عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"أرخبيل تشاجوس": مأساة ارتكبتها وأمريكا ونسيها العالم.. فهل تتكرر في "غزة"؟

تم النشر في: 

16 فبراير 2025, 10:59 مساءً

أثارت خطة دونالد ترامب بخصوص غزة، وتهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليونَي نسمة إلى دول الجوار، الكثير من القيل والقال، ما بين مندد ورافض ومذهول من اقتراح الرئيس لخطة تتعارض مع القانون الدولي والإنساني بشأن التهجير القسري لسكان من أرض ميلادهم وأجدادهم، وبما يمكنه أن يشعل نار الصراعات في المنطقة، ويدخلها أتون الحرب لوقت لا يعلم مداه إلا الله.

المثير أن تلك الخطة الأمريكية الغريبة التي لاقت رفضًا عربيًّا ودوليًّا فوريًّا قد تعتقد أنها غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، وليس هناك مثيل في بشاعتها، ولكن هناك قصة "أرخبيل تشاجوس الموريشيسية"، التي سقطت من سجلات التاريخ، وذهبت في طي النسيان، والتذكير بها يخبرنا بأن "خطة غزة" ليست الفاجعة الأولى.

فما هي قصة "تشورجوس"، والقاعدة العسكرية الأمريكية في "دييجو جارسيا"؟

"سرقة أمة"

في كتابه "الحرية في المرة القادمة"، وتحديدًا في الفصل الأول منه المعنون بـ"سرقة أمة"، يقص علينا الصحفي الأسترالي جون بلجر قصة مأساوية، تشبه الخطة الأمريكية لتهجير سكان غزة، ولكن هذه المرة في قلب إفريقيا في الستينيات من القرن الماضي.

كانت الحياة بسيطة وهادئة في أرخبيل تشاجوس، الذي يتبع موريشيوس، وتحتله ؛ فالسكان التي تعود أصولهم إلى موزمبيق ومدغشقر حينما أحضرتهم فرنسا كعبيد في القرن الثامن عشر الميلادي للعمل في مزارع جوز الهند كانوا يعيشون على صيد الأسماك وزراعة الطماطم، والباذنجان، واليقطين، وتربية الماعز والدجاج والبط، ولكن الحياة الهادئة انقلبت وتحولت إلى جحيم حينما قررت الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية في قلب المحيط الهندي، ووقع اختيارها على تلك الجزيرة.

فنحو ألفين من السكان، هم تعداد الأرخبيل، معظمهم يقطن في جزيرة "دييجو جارسيا" التي تقع في منتصف المسافة تقريبًا بين قارتَي إفريقيا وآسيا، أصبحت حياتهم بين ليلة وضحاها جحيمًا لا يطاق؛ فبموجب اتفاق بريطاني-أمريكي، أُحيط بالسرية والكتمان، تقرر تهجير سكان الجزيرة إلى سيشل وموريشيوس، ليخلو الجو للأمريكيين لبناء قاعدتهم المهيبة، مقابل أن تمنح واشنطن حليفتها لندن غواصة نووية من نوع بولاريس بخصم 14 مليون دولار.

هكذا كان الأمر ببساطة كما يروي "بلجر" في فصل "سرقة أمة"؛ فقد اتفق الحليفان على تهجير السكان، وذلك بإعلان استقلال موريشيوس، ولكن بشرط أن تحتفظ بريطانيا بأرخبيل تشاجوس، في مقابل منح الاستقلال و3 ملايين جنيه إسترليني فقط. وهكذا بدأت المأساة.

وبدأت مأساة التهجير بخطة مُحكمة؛ إذ توقفت سفن المنتجات الغذائية والألبان عن الرسو في ميناء "دييجو جارسيا"؛ إذ حاولت لندن وواشنطن تجويع السكان، وخلق أزمة مجاعة في الجزيرة الهادئة.

وعندما فشلت خطة التجويع بدأت الشائعات في التواتر بأن الجزيرة سوف تقصف بالقنابل، ثم أرسل البلدان الحليفان برسالة إنذار إلى السكان، وذلك عن طريق قتل كلابهم الذين يرتبطون معهم بروابط وثيقة، بالغاز والحرق، في إشارة إلى أن التالي سيكون السكان.

ويذكر الصحفي الأسترالي أن السكان عندما نفدت منهم الحيل للبقاء في مساكنهم وأرضهم، التي عاش فيها آباؤهم وأجدادهم لنحو قرنين من الزمان، قرروا ركوب السفن التي ستأخذهم بعيدًا عن وطنهم.

ووفقًا للكاتب، فإن السكان واجهوا مصيرًا مأساويًّا في المناطق التي هُجّروا إليها؛ إذ لم يجدوا المسكن وقطعة الأرض والحيوانات التي وُعدوا بها كما كان الحال في "تشاجوس"، واضطروا للسكن في مناطق ومنازل غير آدمية، والعمل في أعمال لا يجيدونها، أو أُجبروا عليها.

نزاع طويل

وعلى الرغم من الاتفاق الذي أبرمته بريطانيا آنذاك مع دولة موريشيوس، التي يتبع لها أرخبيل تشاجوس، إلا أن النزاع ظل قائمًا بين البلدين على الأرخبيل. ففي مارس من عام 2015 أصدرت المحكمة الدائمة للتحكيم المعنية بتسوية النزاعات بين الدول قرارًا، ينص على أن المنطقة البحرية المحمية التي أعلنتها المملكة المتحدة حول أرخبيل تشاجوس في عام 2010 تنتهك القانون الدولي.

وفي فبراير عام 2019 طالبت محكمة العدل الدولية بريطانيا بإنهاء ما وصفته بـ"الاحتلال غير القانوني" لأرخبيل تشاجوس.

وبعد ذلك بثلاثة أشهر صوّتت الجمعية العامة بأغلبية 116 دولة على قرار يطالب بإعادة الأرخبيل لموريشيوس بدون قيد أو شرط في غضون فترة لا تزيد على ستة أشهر.

وفي أكتوبر الماضي أعلنت لندن أنها ستُسلّم أرخبيل تشاجوس إلى دولة موريشيوس بعد عقود من النزاع، وأن الاتفاق يشمل أيضًا جزيرة "دييجو جارسيا"، التي تستضيف القاعدة الأمريكية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا