سياسة / اليوم السابع

.. هندسة التوازن في زمن التشظي الدولي

بقلم محمد أيمن

الخميس، 13 فبراير 2025 07:31 م

منذ عام 2011، تواجه تحديات متشابكة على مختلف الأصعدة، وبينما يدرك البعض الآن فقط حجم التعقيدات، لا يزال آخرون أسرى رؤى قاصرة لا تعكس الواقع. لكن القاهرة، بثباتها المعهود، تواصل التحرك وفق سياسات متوازنة تحمي أمنها القومي وتصون مصالحها الاستراتيجية بعيدًا عن المزايدات والانفعالات.

الأزمة الراهنة بين مصر والولايات المتحدة، رغم تصاعدها، لا تعني صدامًا مفتوحًا، فالعلاقات تحكمها اعتبارات استراتيجية تجعل القطيعة مستبعدة. معاهدة السلام مع إسرائيل تظل ركيزة مهمة في المعادلة الإقليمية، وإلغاؤها ليس مطروحًا من الجانب المصري، إذ تدرك القيادة أنها مكسب استراتيجي يعزز موقفها الإقليمي والدولي. أما قضية التهجير القسري من غزة، فموقف مصر منها واضح وحاسم بالرفض، إلا أن تدهور الأوضاع داخل القطاع قد يدفع بعض الأفراد إلى البحث عن مخرج تحت وطأة الظروف القاسية.

وسط هذا المشهد المعقد، تتحرك القاهرة نحو إعادة إعمار غزة، لكن هذه المرة، التحديات أكبر من مجرد إعادة بناء ما تهدم. حجم الدمار غير مسبوق، والواقع السياسي أكثر تعقيدًا في ظل تداخل المصالح الإقليمية والدولية. ورغم ذلك، تواصل مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان تنفيذ عملية الإعمار وفق رؤية تحقق الاستقرار على المدى الطويل.

بينما تتصاعد الأصوات المعتادة مع كل أزمة، مطالبة بقطع العلاقات الدولية أو إلغاء الاتفاقيات الاستراتيجية، تؤكد مصر مجددًا أنها لا تدير سياستها بردود أفعال عاطفية. الأمم المتحدة، رغم تحفظات كثيرة عليها، تظل منصة قانونية تكرس الحقوق الفلسطينية، والمعونة الأمريكية ليست منحة بقدر ما هي جزء من تفاهمات تحقق توازنات دقيقة، بينما اتفاقية السلام لم تكن يومًا تنازلًا، بل مكسبًا استراتيجيًا حافظ لمصر على موقفها القوي.

في ظل تغير المشهد الدولي، يدرك صانع القرار المصري أهمية إدارة العلاقات مع مختلف القوى الدولية بذكاء ومرونة. التعامل مع ترامب، ستكون وفق رؤية تحقق المصالح المصرية، عبر تقديم ما يعزز موقفه السياسي دون التفريط في أي مكاسب حقيقية. فالقاهرة تدرك قواعد اللعبة الدولية جيدًا، ولا تتحرك إلا وفق حسابات دقيقة.

بينما ينشغل العالم بالتصريحات والمواقف المتباينة، تتخذ مصر خطوات فعلية على الأرض، حيث تستعد بمعداتها ومواردها للدخول إلى غزة من أجل إعادة الإعمار، في رسالة واضحة بأن سياسات القاهرة لا تخضع للمزايدات، وأنها، كما كانت دائمًا، تملك زمام المبادرة، وتتحرك بثقة نحو حماية أمنها القومي وتحقيق مصالحها الاستراتيجية بعيدًا عن الشعارات والانفعالات العابرة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا