إنها أخبار سيئة لمحبي التمارين الشديدة: التمارين المفرطة قد تثبط جهازك المناعي! أو على الأقل هذا ما اقترحته دراسة نشرت عام 2023، حللت عينات مأخوذة من رجال الإطفاء بعد نشاط بدني.
قد يمثل ذلك مشكلة للعمال الذين يعملون بوظائف تتطلب جهدًا بدنيًا مستمرًا وتدريبًا مكثفًا على اللياقة البدنية، مثل عمال الطوارئ والرياضيين.
قال المختص في الطب الحيوي إرنستو ناكاياسو: «يصبح الأشخاص الأصحاء أكثر عرضة لعدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي بعد القيام بتمارين قوية». يمثل تقليل الكفاءة الالتهابية التي تعمل على مكافحة العدوى سببًا محتملًا.
في حين تشير أدلة إلى أن النشاط البدني المعتدل بين الأفراد الأصحاء قد يكون في صالح الجهاز المناعي على المدى الطويل، فإن ما يحدث للجهاز المناعي مباشرة بعد ممارسة التمارين القوية أمر مثير للجدل.
يدعم القليل من الأدلة الموثوقة الادعاء بأن التمارين المكثفة تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الانتهازية. مع أن بعض الدراسات السابقة أشارت إلى الإبلاغ الذاتي عن عدوى الجهاز التنفسي العلوي في الرياضيين، مقارنةً بمجموعات الضبط، بعد الأنشطة الشديدة، مازالت العلاقة السببية أو علاقة الارتباط غامضة.
حلل ناكاياسو وفريقه عينات الدم والبول واللعاب لأحد عشر رجلًا من رجال الإطفاء قبل 45 دقيقة من ممارسة النشاط البدني المكثف وبعدها، أوضحت عالمة الكيمياء الحيوية كريستين جونسون: «أردنا النظر بدقة في ما يحدث في الجسم لنعرف، هل بإمكاننا اكتشاف الخطر الناجم عن الإرهاق في مراحله الأولى أم لا؟ قد يمكننا الحد من مخاطر التمارين الشاقة على من يتأثرون بها، مثل الرياضيين والعسكريين».
لا شك أن التمارين مفيدة لصحتنا، إذ تمتد تأثيراتها من تحسين المزاج إلى تقوية جهازنا المناعي. مع ذلك تثبت الدراسة وجود أدلة محتملة على تثبيط المناعة لدى رجال الإطفاء.
إضافةً إلى التغيرات الجسدية المتوقعة التي تساعد الجسم على التكيف مع المجهود البدني الشاق، مثل المحافظة على السوائل والطاقة والأكسجين، يظهر انخفاض في الجزيئات التي تعمل على زيادة الفعالية الالتهابية. مع زيادة في مادة أوبيورفين، وهي موسع للأوعية الدموية المحيطية.
ما أثر ذلك في وظيفة الجهاز المناعي على المدى القصير؟ ما زال الأمر غير واضح، لكن الباحثين يقدمون بعض الاستنتاجات.
كتب الباحثون: «يزيد الأوبيورفين تدفق الدم الى العضلات، بهدف تحسين توزيع الأكسجين والمغذيات. تُظهر عينات اللعاب انخفاض الجزيئات المحرضة للالتهاب بعد التمرين، نفترض أن ذلك يمثل آلية تكيفية لتحسين تبادل الغاز استجابة لارتفاع الطلب الخلوي على الأكسجين».
اتضح وجود تغير في الفلورا الفموية للمشاركين أيضًا. ربما بسبب زيادة في الببتيدات المضادة للجراثيم الموجودة في الفم بعد النشاط المكثف، ربما لتعويض تثبيط المناعة، وهو استنتاج غير مؤكد بعد.
كتب الباحثون: «لم يكن للزيادة في عدد الببتيدات المضادة للجراثيم أثر في تثبيط نمو الإشريكية القولونية، ما يشير إلى محدودية قدرة الببتيدات المضادة للجراثيم في الفم على الحماية من العدوى».
مع ذلك، يجادل علماء آخرون بأن بعض التغيرات الملاحظة لا تمثل مؤشرات على تثبيط المناعة، بل على «ارتفاع حالة التنظيم المناعي».
مع أن المقارنة ضمن نفس الأشخاص -أي المقارنة قبل ممارسة التمارين وبعدها- تقلل من تأثير صغر حجم العينة، فإن رجال الإطفاء يعانون من تعرض فريد للملوثات في أثناء الحرائق ما يؤثر في ردود أفعالهم المناعية.
أيضًا حذر الباحثون من أن الدراسة تقتصر على الرجال الأصحاء والنشطين، ما يظهر الحاجة إلى إجراء مزيد من البحث في مجتمع أوسع لتأكيد النتائج.
خلص الفريق -مع أخذ نتائج الأبحاث السابقة في الحسبان- إلى أن ثم أدلة تدعم العلاقة بين المجهود البدني وزيادة حالات العدوى التنفسية.
اقرأ أيضًا:
تناول المكسرات يقلل من خطر الإصابة بالخرف
توصلت دراسة إلى أن الصيام المتقطع قد يبطئ نمو الشعر
ترجمة: روميو غسان حموي
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: لبنى حمزة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.