث في تصميم بيانو هو دار الأوبرا الملكية في فاليتا الواقع على بعد نحو 100 متر من بوابة المدينة، وتم بناء دار الأوبرا المهيبة في ستينات القرن التاسع عشر، ودُمّرت خلال غارة جوية في عام 1942.

ويستضيف المسرح عروضاً شعبية وسط الهيكل المؤثر لدار الأوبرا الملكية التي تراوح بين البيتلز والبلوز، كما يعد المسرح المكان الرئيسي لمهرجان فاليتا السينمائي الذي يقام في يونيو.

حدائق باراكا

يمكن الاستمتاع بإطلالات رائعة على ميناء غراند هاربر من هذا الملاذ المزين بالأعمدة، وتم فتح حدائق باراكا العليا للعامة في عام 1824 ولكنها تعرضت لأضرار بالغة أثناء الحرب العالمية الثانية. ولا تزال المدافع التاريخية تُطلق بمراسم احتفالية كبيرة من قبل الحاضرين بالزي التقليدي عند الظهر والرابعة مساءً. وفي منتصف شهر أغسطس تستضيف الحدائق مهرجانات سنوية. 
وغرف حرب لاسكاريس هي عبارة عن مجمع أنفاق تحت الأرض جيد التهوية يقع على عمق 40 متراً تحت حدائق باراكا العليا.
وتم ترميم الغرف وترتيبها كما كانت في السابق، وتتكون من تماثيل شمعية، وتوفر رؤى رائعة خلف الكواليس.
كما تؤدي السلالم من الحدائق إلى أنفاق وهو مجمع آخر محفور في الصخر.
وتتوفر تذاكر فردية لكلتا الجولتين الإرشاديتين، وأيضاً تذكرة تغطي سبعة مواقع تراثية.

متحف الفنون والتراث

يقع المتحف الوطني للفنون (والذي يطلق عليه اختصاراً ميوزا) في مبنى كبير يطلق عليه «أوبيرج ايتالي» والذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، وكان يستضيف فرسان مالطا الإيطاليين.

وأبرز ما يميز هذا المكان المذهل خرائط وأعمال لفنانين محليين، فضلاً عن فنانين معروفين، مثل فيكتور باسمور الذي انتقل إلى مالطا للعمل، وماتيا بريتي، بما في ذلك اللوحة التي قدمها كعينة للفرسان. ويضم المتحف أيضاً أثاثاً مطعماً من المجتمع المالطي الراقي ومطعماً ممتازاً في الفناء الداخلي.

قصر كازا روكا بيكولا

عند الذهاب إلى فاليتا لابد من زيارة قصر كاسا روكا بيكولا الرائع الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر للتعرف إلى الحياة الأرستقراطية المالطية، مع الديكورات الداخلية الجميلة والأثاث العتيق المطلي. وهو منزل عائلة الماركيز دي بيرو التاسع.
وقامت العائلة بفتح جزء من القصر للعامة، حيث يمكن مشاهدة التحف الجميلة، وببغاء العائلة وملاجئ الغارات الجوية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، والتي تقع على عمق 30 متراً تحت الأرض. وتشمل الخيارات جولة إرشادية أو استكشاف مستقل مع جولة صوتية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا