كشف طبيب متخصص طب الأطفال وحديثي الولادة أن لمس وتدليك يدي المولود وجسمه، له فوائد عديدة، فإلى جانب منحه الحب والحنان، يقوم التدليك بتعزيز نمو عضلاته وعظامه ومساعدته على النوم.

ونقل تقرير على موقع مجلة "سيدتي" عن استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد يحيى، أن تدليك يدي المولود وجسده له العديد من الفوائد الصحية :

اهتمي بتدليك كف مولودك الصغير بشكل يومي وأكثر من مرة، حيث إن طريقة إمساك الأم بكف الصغير فيما تهمس له بصوت حنون كلمات الحب والفرحة بقدومه تعمل على تعزيز رابطة سوف تستمر إلى الأبد بينهما، حتى عندما يكبر الطفل تظل الأم هي المعلمة الأولى وبوصلة الإنسان، ولذلك فيجب أن تهتم الأم بتدليك باطن كف الصغير والضغط على عدة مناطق متفرقة فيها.

فقد توصل العلماء إلى أن يد الإنسان ترسل عند الضغط عليها إشارات مهمة للمخ، حيث يمكن إرسال رسائل إلى مخ الكفيف مثلاً ليستطيع أن يفهمها، والرضيع يفهم عن طريق الضغط على باطن كفه وفي سن صغيرة مشاعر أمه ويبادلها تلك المشاعر دون كلام، فيسكت حين تقترب منه بعد أن كان يبكي، ومن هنا تكمن أهمية التواصل البصري مع الطفل حديث الولادة حتى لو كان نائمًا ونظرت إليه الأم فهو يشعر بها وتتعزز رابطته معها.

تدليك باطن كف المولود لكي تساعده على التخلص من المغص، حيث إن علاج المغص عند الرضع في الأشهر الأولى يكون صعبًا، بحيث لا يمكن تقديم الأدوية له، وفيما لا يكون جهازه الهضمي قد بدأ العمل بكفاءة فيمكنك استخدام بعض الحيل التي تساعد على تقليل شعوره بالمغص والانتفاخ والذي يزيد من شعوره بالألم.

وإصابة المولود بالإمساك تعد حالة شائعة ولكنها مزعجة وبسبب بطء حركة أمعاء الصغير وطبيعة حليب الأم فهو قد يعاني صعوبة الإخراج لعدة أيام، ولذلك يفيد تدليك باطن كفه والضغط على نقاط متفرقة فيها برفق في علاج الإمساك وتقليل حدوثه بشكل فعّال ومنح المولود نومًا هادئًا دون آلام في البطن.

يقل بكاء المولود، ويخف لديه مستوى التوتر عند قيام الأم بتدليك كفه الصغيرة، حيث من الممكن للأم أن تلاحظ توتر مولودها حين يستمر بالبكاء خصوصًا مع ساعات الليل.

ويمكن تدليك كف المولود والمسح على رأسه في الوقت نفسه، حيث تُسهم هذه الطريقة في تقليل البكاء بل وتعد أفضل الطرق لتهدئة بكاء حديثي الولادة دون أن تتكلف مجهودًا، بل إنها تُسهم في تحسين الحالة المزاجية للأم أيضًا حين تمسك باطن كف الصغير وتبدأ في مداعبته والهمس والغناء له.

تدليك كف المولود من الداخل يُسهم بدور كبير في تحسين جودة نوم طفلك، وفي الأشهر الأولى تعاني الأم بسبب بكاء الرضيع الشديد من دون سبب، خصوصًا أنه قد يستيقظ فجأة من النوم لكي يبكي، وحين تحاول الأم إرضاعه فهو يرضع لدقائق ثم يعاود البكاء، وقد يغفو ويستيقظ بمعنى أنه لا يدخل في حالة من النوم العميق ويعاني مما يعرف بالنوم النشط.

وتدليك باطن كف الصغير مع تدليك بقية مناطق جسمه قبل النوم تساعد عضلاته المشدودة على الاسترخاء.

يُسهم تدليك يد المولود في تعزيز نمو عضلاته وعظامه، حيث إن طريقة إمساك الأم بكف الصغير تساعد على تقوية عضلاته بطريقة سهلة وبسيطة، مما يعزز من صحة عضلاته وعظامه أيضًا.

يمكن أن تبدأ الأم بتدليك كف يد المولود اليمنى ثم اليسرى، ثم تدليك مناطق أخرى من ساقيه مثل عظمتي الساق، وتُسهم هذه الطريقة في سرعة نمو عظام الساقين وزيادة طول الرضيع بطريقة طبيعية، كما أن التدليك يكشف عن عيوب خفية قد تكون في الجهاز الهيكلي للمولود ويمكن للأم اكتشافها.

كما أن تدليك جسم الصغير يقوي جهازه التنفسي، ويُسهم في تحسين تنفسه خصوصًا للمواليد الذين يولدون قبل إتمام فترة الحمل الكاملة، ويُسهم التدليك في هذه الحالة في زيادة قدرة المولود على القيام بعمليتي الشهيق والزفير بصورة فعّالة.

أيضًا تدليك الطفل المبتسر خصوصًا يُسهم في زيادة وزنه، حيث بيّنت الأبحاث العلمية أن الأطفال المبتسرين الذين خضعوا للتدليك اليومي قد زاد وزنهم بنسبة 47 %، وذلك لأن التدليك يُسهم في زيادة نشاط حركة المعدة لديهم، وبالتالي يعزز من امتصاص العناصر الغذائية بصورة أكثر كفاءة فيزداد وزن المولود بشكل ملحوظ.

ويزيد التدليك من مناعة الطفل بشكل فعّال، فالتدليك يزيد من إنتاج خلايا الدم البيضاء في دمه والتي تساعد في محاربة الإصابة بالالتهابات، ويمكن لبعض تمارين التدليك أن تحفز الغدد الليمفاوية في جسمه للقيام بعملية التخلص من السموم بصورة فعّالة.