حطم الذكاء الاصطناعي الأرقام القياسية في برنامج صُمِّم خصيصًا لاختبارات الذكاء، محققًا نتيجة تعادل مستوى ذكاء الشخص العادي.
لطالما اعتمد الباحثون على اختبار تورينج لقياس ذكاء الآلة، إذ يتعين على الآلة إقناع الإنسان بأنها كيان بشري لاجتياز الاختبار. وبحسب بعض الروايات، فقد تمكنت التكنولوجيا بالفعل من تحقيق هذا الإنجاز، وربما نجح برنامج ChatGPT في اجتياز الاختبار في وقت سابق من هذا العام. مع ذلك، لا يزال العلماء يتساءلون عمّا إذا كان هذا الاختبار قادرًا على تحديد الذكاء الحقيقي.
كبديل لهذا الاختبار، ابتكر مهندس البرمجيات والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي فرانسوا شوليت مقياس ARC-AGI، وهو برنامج مصمم لقياس “الذكاء العام الاصطناعي” (AGI). ويعرّف شوليت الذكاء العام الاصطناعي بأنه نظام قادر على اكتساب مهارات جديدة بكفاءة خارج نطاق بيانات التدريب الخاصة به.
بناءً على هذا المعيار، سيفشل ChatGPT في الاختبار، إذ تعتمد هذه التقنية على الاحتمالات وكميات هائلة من البيانات للتنبؤ بالكلمات الأكثر ترجيحًا لتكوين جمل ذات معنى، ما يجعلها بارعة في إنشاء المحتوى. ومع ذلك، يرى شوليت أن الذكاء العام الحقيقي لا يتمحور حول امتلاك مهارة معينة، بل حول القدرة على اكتسابها في الأساس دون الحاجة إلى كميات هائلة من البيانات المدخلة، وهي القدرة التي تفتقر إليها تقنية ChatGPT.
لاجتياز اختبار ARC-AGI، يجب على الذكاء الاصطناعي حل مجموعة من مسائل الاستدلال المنطقي اعتمادًا على أنماط من المربعات الملوّنة في شبكة، حيث تتمثل مهمته في استنتاج النمط الذي يحوّل شبكة معينة إلى أخرى، وذلك بالاعتماد على ثلاثة أمثلة فقط للتعلم منها. وكان الرقم القياسي السابق لهذا الاختبار، والمسجّل باسم جيريمي بيرمان، قد بلغ 58.5%. غير أن نظام o3 الجديد من OpenAI حطّم هذا الرقم القياسي، محققًا نتيجة مذهلة بلغت 82.8%، ما يجعله -وفقًا لشوليت٠- في مصاف البشر من ناحية القدرة على الاستدلال.
وصف شوليت هذا التقدم في منشور على مدونته قائلًا: «إنه قفزة هائلة إلى الأمام تمثل اختراقًا حقيقيًا في مجال القدرة على التكيف والتعميم. هذا ليس مجرد تحسّن تدريجي، بل هو مجال جديد كليًا يتطلب اهتمامًا علميًا جادًا».
ولتوضيح مدى التقدم الحاصل، لم يحقق نظام GPT-3 أي نتيجة تُذكر قبل أربع سنوات، إذ سجل 0% فقط، وهي نتيجة متدنية للغاية. أما في عام 2024، فلم يكن أداء GPT-4o أفضل بكثير، حيث لم تتجاوز نسبته 5%، رغم أن ذلك يُعد تحسّنًا ملحوظًا. لكن وفقًا لشوليت، لا يزال نظام o3 يعاني في بعض المهام البسيطة، ما يشير إلى أن الطريق نحو ذكاء عام اصطناعي حقيقي لا يزال طويلًا.
ورغم هذه التطورات المثيرة للإعجاب، فإن الإجماع بين الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي لا يزال محدودًا بشأن الموعد الذي يمكن أن نشهد فيه ظهور الذكاء العام الاصطناعي الحقيقي. إذ يعتقد بعضهم أنه قد يصبح واقعًا بحلول نهاية العقد الحالي. في محاضرة ألقاها مؤخرًا، زعم بن جورتزل، مؤسس شبكة SingularityNET، أن أجهزة الكمبيوتر الفردية قد تصل إلى مستوى يعادل قوة الدماغ البشري بحلول عام 2023، مضيفًا: «إذا أضفنا 10 إلى 15 سنة أخرى، فسيصبح لدى جهاز كمبيوتر واحد قدرة حسابية تعادل تقريبًا قوة المجتمع البشري بأسره».
اقرأ أيضًا:
الفائز بجائزة نوبل للفيزياء يستقيل من غوغل ويحذر من أن الذكاء الاصطناعي الشرير سيقضي علينا
يستخدم عدد كبير من الأطباء الذكاء الاصطناعي في الرعاية الطبية
ترجمة: محمد الشرقاوي
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.