عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

حذرتا من تهدد الأمن.. أوكرانيا وأوروبا ترفضان تفرّد أمريكا بالمفاوضات مع روسيا

تم النشر في: 

13 فبراير 2025, 4:20 مساءً

بدأت الساحة السياسية العالمية تحبس أنفاسها مع إعلان الرئيس دونالد ترامب عن مكالمة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث بزغت آمال تحقيق السلام سريعاً في أوكرانيا وسط تنازلات صادمة، وفي مشهد تاريخي يحمل في طياته الكثير من التوترات والرهانات، أشار ترامب إلى أن مفاوضات السلام ستنطلق فوراً، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين كييف وحلفائها الأوروبيين الذين يرون في هذه الخطوة محاولة لإقصائهم من طاولة المفاوضات.

وتطرق "ترامب" خلال المكالمة إلى عدة محاور استراتيجية أبرزها مستقبل الأراضي الأوكرانية والحدود التي يمكن استعادتها، مؤكداً أن عودة أوكرانيا إلى حدودها لعام 2014 أو قبولها بعضوية حلف الناتو لم يعد من ضمن الأولويات.

وقد أعربت الإدارة الأمريكية عن تفاؤلها بإمكانية إنهاء النزاع بسرعة، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي كان على استعداد لإجراء مفاوضات مباشرة، وهو ما يعد تغييراً في السياسة التي اعتمدت سابقاً على إطالة أمد الصراع، وفقاً لـ"رويترز".

موقف حاسم

ولم يمر الأمر دون أن يرفع قادة كييف وأوروبا أصواتهم، حيث شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة إشراك كييف في أي عملية تفاوضية مستقبلية.

وأكد "زيلينسكي" أن أي صفقة تُبرم دون مشاركة الدولة ذات السيادة ستفقد مصداقيتها، كما أن ضمانات أمنية حقيقية لا بد منها لحماية مصالح أوكرانيا.

من جانبها، نددت رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بأن أي حل سريع دون مع الشركاء الأوروبيين هو بمثابة "صفقة قذرة" قد تُفضي إلى تفاقم المخاطر الأمنية في المنطقة.

وفي الوقت الذي بدأت فيه أسواق المال الروسية في الارتفاع وارتفعت أسعار ديون أوكرانيا، انعكست توقعات أن تكون هذه المكالمة نقطة تحول في مسار الحرب التي دامت لسنوات طويلة.

ورغم التأكيدات الأمريكية على أن الطرفين يسعيان لإحلال السلام، يبقى تساؤلٌ قائم حول مدى قدرة مثل هذه المبادرة على تحقيق الاستقرار دون إحداث انقسام أعمق بين الحلفاء الغربيين.

تحديات مشتركة

وتعتبر المكالمة بين ترامب وبوتين تحولاً دراماتيكياً في المشهد السياسي، إذ جاءت في وقت يزداد فيه الضغط على كييف لحماية أراضيها ومصالحها الاستراتيجية. وقد أوضح الدفاع الأمريكي، بيتي هيجسيث، بأن ترامب هو "أفضل مفاوض على الكوكب"، معتبراً أن هذه الخطوة قد تكون بمثابة فرصة لإنهاء الحرب، رغم رفض كييف لفكرة أن تُعقد أي محادثات سلام دون مشاركتها الكاملة.

وعلى الجانب الآخر، يشير بوتين إلى أهمية معالجة الجذور العميقة للصراع، في حين يبدي المسؤولون في موسكو رضاهم عن المفاوضات الثنائية، ويعتبرونها خطوة نحو إنهاء الحرب التي كلفت الأطراف خسائر فادحة. وفي هذا السياق، يواجه الطرفان تحديات مشتركة تتعلق بتقديم تنازلات حقيقية دون المساس بالهوية الوطنية والأمن الإقليمي، وهو ما يجعل أي تسوية محتملة محفوفة بالمخاطر.

آفاق مستقبلية

إن السيناريو المطروح، الذي يستبعد مشاركة كييف والحلفاء الأوروبيين، قد يترك آثاراً بعيدة المدى على نظام الأمن الأوروبي والعالمي. فقد أكدت المصادر الدبلوماسية أن أي تفاوض يُجرى من وراء ظهور الحلفاء الغربيين لن يحظى بالقبول لدى الأطراف المتضررة، مما قد يؤدي إلى استمرار التوترات الإقليمية وزعزعة استقرار المنطقة.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية التنسيق بين الولايات المتحدة وأوروبا لضمان أن تكون أي مفاوضات سلام شاملة وعادلة. حيث يرى المسؤولون أن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق نتائج ملموسة تحافظ على أمن أوكرانيا وتكفل مستقبلها السياسي والاقتصادي. كما يترقب العالم ردود الفعل القادمة من مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي قد يشكل منصة لتحديد الخطوط العريضة للمفاوضات القادمة.

مستقبل آمن

وتبقى الأسئلة قائمة حول مدى قدرة الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات وتحقيق سلامٍ دائم يشمل جميع الأطراف، دون التنازل عن المبادئ الأساسية للأمن والسيادة الوطني، في ظل استمرار التوترات وتزايد المخاوف من صفقة سلام محتملة تُبرم دون إشراك كييف وأوروبا، يبرز التساؤل: هل يمكن تحقيق تسوية توافقية تلبي تطلعات جميع الأطراف وتضع حدّاً لعهد من النزاعات المستمرة؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا