عرب وعالم / السعودية / المواطن

جامع الإمام تركي.. تاريخي على وحدة الدولة وتطور العاصمة وتحولاتها

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

في قلب مدينة النابض بالتاريخ، يتربّع جامع الإمام تركي بن عبدالله – المعروف أيضًا بـ”الجامع الكبير” – شامخًا، ليجسد روح الإرث الحضاري العريق في المملكة، كمعلمٍ ديني وثقافي ارتبط بمراحل مهمة من تاريخ الدولة ، ليكون ًا على تطور العاصمة وتحولاتها عبر العقود، بطرازه المعماري المميز ودوره الحيوي في الحياة الدينية والاجتماعية، وليظل نقطة التقاء بين الماضي العريق والحاضر المزدهر.

بناء الجامع

يُنسب بناء الجامع إلى الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الثانية، وقد تم تشييده خلال فترة حكمه ليكون مركزًا رئيسًا للعبادة، والتعليم ومقرًّا للصلوات الجامعة والخطب الرسمية، ويستحضر هذا الجامع ذكرى تأسيس الدولة السعودية الثانية، ليبقى رمزًا للهوية الوطنية ومصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.

قد يهمّك أيضاً

وأُنشئ الجامع على أرض تُعرف بـ” النقعة” وسط الرياض، بأمر من الإمام تركي بن عبدالله ليكون قريبًا من قصر الحكم وعدد من الأحياء المحيطة، ما عزز مكانته مركزًا دينيًا وعلميًا بارزًا، ليصبح منبرًا لنشر العلوم الشرعية.

وجعله الإمام تركي بن عبدالله خلال مدة حكمه من عام 1240 هـ إلى عام 1249 هـ الموافق 1824 – 1834 م مؤسسة علمية على غرار ما كان في الدولة السعودية الأولى، وقد كانت عادة الإمام تركي عندما يصلي الجمعة في الجامع الكبير أن يخرج من الباب الذي يقع جنوب المحراب، وأعُدّ هذا الباب في قبلة المسجد لدخوله وخروجه ولدخول الإمام دون إزعاج المصلين لكثرة صفوفهم بالجامع.

تطورات متعاقبة

وبعد ذلك شهد الجامع تطورات متعاقبة، أبرزها في عهد ابنه الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله، الذي أعاد بناء الجامع وزاد في سعته من الناحية الشرقية والغربية، وزيّن الجامع بزخارف إسلامية مستوحاة من طرز معمارية لم تكن شائعة في المنطقة الوسطى آنذاك، مما أضفى عليه طابعًا فريدًا يمزج بين الأصالة والتجديد في العمارة السعودية، كما وضع ممرًا علويًا يربط المسجد بقصر الحكم، واستُحدثت كذلك مساقي جديدة له، وقام بعمل ممر طويل ومغطى ومحمول على عدد من الأعمدة لتوصيلها بين المسجد وقصر الحكم.
ومع توحيد المملكة، حظي الجامع باهتمام خاص من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الذي ربطه بقصر الحكم عبر جسر يسهم في سهولة الوصول للجامع أوقات الصلوات والجمع، كما قام بإنارته، وواصلت الدولة اهتمامها به في العهود اللاحقة وتوالت العناية بالمسجد حتى انتقل من البناء التقليدي الذي شُيّد من الطين واللبن المجفف، وأسقفه من جذوع النخل والحجارة إلى مبنى حديث بمواد حديثه.

وفي عام 1413هـ الموافق 1993م، شهد الجامع عملية إعادة تشييد شاملة تحت إشراف الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ضمن مشروع تطوير منطقة قصر الحكم، وتجددت معالمه القديمة إلى أشكال أخرى جديدة في العمارة والإنشاء، وقد بُني الجامع من وحدات خرسانية سابقة الصب، وغطيت جدرانه الخارجية والجزء العلوي من الجدران الداخلية بحجر الرياض، بينما غطي الجزء الأسفل من الجدران والأعمدة بالرخام الأبيض، أما السقف فقد غُطي ببلاطات خرسانية تشبه المرابيع الخشبية التي كانت تغطي سقف المسجد القديم، وجُهز الجامع بوسائل البث التليفزيوني والإذاعي المباشر وكاميرات تليفزيونية يتم التحكم فيها عن بعد.

واليوم يمتد الجامع على مساحة بنحو 16.8 ألف متر مربع، ويتسع لنحو 17 ألف مصلٍ في وقت واحد، ويضم مصلى رئيسيًت للرجال وآخر للنساء، تبلغ مساحته 6.32 آلاف متر مربع وارتفاعه 14.8 مترًا، إلى جانب ساحة خارجية تبلغ مساحتها 4.8 آلاف متر مربع، ومكتبتين إحداهما للرجال والآخر للنساء، مساحة كل منهما 325 مترًا تقريبًا، كما يحتوي على سكن للإمام والمؤذن، ويشمل مكاتب خاصة بالأجهزة الحكومية ذات الصلة، وقد أقيمت على جانبي الجامع منارتان بارتفاع 50 مترًا استُلهم تصميمهما من روح العمارة التقليدية.

إلى جانب كونه معلمًا معماريًا بارزًا، شكّل جامع الإمام تركي مركزًا علميًا أسهم في ثقافة المجتمع دينيًا وعلميًا، وتوّلى إمامته علماء بارزون مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذين أسهموا في تعزيز مكانة الجامع العلمية والدينية.

ويظل جامع الإمام تركي بن عبدالله شاهدًا حيًا على تاريخ المملكة وهويتها، ورمزًا يعكس قيمها الدينية وحفاظها على تراثها الوطني، يمثل بتصميمه المميز وتاريخه العريق، مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا