22 فبراير 2025, 10:50 صباحاً
تعد القهوة والتمر من أعمق الرموز الثقافية التي شكلت جزءًا أصيلًا من الهوية السعودية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في الدرعية، حيث لم يكونا مجرد عنصرَيْن غذائيَّيْن، بل ركيزتَيْن أساسيتيْن للضيافة والتواصل الاجتماعي، وجزءًا لا يتجزّأ من الحياة اليومية في المجالس.
القهوة.. رمز الضيافة في مجالس التأسيس
منذ أن أصبحت الدرعية نواة الدولة السعودية الأولى، كانت القهوة حاضرة في المجالس التي شهدت الاجتماعات الكبرى واللقاءات السياسية، حيث لم تكن مجرد مشروبٍ؛ بل وسيلة للتواصل وتعزيز التآلف بين القادة والعلماء ورجال الدولة.
ووفقًا لما ذكره الباحث عبدالله بن عبدالرحمن الشقير؛ في تقريرٍ نشرته "المجلة العربية" في العدد (581)، فقد كان طلاب العلم في مجالس الشيخ محمد بن عبد الوهاب يتناولون القهوة في أثناء حلقات الدراسة؛ ما يعكس ارتباط هذا المشروب بالحياة الثقافية والعلمية في تلك الفترة.
وأشار عددٌ من المصادر التاريخية إلى أن إعداد القهوة في الدرعية كان يتم وفق طقوس دقيقة، تبدأ من تحميصها وطحنها في النجر، ثم غليها في الدلال النجدية، قبل أن تُصب بفنٍ وإتقانٍ للضيوف في مجالس الأئمة والأعيان. وكانت لتقديم القهوة دلالاتٌ اجتماعية، حيث يُقدّم أول فنجان لكِبار الضيوف، مما يعكس احترام المجتمع السعودي للتقاليد والمراتب الاجتماعية.
التمر.. غذاء المؤسّسين ورفيق القهوة
كان التمر حاضراً في كل المجالس، إذ شكّل المصدر الغذائي الأساسي لسكان الدرعية؛ نظرًا لتوافره وقيمته الغذائية العالية. وارتبط التمر بالقهوة ارتباطًا وثيقًا، حيث كان يُقدّم معها لكسر مرارتها، ليصبح هذا التقليد رمزًا للكرم وحسن الاستقبال. وكانت النخيل تزرع بكثافة في وادي حنيفة، مما جعل التمور جزءاً أصيلاً من الحياة اليومية، ليس فقط كمصدرٍ للغذاء، بل كجزءٍ من التبادل التجاري والدبلوماسي بين الدرعية وبقية مناطق الجزيرة العربية.
القهوة والتمر في يوم التأسيس.. استمرار الإرث السعودي
مع مرور الزمن، لم تفقد القهوة والتمر مكانتيهما في المجتمع السعودي، بل ازدادا أهمية بوصفهما رمزاً وطنياً يعكس الهوية السعودية المتجذرة. ويأتي يوم التأسيس 2025 ليعيد التأكيد على دور هذين العنصرين في تراث المملكة، إذ لا تزال المجالس السعودية حتى اليوم تحتفظ بالتقاليد العريقة في إعداد القهوة النجدية، وتقديم التمر بوصفه عربون كرم وأصالة.
وأطلقت وزارة الثقافة السعودية في عام 2022 مبادرة "عام القهوة السعودية"، احتفاءً بالقيمة الثقافية للقهوة، وتأكيدًا على كونها إرثًا سعوديًا أصيلًا امتد منذ الدولة السعودية الأولى حتى اليوم. كما أن التمور السعودية باتت اليوم واحدة من أكثر المنتجات تصديرًا، مما يعكس استمرار أهمية هذه المكونات في الاقتصاد والثقافة السعودية.
إرث مستدام.. من مجالس الأئمة إلى موائد الوطن
لم يكن القادة الذين أسّسوا الدولة السعودية الأولى يدركون أن عاداتهم في استقبال الضيوف بالقهوة والتمر ستبقى جزءًا من الهوية الوطنية لقرونٍ لاحقة. فكما شكّلت القهوة والتمر جزءًا من مجالس التأسيس في الدرعية، فإنهما اليوم حاضران في احتفالات يوم التأسيس، ليبقيا شاهدين على قيم الكرم والعراقة التي قامت عليها الدولة السعودية منذ بدايتها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.